وليد علاء الدين: نجيب محفوظ "مجرب" كبير نقدره ولا نقدسه

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 12:05 ص
وليد علاء الدين: نجيب محفوظ "مجرب" كبير نقدره ولا نقدسه وليد علاء الدين
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجاب الكاتب وليد علاء الدين،عن سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟، قائلاً: عندما نقول "سرد نجيب محفوظ" فعلينا أن نكون أكثر تحديدًا لما نعنيه؛ هل نقصد السمات العامة لتجربته، أم ما اشتُهر من أعماله؛ ما نوهت به جائزة نوبل مثلًا، أم ما اهتم به النقد؟

عندما نتحدث عن "سرد نجيب محفوظ" فإننا نتحدث عن كم كبير جدًا من الكتابات داخل تجربة أديب مُجيد امتدت لأكثر من 60 عامًا، منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضى عندما كان ينشر قصصه القصيرة فى مجلة الرسالة وحتى عام  2004.

هذا الكم لم يكن طرفًا –كله- فى تشكيل انطباعاتنا عن أدب نجيب محفوظ، وفى ظنى أن النقد –حتى لحظتنا هذه- لم يُحط به.

القارئ الفاحص لمنتج نجيب محفوظ الأدبى يلاحظ أنه خليط كبير؛ التفاوتُ أو التعددُ فيه على مستوى الشكل أوسع بكثير منه على مستوى الفكر.

فكريًا هناك ما يمكن وصفه بسؤال وجودى واحد لم يغادر محفوظ، سخّر كامل جهده وطاقته لتنويع طرحه ومقاربته جماليًا فى أشكال كتابة أدبية راوحت بين القصة القصيرة جدًا، والقصة القصيرة، والقصة المسرحية القائمة على الحوار، والقصة الطويلة، والرواية القصيرة، ثم الرواية الطويلة ورواية الأجيال. كما أن محفوظ كتب إلى جوار ذلك عددًا من المسرحيات تدور كلها فى فلك قلقه الوجودى ذاته.

وفق ما نجحتُ فى قراءته من أدب نجيب محفوظ خلال السنوات الماضية أرى الرجل مُجرِّبًا عظيمًا، يكتب مدفوعًا بقلق وجودى تحولتْ بفعله الكتابةُ إلى وسيلة تفكير وتخفّف ومشاركة. وهو فى رأيى سر استمراره وكذلك أحد أسرار نجاحه الأهم.

الحديث عن تجربة نجيب محفوظ -أو غيرها من تجارب امتدت زمنًا وتنوعت شكلًا وحظيت بالكثير من نقلات التجريب- ينبغى أن يكون حديثًا على هذا القدر، وإلا بات استخفافًا ينم عن خفّة غير مقبولة.

كل حديث عن تجربة فى ثراء تجربة محفوظ كمًّا وكيفًا يجب أن يكون محاولة للفهم والإحاطة حتى لو رأينا فى بعض كتاباته ما لا يتفق وذائقتنا الراهنة، أو بات قاصرًا عن تحقيق القدر اللازم من التشويق والمتعة وفق مقتضيات العصر، فليس من العقل تقديس كل نصّ لمحفوظ أو لغيره، وإنما المطلوب قراءته فى إطار تجربته.

والفرق بين القراءة فى إطار التجربة وبين التقديس، أراه خطيرًا، ففى الأولى قد لا يروقك نص وتحتفظ له مع ذلك بحظه من التقدير، وفى الأخيرة تبحث وراء كل نص -وإن لم يجذبك- عن سرٍّ وإعجاز كما يفعل المؤمن مع كتابه المقدس. فى الأولى نتعلم وندرك حركة الزمن وعلاقتها بالجمال، وفى الأخيرة ننغلق ونتحجر ونفقد صلتنا بالزمن وبالجمال.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة