عندما أسمع اسم حمدين صباحى، أو أرى صورته، أقف متأملا، ثم أطرح السؤال، كيف يستطيع هذا الرجل، الاستمرار فى ارتداء عباءة المناضل والمعارض الثورى طوال ما يقرب من 40 عامًا، سطر فيها كل أنواع الفشل، ومع ذلك يطالب بإزاحة الأنظمة، بداية من نظام السادات، ثم مبارك ثم المجلس العسكرى، ثم محمد مرسى ثم عدلى منصور، وأخيرًا السيسى، تحت زعم أنها أنظمة (فاشلة)، بينما يظل هو، ورغم كونه علامة فارقة فى (الفشل)، مستمرا فى تأدية دور المناضل، بغلظ عين، ودون خجل؟!
حمدين صباحى، رأى أن الرئيس محمد أنور السادات بطل انتصار 73 فاشل، دون أن يقف هو أمام المرآة مرة واحدة، يسأل نفسه، ماذا حققت من نجاح فى أى مجال، وماذا قدمت لمصر والمصريين، وما هو عملى بالضبط سوى (شوية) شعارات؟! وكيف أتهم السادات ومبارك بالديكتاتورية والفاشية، بينما أترنم عشقا بحافظ الأسد، ثم ابنه بشار، وصدام حسين وابنه عدى، وكنت أقنع الفنانين ونجوم المجتمع بالسفر فى طائرة خاصة لزيارة الزعيم المفدى فى بغداد، وتربطنى علاقة وثيقة بمعمر القذافى وابنه سيف؟!
حمدين صباحى، لديه أكثر من عباءة سياسية يتدثر بها حسب المناسبة، من بينها عباءتان رئيسيتان، الأولى المناضل الثورى ضد الديكتاتورية والطغيان، ويرتديها فى مصر فقط، والثانية، عباءة الناصرية والزعامة التاريخية، ويرتديها فى سوريا وليبيا والعراق، مساندا وداعما بأريحية، كل ديكتاتورية صدام والأسد والقذافى، وفتح صفحات جرائده، التى لا توزع 50 نسخة، للدفاع عنهم ووصفهم بالزعامة التاريخية.
ورغم أن الرجل، سطر مجدا مدهشا فى الفشل، وارتمى فى أحضان جماعة الإخوان الإرهابية، ودعم وساند كل الحركات الفوضوية، وساهم فى نشر الفوضى فى البلاد، وما آلت إليه مصر من خراب ودمار، إلا أن الرجل لديه إصرار مدهش، على الاستمرار فى إثارة الفوضى، وخرج خلال الساعات القليلة الماضية، بتصريحات على قناة (بى بى سى) الكارهة لمصر، التى تمثل وجه المخابرات البريطانية، معلنا عن تشكيل كيان جديد، يضم أبوالفتوح وممدوح حمزة وهشام جنينة، وعددا كبيرا من الإخوان، فى إعادة مقيتة لسيناريو، دعم الجماعات الإرهابية وإعادتها للمشهد من جديد، وتمكينها من البلاد!!
حمدين صباحى، أعلن رسميًا، أنه ضد إقصاء جماعة الإخوان من المشهد السياسى، ولو كان رئيسا للجمهورية، ما اتخذ قرار الإقصاء السياسى، ونسأل هنا، هل يخرج علينا واحد من مؤيديه ليقول لنا إن حمدين ضد الإخوان، وإن هناك حملة لتشويه صورته؟! الرجل اعترف بأمرين مهمين، تأسيس كيان جديد يضم الإخوان، وأنه ضد إقصاء الجماعة الإرهابية من المشهد السياسى!!
حمدين صباحى، يلعب هذه الفترة، دور المأذون، والمحلل السياسى، يلعب دور المحلل بعد الطلاق الثالث، بين الإخوان وكل الشعب المصرى، ثم يعقد قران الإخوان من الناصريين واليساريين والحركات الفوضوية، تمهيدًا لإعادتهم لصدارة المشهد السياسى وتمكينهم من السلطة، لتغيير وجه مصر الحضارى، وإعادتها لعصور الظلمات، إبان الحكم العثمانى!!
حمدين صباحى ورفاقه، اليساريون، وممدوح حمزة، وأعضاء 6 إبريل و«الاشتراكيين الثوريين» وأطفال أنابيب الثورة، ودواسات تويتر، بأى أمارة يتحدثون باسم الشعب المصرى، وماذا قدموا للبلاد خاصة خلال السنوات الست الماضية، سوى الفوضى وتمكين الإرهابيين، واستغلال أثيوبيا انغماس مصر فى مواجهة الفوضى الداخلية وبنت سد النهضة، وانهيار تام للاقتصاد المصرى، وهروب المستثمرين، وزيادة الفقراء فقرا وبؤسا، وتراجع دور مصر الإقليمى، وانفلات أمنى وأخلاقى لم تشهد له البلاد مثيلا منذ عهد الملك بيبى الثانى!!
حمدين صباحى، لديه استعداد تام أن يضحى بمصر ويضعها على نفس المسار السورى والليبى، فى مقابل الجلوس على مقعد الرئاسة بقصر الاتحادية، ولو ليوم واحد، كما أن ممدوح حمزة لديه استعداد التضحية بمصر، من أجل فوز مكتبه الاستشارى الهندسى بصفقات المشروعات لتنفيذها، ونفس الحال لأطفال أنابيب الثورة، الذين شاركوا فى تدمير مصر من أجل العمل إعلاميين وكتاب مقالات ومحللين سياسيين والحصول على لقب الناشط الثورى!! لذلك نقول للسيد الأستاذ المناضل الثائر الناشط السياسى والحزبى والإعلامى، حمدين صباحى، ورفاقه، عبدالمنعم أبوالفتوح وممدوح حمزة، مهما «ركبتوا» من وسائل مواصلات، سواء صواريخ «المزايدات»، أو سفن «الفتنة»، وطائرات «الخراب»، وقطارات «الشعارات»، وأتوبيسات «الموت»، وتكاتك «الأفعال»، لن تصلوا إلى قصر الاتحادية، مقر رئاسة الجمهورية. ومهما عقدتم من اتفاقيات مع جماعة الإخوان الإرهابية، أو الجماعات الجهادية، أو خطبتم ود النشطاء والحقوقيين، ومرضى التثور اللاإرادى، ومحللى «البول» الاستراتيجى، لدعمكم ومساندتكم وتأييدكم، لن تنجحوا فى الاقتراب من حى مصر الجديدة، الذى يضم مقر حكم مصر.
وأهمس بكلمة فى أذن السيد الناشط حمدين صباحى، «تمام» حضرتك الحصول على المركز الثالث فى أسهل انتخابات رئاسية شهدتها مصر فى 2012، خلف المعزول الإخوانى محمد مرسى، وخلف «الفلولى الأكبر»، أحمد شفيق، ثم احتفظت بنفس المركز فى انتخابات 2014، بعد فضيحة تفوق الأصوات الباطلة واحتلالها المركز الثانى، وبلغ عدد الأصوات، التى حصلت عليها 757 ألفًا و511 صوتًا بنسبة %3.9، فى حين حصل منافسك عبدالفتاح السيسى على 23 مليونًا و780 ألفًا و104 أصوات بنسبة %96.1، وبالتدقيق فى الأرقام تتكشف الفضيحة الكبرى، التى تجعل من أى سياسى وطنى يحترم تاريخه، ويحافظ على كبريائه أن يعتزل السياسة ويتوارى عن الأنظار، خجلا، لكن أين حمرة الخجل؟!
وأتمنى من المقربين من حمدين صباحى أن يسدوا إليه النصح بضرورة أن يحترم تاريخه «الناشط» بالصفقات مع جماعة الإخوان، وعبقريته فى توثيق علاقاته القوية والحميمة مع الراحل صدام حسين، وأيضًا معمر القذافى، وحافظ الأسد، ثم ابنه بشار، وخصومته القوية لمحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك، ولطفه الشديد مع المعزول محمد مرسى، أن يبنى له صومعة، باردة فى الصيف، وساخنة فى الشتاء، يتخفى فيها، ولا يظهر من جديد، وكفاه 40 عاما من الفشل المدوى على كل المستويات !!
هذه نصيحة خالصة لوجه الله، ولَك الله يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة