وائل السمرى

هدية من فاروق حسنى

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحمد الله كثيرا على نعمة الأصدقاء الكبار فى حياتى، أحبهم ويحبوننى، أقدر فى كل واحد فيهم قيمة كبيرة، فلا يبخلون على بالنصح والمشورة والمعرفة وتبادل الخبرات، ومن هؤلاء الكبار الفنان الكبير والوزير السابق فاروق حسنى، الذى تعلمت منه الكثير فى حقل الفن التشكيلى، وبرغم عدم ترحيبه بإعارة كتب الفن فإنه لا يبخل أبدا فى نقل معرفته الواسعة بمدارس الفن وتفرعاتها إلى، وقد استيقظت اليوم على رسالة هى عبارة عن هدية قيمة منه، أرسل فيها رابطا لتسجيل مصور لأوركسترا فلهارمونى باريس وهو يؤدى موشح «لما بدا يتثنى» الذى – للأسف – صار الآن مادة خصبة للسخرية من الموسيقى العربية فى بعض الأفلام والمسرحيات عبر تصديره فى صورة تقليدية ممسوخة، فكيف قدمه هذا «الغرب الجاحد»؟
ما يقرب من 300 موسيقى بحسب التعريف المرافق للتسجيل المصور أدوا هذا العمل، أصوات تنطلق فتشعر  أنها تعانق السماء، آلات موسيقية تصدح فتشعر أنك تسمع اللحن للمرة الأولى، التنوع المقصود فى طبقات الصوت خلق حالة عجائبية من الشعور بالسمو، أصوات الآلات الكثيرة المتداخلة يرغم من يستمع على السكون والتأمل، كل هذه الطاقة فى هذا الموشح الخلاب، كل هذه الأحاسيس مختبئة من قديم الأزل فى وصف تثنى الحبيب وكأنه غصن ثنى حين مال. 
 
التعامل الراقى مع هذا الموشح من قِبَل «الغرب الجاحد»، كما يحلو للبعض أن يدعى أجبرنى على تذكر هذا التعامل المتدنى، الذى ننتهجه مع تراثنا ومستقبلنا وحاضرنا، فبذات الآلية، التى نتعامل بها مع تراثنا الموسيقى نتعامل أيضا مع نسائنا، فنساء «الشرق» بكل ما يملكن من حسن ورعة ودلال يطغى على لوحات المستشرقين لا نجد فيهن هنا سوى النكد والقبح والانحدار، دون أن يخطر على بالنا أنه من المحتمل أن يكون العيب فينا، وآثارنا التى يقف العالم أمامها موقف القداسة والاحترام لا نجد فيها سوى «حبة حجارة» أو «سبوبة محتملة» وقس على هذا آلاف الأمور الأخرى، التى تتكرر  فيها إملاءات جهلنا على حاضرنا وماضينا ومستقبلنا، وهو ما يدل على أننا لا ينقصنا شىء لكى نبدو أكثر جمالا، ينقصنا فقط عين ترى الجمال الكامن كاملا، ويد تعمل من أجل الكشف عن هذا الجمال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة