فى حدث غريب من نوعه، تفاجأ طلاب الصف الثانى الإعدادى، بوجود علم إسرائيل بدلاً من علم فلسطين على خريطة العالم، فى كتاب خارجى خاص بمادة الدراسات الاجتماعية.
وقال بسام الشماع، عالم المصريات، إنه علم بهذه الكارثة المتواجدة بالكتاب الخارجى الذى يعد ضمن الكتب الخارجية التى يقتنيها مختلف الطلاب بجانب كتب وزارة التربية والتعليم.
وأشار بسام الشماع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه تواصل مع دار النشر والتوزيع الصادر عنها الكتاب الخارجي، وبعد التواصل أكدت الدار أن تواجد علم إسرائيل مكان علم فلسطين خطأ غير مقصود وسيتم تصحيحه فى النسخ المقبلة.
ولفت بسام الشماع، إلى أنه حاول أن يقدم حلاً سريعًا لتفادى هذا الخطأ الفادح، من خلال إرسال رسالة إلكترونية لكل المكتبات لقطع هذه الخريطة من الكتاب خاصة أن الخريطة لا تؤثر فى المادة التاريخية المكتوبة فى الكتاب، مضيفًا أن دار النشر استصعبت تنفيذ هذا الحل.
وأكد بسام الشماع، أنه من المهم أن تشرف وزارة التربية والتعليم على جميع الكتب الخارجية فى كل المراحل التعليمية لتفادى هذه الأخطاء.
ومن جانبه، قال الدكتور الناقد حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، إن الكتاب يصل إلى عدد كبير من الطلاب لذلك يرتبط بسلسلة من الأخطاء.
وأوضح حسين حمودة، أنه ربما يكون الخطأ الأول نوعًا من الاستسهال من ناحية من وضعوا هذا الكتاب، إذ إنهم نقلوا خريطة جاهزة من على شبكات الإنترنت مثلاً، ولم ينظروا فيها.
وأشار حسين حمودة، إلى أنه ربما يرتبط هذا الخطأ أيضًا بفعل أو بغياب وعى من وضع هذه الخريطة بهذا الكتاب، وطبعًا هناك خطأ أكبر فى ترك مساحة كبيرة من الحرية لمن يطرحون هذه الكتب للتلاميذ دون رقابة أو إشراف عليهم من الجهات المتعددة المسئولة عن التعليم وهذه مشكلة كبيرة تتعلق بالجوانب التربوية والعلمية والأخلاقية والاقتصادية، وربما فيها بعض الفساد أيضًا.
وأكد حسين حمودة، أنه من الضرورى سحب هذا الكتاب من الأسواق ومراجعة كل المادة العلمية فيه، مع انتزاع مثل هذه الخريطة، ولا يتعلق الأمر بهذا الكتاب فقط وإنما بكل الكتب التى تطرح للتلاميذ والطلاب بهدف الربح التجارى دون الاهتمام بالرسالة العلمية التى يجب الاهتمام بها.
وفى السياق ذاته، قال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، إنه من المفترض أن تتولى وزارة التربية والتعليم شأن هذا الكتاب وتقوم بمراجعته بالكامل، وتطلب من المدارس الوطنية المصرية التابعة للوزارة أن تنبه الطلاب لعدم الاستعانة بهذا الكتاب.
وأوضح أحمد عبد المعطى حجازى، أننا نحرص دائمًا على حل القضية الفلسطينية، كما أنه لا يصح تجاهل حقوق الفلسطينيين.
قال الدكتور الناقد شريف الجيار، نظرًا لوجود العديد من الأخطاء العلمية خاصة فى معلومات التاريخ والجغرافيا وبعض الخرائط المهمة للأجيال المختلفة، خاصة المراحل الأولى من التعليم كما لحظنا فى كتاب الامتحان للصف الثانى الأعدادى، وهو من الكتب الخارجية المعروضة لدى الطلاب للدعم علميًا، فأرى أنه ينبغى إلا تخرج هذه الكتب الخارجية إلا تحت مراجعة علمية دقيقة من وزارة التربية والتعليم المختصة والمخول بها وضع المناهج خاصة فى مراحل الدراسية الأولى.
وأوضح شريف الجيار، أن ما شاهدناه بأن خريطة الوطن العربى لا توجد بها فلسطين فى حين وجدت دولة معادية للعرب ومحتلة للأراضى العربية، هذا يعنى أن هناك خطأ كبيرا فى مراجعة الكتب قبل صدورها من الدار التى أصدرت هذا الكتاب.
وأكد شريف الجيار، أن مثل هذه الأخطاء من الممكن أن تحدث تشويش يؤثر سلبًا على وطنية الأطفال والشباب خاصة فى المراحل الأولى فى التعليم، متابعًا كان على الدار التى أصدرت هذا الكتاب أن تراجع خريطة الوطن العربى قبل إصداره، والذى يربك رؤية الطلاب تجاه خريطة الوطن العربى.
ودعا الدكتور شريف الجيار، وزير التربية والتعليم والقائمين على وضع المناهج، أن يصدروا قرارات لمراجعة الكتب الخارجية التى يعتمد عليها الآلاف من الطلاب قبل صدورها فى المكتبات، حتى يتم الضبط العلمى والتاريخى والجغرافى، وتصبح المعلومة سليمة بالنسبة للطلاب.
ومن جانبه أكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أنه سيتم إحالة واقعة وضع علم إسرائيل على كتاب خارجى لمادة الدراسات للصف الثانى الإعدادى بدل دولة فسطين للتحقيق للتأكد من صحتها.
وأضاف رئيس قطاع التعليم العام فى تصريحات خاصة "اليوم السابع"، أنه سيتم إعداد تقرير حول الواقعة من قبل مكتب مستشار المادة ومعرفة ما إذا كانت الوزارة منحت لدور النشر المسئولة عن الكتاب صلاحية تداول من عدمه، مشددًا على أنه حال عدم منحها صلاحية تداول سيتم إبلاغ الجهات المختصة منها شرطة المصنفات لاتخاذ الاجراءات القانونية ضد دور النشر.
وفى السياق ذاته، كشفت مصار مسئولة بالوزارة، عن أن دور النشر المسئولة عن الكتاب تقدمت فى شهر أغسطس الماضى، بطلب إلى مستشار المادة للحصول على موافقة وصلاحية تداول ونشر بعد سداد المصروفات اللازمة، وحتى الآن لم تحصل على الموافقة، قائلاً: الكتاب ما زال فى مكتب مستشار المادة بالوزارة.
وأوضحت المصادر، أن دور النشر المسئولة عن طباعة الكتاب تلتزم بشكل كبير من بين 5 مؤسسات خارجية بالحصول على أوامر الطبع والتداول وتعمل مع الوزارة منذ سنوات ولكن الكثير من تلك المؤسسات تقوم بتأليف المنهج وتداوله عبر المكتبات الخارجية ولا تنتظر خروج الموافقة عليه، قائلة: هو عارف إن الموافقة سوف يحصل عليها ولكن حرصًا منه على عدم تأخر نزول النسخة فى السوق تتم إتاحتها قبل خروج الموافقة بشكل رسمى.
خريطة الوطن العربى
مقدمة الكتاب
وضع علم اسرائيل بدلا من فلسطين
وضع علم اسرائيل بدلا من فلسطين
وضع علم اسرائيل بدلا من فلسطين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة