الاستخبارات الأمريكية تتجه إلى الذكاء الاصطناعى لتقييم الأحداث الجارية فى العالم

الأحد، 10 سبتمبر 2017 12:06 م
الاستخبارات الأمريكية تتجه إلى الذكاء الاصطناعى لتقييم الأحداث الجارية فى العالم وكالة الاستخبارات الأمريكية
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مواجهة أعباء مليارات المعطيات الأولية الواجب فرزها ومعالجتها، تتجه أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى الذكاء الاصطناعى لمساعدتها فى تقييم أهمية مختلف البيانات وفهم الأحداث الجارية فى العالم.

وأوضحت مسؤولة التطوير التكنولوجى فى وكالة الاستخبارات المركزية دون ميريكس هذا الاسبوع خلال مؤتمر حول الأمن القومى والاستخبارات، أن وكالة الاستخبارات المركزية (سى آى إيه) تدرس حاليا 137 مشروعا يقوم على الذكاء الاصطناعي، وضع معظمها بالاشتراك مع مطورين من وادى السيليكون.

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعى للتكهن بأحداث هامة، سواء سياسية أو غير سياسية، من خلال إيجاد روابط بين التغييرات فى دفق البيانات وغيرها من المعلومات.

ومن الاحتمالات الأخرى المطروحة استخدام الكمبيوتر للتعرف بدون تدخل بشرى إلى أشياء أو أفراد على أشرطة فيديو لفتت انتباه محللى السى آى إيه.

وقال كريس هورست مدير العمليات فى شركة "ستابيليتاس" المتعاقدة مع أجهزة الاستخبارات الأميركية، "إن سلوك كائن بشرى كناية عن بيانات، والذكاء الاصطناعى كناية عن نموذج قائم على بيانات". وتابع "حيث هناك أنماط سلوك، أعتقد أن الذكاء الاصطناعى قادر على إنجاز عمل أفضل" من البشر.

وأفاد مسؤولون آخرون من وكالات استخبارات أميركية مشاركون فى المؤتمر، ولا سيما وكالة الأمن القومى المتخصصة فى التنصت على الاتصالات، وأجهزة الاستخبارات التابعة للبنتاغون، أنهم يبحثون عن حلول تقوم على استخدام الذكاء الاصطناعى لتحويل مليارات البيانات الجزئية المتوافرة لديهم إلى معلومات موثوقة يمكن استخدامها فى عمل الإدارة أو فى ساحة المعركة.

ذكر أحد المسؤولين من الاستخدامات الممكنة للذكاء الاصطناعي، الاستعانة به لترميم أنظمة معلوماتية أو برامج تعرضت للقرصنة بصورة سريعة.

لكن ما يثير اهتمام وكالات الاستخبارات بصورة خاصة هو البحث عن أنماط متكررة لدى مصادر المعلومات مثل شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح عميد معهد "كنت سكول" الذى يخرج محللى السى آى إيه جوزف غارتين أن مسح شبكات التواصل الاجتماعى بشكل دقيق بحثا عن معلومات ليس بالأمر الجديد، لكن "ما هو جديد هو حجم البيانات التى يتم جمعها من شبكات التواصل الاجتماعى وسرعة جمعها".

وفى هذه الحالة، فإن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعى يمكنها اختيار كلمات مفاتيح وأسماء، أو رصد أى تكرار أو تطابق، واكتساب معرفة بهذه الأنماط تدريجيا.

يسجل حجم المعلومات التى يمكن جمعها زيادة متسارعة، مع التقدم التكنولوجى فى مجال الأقمار الصناعية والاتصالات.

وقال مدير وكالة الاستخبارات الجغرافية-المكانية روبرت كارديلو فى حزيران/يونيو "إن توجب علينا أن نستخدم يدويا كل الصور عبر الأقمار الصناعية التى نتوقع تلقيها خلال السنوات العشرين المقبلة، فلا بد لنا من توظيف ثمانية ملايين محلل متخصص فى الصور".

ووكالات التجسس الأميركية ليست الوحيدة التى تستخدم أجهزة الكمبيوتر التى تتعلّم من تلقاء نفسها، فقد أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأسبوع الماضى أن الذكاء الاصطناعى هو المستقبل. وقال "إن الذى سيصبح الرائد فى هذا المجال سيكون سيد العالم"، فى تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية.

والتحدى بنظر المسؤولين الأميركيين هو أن تتمكن المعلومات التى يتم جمعها بواسطة الذكاء الاصطناعى من كسب ثقة الجهات التى تتوجه إليها كالبيت الأبيض أو الجنرالات أو أعضاء الكونغرس.

وشددت ميريكس على أن السى آى إيه ترسل يوميا تقريرا إلى البيت الأبيض "ونحن بحاجة إلى معلومات جيدة، بل جيدة جدا نستند إليها فى استخلاصاتنا" مضيفة "تقديم توصية على أساس آلية لا أحد يفهمها  أمر غير ممكن".

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة