وائل السمرى

أنا لسه جديد معرفش حاجة

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا «كلاشيه» يتبناه كل مسؤول جديد فى العمل العام، ففى بداية توليه يقول للصحفيين والإعلاميين الذين يريدون الحصول على تصريحات صحفية حول مسؤوليته الجديدة «أنا لسه جديد معرفش حاجة»، ولا يتورع هذا المسؤول أو ذاك عن قول هذه المقولة، وكأنها تفرض عليه مع قرار التعيين، والصحفيون يعرفون تماما من هو المسؤول الذى يمتلك رؤية حقيقية ولا يريد الإفصاح عنها، ومن لا يمتلك شيئا ولذلك لا شىء لديه ليفصح عنه، وفى الحقيقية فقد أصبح هذا «الكلاشيه» ممجوجا مستهجنا، لأنه لا يدل فحسب على عدم أهلية هذا المسؤول الجديد لمسؤوليته الجديدة وإنما يدل أيضا على ضعف رؤية هذا المسؤول لمستقبل الإدارة التى تولاها.
 
تلك الظاهرة الخطيرة تؤكد أننا لن نغادر أبدا مسؤولى«تسيير الأعمال» الذين يتنازلون عن كامل حقهم فى الإدارة للسادة وكلاء الوزارة ومديرى العموم الذين أفرزتهم الأقديمة لا الكفاءة، وفى الحقيقية لا أتوقع كثيرا أن ينهض عمل بالإداريين فحسب، وهذا ليس تقليلا أبدا من دور الإداريين فى أية مصلحة حكومية، والإدارة تنظم العمل، أما العمل فلابد أن ينبع من رؤية للمستقبل وخطة من أجل تنفيذها، كما أن المجتمعات لا تنمو بالقصور الذاتى الذى يعتمد على قانون سكونى لا يدعم جديدا ولا يقترح مفيدا، وهو ما يؤكد أيضا أننا نفتقر إلى ثقافة إعداد الكوادر المؤهلين لتولى مسؤوليات محددة، فمن المفترض أن يكون هناك وعى عام بالكوادر المناسبة أو المؤهلة لتولى مهمة ما، وهو ما يميز «الغرب» الذى يعتمد على ما يسمى بـ«التوسم» فيتوسم النظام فى فلان أنه قد يصلح لمهمة ما لكنه ينقصه شيئا فيبدأ فى مهمة إعداده وإصقاله بالخبرات ثم إصلاح عيوبه وتعظيم إمكانياته ثم تأتى مرحلة المسؤولية التى يصل إليها هذا الكارد بعد أن يكون قد ألم إلماما تماما بمشكلات الحقل الذى سيوضع فيه ووضع يده على بعض مفاتيح الحلول، ووضع عينه على مكامن التطوير.
 
أننى هنا أحلم بذلك اليوم الذى يتولى فيه المسؤول مسؤوليته فلا يقول لأحد: «أنا لسه جديد معرفش حاجة» باليوم الذى يأتى المسئول إلى موقعه الجديد، متبنيا خطة واعدة يعرضها على الرأى العام فى بداية توليه لموقعه، موضحا أسباب تبنيه لهذه الخطة وأهدافها ودرجة أهميتها ومراحل تنفيذها وطرق تمويلها، والسقف الزمنى المفترض للانتهاء منها، فيوقن الجميع من أنه تم اختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب، وهو ما سيتحول إلى أكبر دافع لهذا المسؤول فى الوقوف أمام التحديات التى تواجهه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة