تذكر الروائى والمفكر السياسى عمار على حسن، ذكرياته مع عيد الأضحى المبارك قائلا: كان العيد بالنسبة لي يوما مختلفا عن أيام الكد والكدح بين الحقول والمدارس، وهذا اليوم اختلفت طقوسه بين الطفولة والصبا.
وأوضح عمار على حسن، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه حين كنت صغيرا انتظرت العيدية البسيطة من أبي وجدى لأمي، لأنفقها على صناعة بهجتى، ولم تكن تلك البهجة تتعدى شراء البالونات الملونة، واللعب الرخيصة، والحلوى، التى ألهو بها قبل طلوع الشمس، ثم يفضحنى الضحى حين تنفد النقود، وتفسد اللعب، وتهضم الحلوى، وبعد سنوات صرت ورفاقى نستغل النقود الشحيحة التي نحصل عليها يوم العيد فى تنظيم دورى لكرة القدم من يوم واحد، الفائز يحصل على مكافأة مما جمعناه، وبعد سنوات صار العيد مرتبطا لدى بالذهاب إلى السينما فى بندر المنيا، وهذا كان يتطلب منا ألا ننفق ما معنا فى دكاكين القرية، بل نأخذه معنا إلى المدينة، حيث محلات الفلافل والكشري والعصير المجاورة لسينمات المنيا الثلاث "بالاس" و"فريال" و"ميامي"، نقضي اليوم فى البندر، حتى تنفذ نقودنا فنعود مع أول الغبش قابضين على أوقات سعيدة.
وأضاف عمار على حسن، حين كبر أكثر، وصرت فى الجامعة، لم يعد بوسعى سوى مراقبة الصغار وهم يمرحون في شوارع القرية المتربة، وتحول العيد لدى إلى يوم لتبادل التهانئ مع الناس، فكنت أخرج وأصدقائي من المسجد بعد الصلاة، أو نأتي من الخلاء إن أقمناها بين الحقول، وندور على البيوت نسلم على كل من فتح بابه، ومن لم يفتحه، نطرق عليه ثلاث، فإن لم يفتح عذرناه ومضينا.
وأضاف عمار على حسن، أتذكر أننا كنا ندخل بيت المسيحيين في القرية إن رأيناها مفتوحة، ونسلم عليهم، وهم من جانبهم كانوا يخرجون من بيوتهم ويطوفون على بيوت المسلمين لتهنئتهم بالعيد، وكان أبناء جيلنا منهم يخرجون معنا إلى ملعب الكرة أو السينما في يوم العيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة