بالصور.. "مدينة أتلفها التلوث".. كيف تحولت 6 أكتوبر إلى مقلب قمامة؟.. المواطنون: الجهاز رفع صناديق المخلفات عقب توسعة الطريق فتحولت لمقلب قمامة وملجأ للحيوانات الضالة.. والصناديق المتاحة متهالكة

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 03:11 ص
بالصور.. "مدينة أتلفها التلوث".. كيف تحولت 6 أكتوبر إلى مقلب قمامة؟.. المواطنون: الجهاز رفع صناديق المخلفات عقب توسعة الطريق فتحولت لمقلب قمامة وملجأ للحيوانات الضالة.. والصناديق المتاحة متهالكة جانب من القمامة فى أكتوبر
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مدينة أتلفتها القمامة"، ربما هو التوصيف الدقيق لمدينة تعد من أهم المدن الصناعية- إن لم تكن أهمها على الإطلاق- فى مصر، فقد تحولت مدينة 6 أكتوبر فى غضون سنوات قليلة إلى مقلب قمامة كبير، وسط تجاهل تام من جانب المسئولين، الذين وكلت إليهم أعمال تطويرها، أو على الأقل الحفاظ عليها كمدينة حضارية، تتسم بالرقى، حتى سارت فى ضرب العشوائية، وأصبحت القمامة السوس الذى ينخر فى عصب المدينة.

 

"أشرف المهدى" مهندس فى إحدى الشركات، يقول إنه منذ عدة سنوات اتخذت الأجهزة المعنية بمدينة 6 أكتوبر قراراً بتوسعة الطريق بالمجاورة الرابعة بالحى الثانى عشر بالمدينة، لتيسير حركة السير فى المنطقة، ومنع الازدحام والتكدس المرورى، وبالفعل تم تنفيذ المشروع، الذى قضى بشكل فعال على حالات التكدس، ولكن الغريب فى الأمر، أنه مع توسعة الطريق، قامت الأجهزة المعنية بإزالة صناديق القمامة من منتصف الطريق حتى تمثل إشغالاً يعيق حركة السيارات، وبدلاً من أن تبحث عن مكان أخر لوضع الصناديق، قررت رفعها بشكل كامل، وحرمت المنطقة من وجود غطاء يحميها ضد المخلفات.

 

وتستكمل "إلهام السيد" محامية، ما بدأه "المهدى"، مؤكدةً، أنه منذ رفع صناديق القمامة من المنطقة، وتحولت إلى مقلب قمامة كبير، المواطنين يلقون المخلفات فى الشوارع مضطرين، نظراً لعدم وجود بديل أخر يمكنها من التخلص منها بشكل حضارى وأمن، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة نتيجة تراكمها لفترات طويلة، إضافة إلى أنها أصبحت ملجئ للحيوانات الضالة التى وجدت فيها مطعماً لها، وأصبحت تتجمع عليها مساء، وفى الصباح تأتى سيارة النظافة لرفع المخلفات وتغلق الطريق لأكثر من 15 دقيقة حتى تنتهى من عملها.

 

فيما يقول "على محسن" حاصل على ليسانس أداب، أن انتشار المخلفات فى مدينة 6 أكتوبر، أمراً بات غير صحى بالمرة، فكيف لمدينة تعد واحدة من أهم وأكبر المدن الصناعية فى مصر، أن تكون بلا غطاء يحميها ضد المخلفات، كيف لا توفر الجهات المسئولية، الصناديق اللازمة لحماية المدينة من المخلفات، وكيف لا يوجد خطة واضحة للتعامل مع المخلفات التى تعد بآلاف الكيلوات، فى الحقيقة، أن الجهات المسئولة لم تعد يعنيها من أمر المدينة سوى الأمور الإدارية الروتينية، أما المظهر الحضارى للمدينة لم يعد يشغلهم كثيراً.

 

ويقول "محمود رمضان" مساعد صيدلى، أنه على الرغم من انتشار بعض صناديق القمامة بمدينة 6 أكتوبر، إلا أنها تتركز على الأعم الأغلب فى المناطق الأكثر رقياً، والتى يسكنها الطبقات العليا فى المدينة، كالحى المتميز والحى السابع، أما الأحياء التى تعتبر عشوائية إلى حد ما، لا تلاقى اهتمام من جانب المسئولين فى المدينة، وعلى الرغم من انتشار صناديق القمامة فى بعض الأماكن، إلا أنها تعد غير فعالة، نظراً لتهالكها، مشيراً إلى ضرورة وجود خطة إحلال وتجديد لصناديق القمامة المنتشرة فى المدينة لتكون صالحة وقادرة على استيعاب المخلفات والتخلص منها بشكل فعال.

 

تقابلنا مع المهندس عصام بدوى رئيس جهاز المدينة، مصادفةً أثناء تواجده بمجمع محاكم 6 أكتوبر- للإدلاء بأقواله فى واقعة اتهام رئيس الحى المتميز بالمدينة بالرشوة- حدثناه عن انتشار القمامة فى بعض أحياء المدينة ومن بينها الحى الثانى عشر، وطالبناه بتقديم حلول عاجلة لتلك الأزمة، فأكد أن هناك خطة لتطوير العديد من الأحياء فى المدينة وتشمل الحى الثانى عشر، وأنه سيتم تنفيذها فى غضون أيام قليلة وطلب منا التواصل مع المسئول عن الحى الثانى عشر، لمتابعة الأمر.

 

تواصلنا مع المسئول عن الحى الثانى عشر، أكثر من مرة وأرسلنا له صوراً حياً للمخلفات المنتشرة فى المدينة عبر تطبيق "واتس اب"، فى البداية حاول التأكيد على ما قاله رئيس الجهاز، من وجود خطة عاجلة لتطوير بعض أحياء بالمدينة، ولكنه لم يحدد وقتاً دقيقاً للبدء فى تنفيذ تلك الخطة، تواصلنا معه بعدها بفترة وطالبناه بتوفير صناديق قمامة، للأحياء التى تعانى من انتشار المخلفات بشكل كبير، ولكنه لم يرد تلك المرة.

 

وكمحاولة أخيرة للبحث عن حلول جذرية لأزمة القمامة بالمدينة، لجئنا إلى نواب الدائرة، تواصلنا مع النائب البرلمانى أيمن أبو العلا، والذى أكد أن نواب الدائرة على تواصل دائم مع جهاز المدينة لمتابعة أزمة القمامة، مشيراً إلى أن جزءا كبيرا من تلك الأزمة حله الوحيد فى المتابعة المستمرة، والحملات من الجهاز، والجزء الآخر مرتبط أيضا بالسلوك المجتمعى للمواطنين.

 

ولفت أبو العلا إلى أن الجهاز قام بحملة منذ فترة فى الحى السادس، وتم تنظيف الحى بالكامل، ولكن بعد مرور يوم واحد فقط عاد الوضع إلى ما كان عليه مرة أخرى بسبب إلقاء المواطنين القمامة فى الشوارع، وبالتالى فإن الامر متعلق أيضا بالسلوك المجتمعى، مشيراً إلى أن النواب سيتواصلون أيضا مع منظمات المجتمع المدنى، لتوعية المواطنين بأهمية حل ازمة القمامة، مطالباً ببحث إمكانية تطبيق غرامات على المواطنين فى حالة ثبوت إلقائهم القمامة، كما أن الجهاز عليه مسئولية أكبر فى المتابعة وتنفيذ الحملات.

 

الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أفاد فى تقرير أصدره فى أغسطس الماضى، بأن 44.8% من الأسر المصرية تتخلص من القمامة عبر إلقائها فى الشارع بطريقة عشوائية، مقابل 55.2% تتخلص منها بطريقة آمنة من خلال شركات النظافة، أوجامعى القمامة، أو إلقائها فى صناديق القمامة، والسؤال الذى اثارته تلك الإحصائية هو كيفية تخلص المواطنين من القمامة بطريقة أمانة بمدينة 6 أكتوبر؟، إذا لم تكن هناك وسائل متاحة للتخلص من تلك القمامة، فكيف يمكننا محاسبة المواطنين على إلقاء المخلفات فى الشوارع دون أن توفر لهم الأجهزة المسئولة طريقة أمنة وسليمة للتخلص منها.

 

القمامة فى أكتوبر (1)
 

 

القمامة فى أكتوبر (2)
 

 

القمامة فى أكتوبر (3)
 

 

القمامة فى أكتوبر (4)
 

 

القمامة فى أكتوبر (5)
 

 

القمامة فى أكتوبر (6)
 

 

القمامة فى أكتوبر (7)
 

 

القمامة فى أكتوبر (8) 
 
 
القمامة فى أكتوبر (9)
 

 

القمامة فى أكتوبر (10)
 

 

القمامة فى أكتوبر (11)
 

 

القمامة فى أكتوبر (12)
 

 

القمامة فى أكتوبر (13)
 

 

القمامة فى أكتوبر (14)
 

 

القمامة فى أكتوبر (15)
 

 

القمامة فى أكتوبر (16)
 

 

القمامة فى أكتوبر (17)
 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة