أضرحة آل البيت والأولياء الصالحين بين الحقيقة والأكاذيب.. مؤرخون وأثريون: بعضها مؤكد مثل قبر الحسين والسيدة نفيسة وبعضها مجرد رؤية.. ويؤكدون: قبر على زين العابدين لا وجود له والسيدة زينب فيها خلاف

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 09:49 م
أضرحة آل البيت والأولياء الصالحين بين الحقيقة والأكاذيب.. مؤرخون وأثريون: بعضها مؤكد مثل قبر الحسين والسيدة نفيسة وبعضها مجرد رؤية.. ويؤكدون: قبر على زين العابدين لا وجود له والسيدة زينب فيها خلاف مسجد الحسين
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يرتبط المصريون ارتباطًا وثيقًا بزيارة أضرحة آل البيت والأولياء الصالحين، حبًا لهم واكتسابًا لبركتهم، وتحتضن مصر والقاهرة تحديدًا، العديد من الأضرحة والقبور المنسوبة لآل البيت وأولياء الله الصالحين، وأبرزها مساجد السيدات زينب ونفسية ورقية، والأئمة الحسين وزين العابدين وغيرهم، إلا أن بعض هذا القبور يتشكك بعض علماء الآثار والدراسات الإسلامية حول وجود أصحابها فى هذا المكان.
 
وحول هذا الموضوع قال الدكتور عبد المقصود باشا، أستاذ قسم التاريخ والحضارة فى جامعة الأزهر، إن مصر بها وبالتحديد القاهرة، بها العديد من القابر والأضرحة الخاصة بالأولياء وآل بيت النبى، قولاً واحدًا دون تزييف، ويأتى من أشهر تلك الضروح قبر الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما، والموجود بقه هو رأسه.
 
السيدة زينب
السيدة زينب
 
وأضاف "عبد المقصود" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه عند مجىء رأس الإمام الحسين إلى هنا كان الاستقبال حافلاً، حيث جاءت أثناء الغزو الصليبى، فى العصر الفاطمى بعدما نقلت من عسقلان الفلسطينية خوفا من نهبها.
 
وأوضح أستاذ قسم التاريخ والحضارة فى جامعة الأزهر أن السيدة نفسية، أيضًا يوجد قبرها فى الضريح الموجود الآن بالقاهرة، وعندما أراد زوجها الإمام يحيى، نقلها إلى مدينة المنورة، إلا أن سيدات مصر عرضن عليها ذهبهن ومالهن، لتبقى فى القاهرة، ورفض، حتى جاءه الرسول عليه السلام فى المنام وقال له "اترك نفسية فى مصر يا يحيى".
 
مسجد الحسين
مسجد الحسين
 
أما ضريح السيدة زينب الموجود بالقاهرة، فقال، إن هناك اختلافًا حول ماهية صاحبة القبر، هل هى السيدة زينب بنت الإمام الحسين، أم حفيدته، مشيرًا إلى أنه رغم صعوبة تحديد أى الروايات الأصدق، إلا أن الدلائل تشير إلى أنها أخت الإمام لأنها جاءت إلى مصر وكان فى استقبالها والى البلاد.
 
وأكد"الباشا" أن مصر تضم أيضًا عددًا من الضروح والقبور المؤكد نسبها إلى آل البيت والأولياء الصالحين مثل الإمام الشافعى، والصحابى عمرو بن العاص، والإمام على زين العابدين.
 
وأوضح "الباشا" أن مصر كانت تمثل مأوى لآل البيت وكل من واجه اضطهادا كان يأتى ليحتمى فى مصر، وأن العديد من الصالحين جاءوا ودفنوا هنا تباركا بها مثل الإمام أبو الحسن الشاذلى والسيد البدوى.
 
وطالب عبد المقصود من يكذب أصحاب تلك القبور، بأت يأتوا بدلائل، لأن ذلك اتهام للأجداد بالتزوير.
 
من جانبه قال الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامى، إن أغلب الضروح المتوجدة فى القاهرة، تنسب لما يطلق عليه مشاهد رؤية، أى أن الناس شاهدوا فى مناماتهم صاحب القبر مدفونا فى ذلك المكان.
 
السيدة نفيسة
السيدة نفيسة
 
وأضاف "فؤاد" أن مشاهد الرؤى تنقسم إلى مشاهد مؤكدة وأخرى غير مؤكدة وأن من أبرز الرؤى المؤكدة هى قبور "الإمام الحسين، والسيدة نفسية، والسيدة سكينة والسيدة سكينة، السيدة رقية، والإمام الجعفرى"، أما الرؤى غير المؤكدة فهى تشير إلى أضرحة السيدة زينب للاختلاف حول صاحبة الضريح، والإمام زين العابدين.
 
وفى السياق ذاته أكد الدكتور رأفت النبراوى، أستاذ الآثار الإسلامى، أن أبرز ضروح مشاهد الرؤية فى مصر مثل أغلب قبور صحابة النبى وضريح الإمام زين العابدين، وأيضًا السيدة زينب "ملهاش وجود فى مصر" خاصة أن الأخيرة لها مساجد وضروح مشابهة فى سوريا وبغداد، على حد وصفه.
 
فيما تمثل أبرز الأضرحة التى أثبت وجود أصحابها هى قبر الإمام الحسين، حيث توجد رأسه، ومساجد السيدات "نفسية وسكينة ورقية" رضى الله عنهما جميعا.
 
ضريح الإمام على زين العابدين
ضريح الإمام على زين العابدين
 
من جانبها قالت الدكتورة رحاب إبراهيم الصعيدى، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن أغلب المقابر والضروح الموجودة سواء كانت مؤكدة أو تعتمد مشاهد الرؤية، يرجع جمعوها إلى مصادر تاريخية وهو ما يجعلنا أمام تشكك فى وجودها جميعا.
 
وأضافت "الصعيدى" لـ"اليوم السابع" أن إشكالية التأكيد من المصادر صعبة خاصة أنها من الممكن أن تكون متحيزة للفترة، أو متجنية فتنسب لها أشياء بالبطل، ومصادر قد تكون متأخرة مثل المقريزى الذى جاء فى القرن التاسع الجهرى. 
 
وأكدت "رحاب الصعيدى" أن الحل الوحيد للتأكد من صحة تلك الضروح هى الحفائر والتى توجه صعوبة عملها نظرًا لوجود اعتبارات اجتماعية ودينية لفتح تلك القبور.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة