لم يكن يعلم وهو يختارها أنها ستكون سبب انكساره، الآن يقف باكيا، يخالط الذهول ملامحه ويضيع الكلام من لسانه، لم يتمالك "خالد" نفسه وهو يقف أمما محكمة الأسرة فى السادس من أكتوبر، منتظرا جلسة التسوية ردا على دعوى الخلع التى رفعتها زوجته برقم 4632 سنة 2017، كل ما أسعفه ذهنه ولسانه بقوله أن زوجته دمرت حياته، واستولت على ممتلكاته، وحرمته من ابنته، وأبعدته عن عائلته، بعدما جعلته يتخلى عنهم ليكسب رضاها، ثم هجرته وطردته للشارع.
"خالد" ليس الوحيد، هناك آلاف الأزواج الذين يقفون أمام محاكم الأسرة، يلهثون وراء زوجاتهم لينالوا الرضا، ثم يكتشفون لاحقا تعرضهم للغدر، وخسارتهم لممتلكاتهم وحرمانهم من أطفالهم، ومنهم من يدخل السجن ويفقد وظيفته، فوق سجلات محاكم الأسرة وشكاوى الأزواج أمام مكاتب تسوية المنازعات، بحسب عينات عشوائية، فإن 80% ممن يواجهون دعاوى خلع، يشتكون من سيطرة الزوجات وتسلطهن.
3600 شكوى من أزواج تعرضوا للعنف والغطرسة من زوجاتهم
مكاتب التسوية فى محكمة الأسرة سجلت هذا العام 3600 شكوى من أزواج، قالوا إن زوجاتهم يملين عليهم الأفعال والتصرفات التى يتعين عليهم الالتزام بها، إما تحت التهديد بالطلاق والحرمان من الأطفال، أو بالعنف الجسدى، أو الحرمان من الحقوق الزوجية والهجر، وأخريات يهددن بترك المنزل.
العينات العشوائية تؤكد أن 69% من الأزواج الذين رفضوا الخضوع لابتزاز الزوجات وتحكمهن، تعرضوا للضرب ولجأوا لأقسام الشرطة هربا من بطش الزوجات، وعبر جولة رصد بمحاكم الأسرة فى زنانيرى، وأكتوبر، ومصر الجديدة، ومدينة نصر، وإمبابة، وعابدين، وزينهم، وحلوان، والمعادى، اتضح أن 76% من الأزواج المرتبطين بزوجات دخلهن المادى أكبر منهم، كانوا أكثر عرضة لسيطرة الزوجات وتحكمهن ولجوئهن للعنف المادى المباشر.
بحسب البلاغات الموثقة والمرفقة بالقضايا، تقدم 1020 زوجا بشكاوى أمام أقسام الشرطة والمحكمة، بعد تعرضهم لإصابات ارتقت لدرجة "العاهة المستديمة"، وسُجّلت أغلب هذه الحالات فى القاهرة والجيزة وحلوان، التى شهدت ارتفاعا ملحوظا فى نسبة عنف الزوجات وغطرستهن وفرض إرادتهن على الأزواج.
زوج: اتهمتنى بالتحرش بطفلتى.. وأنا الآن مُطارَد بسبب اتهاماتها
خلال جولة "اليوم السابع" فى محاكم الأسرة وبين الأزواج، رصدنا عددا من أشهر الشكاوى بشأن عنف الزوجات وفرض سيطرتهن، والوصول بالأمر إلى تزييف الأمور أو التوظيف الأخلاقى السيئ، فى المقدمة جاء الاتهام بـ"التحرش بالأطفال"، وهو اتهام الزوجات الأكثر رواجا لأزواجهن داخل محاكم الأسرة لإسقاط حق الرؤية.
لم يكن "محمد. ع"، البالغ من العمر 28 عاما، يعلم أنه وهو يتجه للارتباط بـ"ندى. هـ"، يكتب شهادة نهاية حياته المستقرة، إذ سريعا ما تسببت الزوجة فى تشويه صورته أمام أهله ومعارفه، وحتى فى عمله.
قص الزوج قصته، فى دعوى استئناف زوجته على حكم رؤيته لابنته، أمام محكمة الأسرة بالتجمع، قائلا: "اتهمتنى بالتحرش بطفلتى البالغة 5 سنوات، وجعلتها تخاف من الإمساك بيدى، عندما أقبل جبينها أتعرض للضرب بسبب رفضى الانصياع لأوامرها".
وتابع الزوج، الذى يعمل مهندسا بأحد قطاعات الحكومة: "المعارف وأصدقائى فى العمل أصبحوا يخشون على أطفالهم منى، ورغم حصولى على حكم ضدها فى قضية سب وقذف، لكننى مُطارد حتى الآن بسبب تصديق البعض لاتهاماتها غير الأخلاقية ضدى".
زوج بأكتوبر: أقنعتنى بترك وظيفتى ومن قوتها تتفنن فى الإساءة لى
فى محكمة الأسرة بأكتوبر، وقف زوج آخر كان ضحية لزوجة لا تتحدث إلا بيدها، كونها صاحبة السيادة داخل المنزل من وجهة نظرها، إذ تملك الدخل الأكبر رغم امتناعها عن الإنفاق منه واحتفاظها به لنفسها.
يتحدث الزوج "طه. ع" فى دعواه ضد زوجته يتهمها بالتسبب له فى "عاهة مستديمة"، وهى الدعوى المقيدة برقم 8943 لسنة 2017، قائلا: "زوجتى تعمل فى مجال الأزياء، وتمتلك عددا من المحلات، وتكسب دخلا شهريا كبيرا مقارنة بدخلى، رغم أننى مسؤول عن تجارتها، بعدما أقنعتنى بترك وظيفتى ومساعدتها، ومنذ تلك اللحظة وهى تتفنن فى الإساءة لى وإهانة كرامتى أمام الجميع".
وأضاف الزوج: "تحملتها طوال سنوات، حفاظا على مستقبل ابنتى، وعندما فاض بى الكيل وصارحتها برغبتى فى الطلاق، أصيبت بالجنون، كونها تعتبرنى ملكا خاصا لها، وتهورت وتعدت علىّ بالضرب المبرّح بصحبة البودى جاردات الخاصين بها، وفقدت على أثر ذلك عينى اليمنى".
عاطف: ليتنى مت قبل الارتباط بهذه الزوجة التى تفننت فى تعذيبى
إن كيدهن عظيم.. بهذه العبارة بدأ عاطف السيد حديثه أمام محكمة الأسرة بإمبابة، حول شكواه ضد زوجته التى تحرمه من رؤيه ابنيه منذ 3 سنوات، وهو تاريخ خلعها له أمام نفس المحكمة.
فى حديثه سؤكد عاطف ندمه على تجربة الزواج من زوجته السابقة، مستطردا: "ليتنى مت قبل الارتباط بهذه الزوجة التى تفننت فى تعذيبى، وجعلتنى عبرة فى عملى، كانت تريد أن أصبح زوج الست، وعندما تمردت بسبب خوفى من عدم احترامى أمام طفلى، أعلنت علىّ الحرب وتوعدتنى بالانتقام، ومن وقتها وهى تبدع فى كيفية التسبب لى فى فضائح، حتى الزيجة التى كنت على وشك الإقدام عليها، بعدما وجدت زوجة صالحة، تسببت فى تدميرها بعدما أرسلت لأهل خطيبتى مستندات زور تثبت عجزى الجنسى".
ويكمل الزوج النادم حديثه بصوت حزين: "سجنتنى مرتين بتهم كاذبة وبلاغات كيدية بضربها، واتهامى بمحاولة خطف طفلتى، وما زالت حتى الآن تساومنى على دفع أموال لها حتى ترحمنى من بطشها، قائلة لى بوضوح يا تدفع يا تتحبس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة