ذهب الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، لافتتاح مستشفى أبوالمنجا المركزى بحى غرب شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، بعد تطويره، وتكلف التطوير 100 مليون جنيه، فيه أقسام للاستقبال والطوارئ وغرف عمليات والإفاقة والإنعاش والكشف والعناية المركزة، و25 سريرًا للمرضى.
إلى هنا والوضع جيد والمستشفى، حسب تصريحات الوزير، به أغلى أجهزة طبية فى العالم.
الوزير ذهب لافتتاح المستشفى، وطلب اختبار جهاز الضغط بالمستشفى، واكتشف أن المسؤولة عن الجهاز لا تعلم عنه شيئًا، جاءت قراءة الضغط 96 / 190 الوزير علق: «أنا كده ميت»، وبعد محاولة أخرى للقياس اتضح أن القياس الأول كان خاطئا، وأن الضغط أقل مما ظهر.
الوزير أشار لضرورة إجراء اختبارات على جميع الأجهزة والمعدات، وتعليم أطقم التمريض على استخدامها والمحافظة عليها.
وزير الصحة، لم يفتتح مستشفى أبو المنجا المركزى، لأنه اكتشف القوة البشرية من الأطباء غير كافية، وأنه غير جاهز للافتتاح، الذى تأجل شهرًا. وزير الصحة افتتح مستشفيات أخرى بالقليوبية منها مستشفى بنها للأطفال، والتأمين الصحى بشبرا الخيمة.. وتضم الاستقبال والطوارئ و18 جهاز غسيل كلوى، وقسم الأشعة وبنك الدم وغرف عمليات ومناظير وعناية مركزة وحضانات و25 سريرا للعناية المركزة و8 غرف عمليات و300 سرير للمرضى.
كون مستشفى جاهزا للافتتاح تكلف ملايين يكتشف الوزير أنه غير جاهز، وأن جهازا حديثا لقياس الضغط لايوجد من يشغله، يشير إلى أزمة تواجهها وتعيشها مستشفيات وزارة الصحة، التى تتوفر فيها أجهزة حديثة، ولا تتوفر الكفاءات التى تديرها، فلا يعقل أن مستشفى تكلف حسب ماهو معلن 100 مليون جنيه، يظهر يوم الافتتاح أن القوة الطبية غير كافية والطاقم غير مدرب، ثم إن الخطأ فى قياس ضغط الوزير، وارد جدا أن يقع الخطأ مع مواطن مريض يتم التعامل معه على أن ضغطه مرتفع ويعالج على هذا الأساس ثم يتضح العكس.
وبقدر ما يمثل أى مستشفى جديد إضافة إلى منظومة الصحة والعلاج، بقدر ما يبدو محزنا أن يتم إنفاق 100 مليون جنيه على مستشفى، يكتشف الوزير يوم الافتتاح أن الطاقم من الأطباء والتمريض غير كاف، وأن الأجهزة الحديثة للأشعة والتحاليل والمتابعة بملايين الجنيهات، لكن لاتوجد طواقم لتشغيلها.
الإمكانات مهمة، والتكنولوجيا مهمة، والأهم هو ضمان تشغيلها بكفاءة، ووجود الكوادر الطبية المدربة.. وما اكتشفه الوزير من نقص الطواقم والأطباء وتأجيل افتتاح المستشفى لشهر، لايقتصر فقط على مستشفى أبو المنجا بالقليوبية، هناك الكثير من المستشفيات العامة والمركزية بها أجهزة طبية بعشرات الملايين، ولاتوجد طواقم أو مختصين لتشغيلها. وهو ما يجعلها أموالا ملقاة على الأرض، وهناك مستشفيات ومبان تكلفت ملايين ويكاد ينتهى عمرها الافتراضى قبل افتتاحها.. وهو ما يمثل هدرًا لأموال نحن فى أمس الحاجة إليها، ثم إن الأطباء والتمريض، أهم من الأجهزة.
وقد لايكون العيب فقط فى نقص التمويل، بل نقص التفكير والعنصر البشرى لتشغيل التكنولوجيا.
لاحظ أن كل هذه الثغرات تظهر فى وجود الوزير، والمحافظ، أثناء زيارة ميدانية، فما بالنا بما يحدث فى غياب الوزير والمحافظ؟.. هذه عيوب فى منظومة إدارة ومتابعة، وتحتاج لمواجهة، لأن الأخطاء المتراكمة تضيع إنجازات وجهود وملايين.