تتجه أنظار العالم خلال شهر سبتمبر الحالى إلى ألمانيا لمتابعة الانتخابات البرلمانية التى تجرى هناك، والتى من الممكن أن يكون لها تأثير قوى على أوروبا والعالم ككل، بسبب ما تتمع به برلين من مكانة على المستوى الإقليمى وداخل الاتحاد الأوروبى.
قال السفير الألمانى فى القاهرة، إن استطلاعات الرأى الأسبوعية فى ألمانيا، أظهرت على مدار 4 أسابيع ماضية تقدم الاتحاد الديمقراطى المسيحى، الذى تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بنسبة تتراوح بين 37 و39%، بينما يأتى الحزب الاشتراكى الديمقراطى، الذى ينتمى له منافسها مارتن شولتز، فى المرتبة الثانية بنسبة تتراوح بين 22 و24%.
وتحدث السفير يوليوس جيورج لوى، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين فى مقر إقامته بالقاهرة، أمس الأربعاء، عن الانتخابات البرلمانية المقررة فى ألمانيا نهاية سبتمبر المقبل، مشيرًا إلى أن الوسط المعتدل فى ألمانيا تمثله الأحزاب الرئيسية الكبرى، وهى التى تشكل محور يحول دون التطرف سواء نحو اليمين أو اليسار.
ووفقًا لاستطلاعات الرأى، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا، اليمينى المناهض للمهاجرين، يحظى بتأييد يترواح بين 9-10% وهى النسبة ذاتها التى يحظى بها اليسار المتطرف، بينما من المنتظر حصول الأحزاب الأخرى مثل الأحرار على نتيجة تتراوح بين 8-9% وهو غير ممثل فى البرلمان الحالى لأنه لم يتجاوز بنسبة الـ5% فى الانتخابات الماضية عام 2013، ويحظى حزب الخضر بنسبة بين 6.5-8%.
وقال السفير الألمانى إنه لا توجد قوى يمكنها تحقيق نسبة الـ50% لتشكيل الحكومة بمفردها، ومن ثم هناك سيناريوهات متعددة للائتلافات الحاكمة المختلفة مثل احتمال ائتلاف يجمع الإتحاد المسيحى الديمقراطى CDU والحزب الاشتراكى الديمقراطى، أو الـCDU والحزب الليبرالى أو الـCDU والخضر، وربما يشكل الحزب الاشتراكى الديمقراطى الحكومة مع أحزاب أخرى مثل حزب اليسار وهو ما يطلق عليه الائتلاف الأحمر الأحمر.
وتحدث سفير جمهورية ألمانيا الإتحادية عن نسب المشاركة المتوقعة فى الانتخابات هذا العام، قائلا إنه على الرغم من عدم حسم النسبة بدقة فى الوقت الحالى، إلا أن هذا العام هناك الكثير من الموضوعات والقضايا المهمة التى تمس المواطنين، مشيرًا إلى أن قضية العدالة الإجتماعية فى ظل تزايد الفجوة بين الفقراء والأغنياء فى ألمانيا تمثل المحرك الأساسى فى هذه الانتخابات.
وأضاف أن هناك قضايا أخرى مهمة مثل ارتفاع معدلات الجريمة وخاصة السرقات، وتحدى الإرهاب، وكذلك قضايا البيئة والتغير المناخى وحماية المستهلك، لاسيما بعد سلسلة من الفضائح الخاصة بالإغذية الفاسدة، كما أشار إلى قضية اللاجئين كأحد القضايا المؤثرة فى المشهد السياسى، خاصة عندما تقع حوادث من جانب اللاجئين وهو ما يمنح دفعة لأحزاب اليمين وللأحزاب التى ترغب فى الحد من اللاجئين لذا تمثل برامج الأحزاب أمر مهم للناخب.
وأشار السفير الألمانى إلى أنه من قبل كانت قضية مساعدة اليونان فى سداد ديونها لها تأثير شديد على الناخب لدرجة سمحت لحزب البديل اليمينى المتطرف تحقيق مكاسب ودخول البرلمان، مضيفًا "بشكل عام كل القضايا السابق ذكرها تدعوا إلى ارتفاع نسبة المشاركة لأن المواطن يحاول أن يؤثر على النظام السياسى من خلال التصويت".
ولفت جيورج لوى إلى أن إستطلاعات الرأى ليست دائمًا صادقة، فلقد جاءت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب، العام الماضى، مخالفة للاستطلاعات، لذا فإن هناك حاجة لاستحداث طرق جديدة فى قياس الرأى العام، فضلًا عن أن هناك مواطنون لا يعبرون عن وجهة نظرهم الحقيقة فى الاستطلاعات، ومثال على ذلك تحقيق اليمين مكاسب فى الانتخابات المحلية العام الماضى، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك قطاع كبير من الناخبين الألمان، يمثل نحو الثلث، لا يحسم أمره حتى يوم الانتخابات.
وفيما يتعلق بالناخبين الألمان فى الخارج، قال السفير إنه لا توجد نقاط اقتراع فى السفارات الألمانية فى الخارج، غير أن من يريد أن يدلى بصوته يقوم بتقديم طلب بذلك ومن ثم تقوم السلطات الألمانية بإرسال بطاقة الاقتراع الخاصة به عن طريق البريد ويتم ردها بنفس الطريقة، مشيرًا إلى أن الألمان فى الخارج يتابعون الجدل فى ألمانيا أكثر ممن هم فى الداخل، وأنه يتوقع ألا تقل نسبة مشاركتهم عن ممن هم فى الداخل.
وحول مستقبل الاتحاد الأوروبى، لاسيما بعد تصويت بريطانيا بالخروج، أشار إلى أن كلا المرشحين لمنصب المستشار فى ألمانيا وهم ميركل، التى تسعى لولاية رابعة، ومارتن شولتز، الذى كان رئيسا للبرلمان الأوروبى، يؤيدون بشدة استمرار الاتحاد الأوروبى وقوته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة