أكرم القصاص - علا الشافعي

يوسف أيوب

زيد بن رعد.. الأردنى الذى تخلى عن عروبته

الخميس، 14 سبتمبر 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يعرف شخصية الأمير زيد بن رعد، المفوض السامى لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، لن يفاجأ بحجم الأكاذيب والادعاءات التى دائما يرددها عن الدول العربية وتحديداً مصر منذ أن وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اختياره فى المنصب الأممى رفيع المستوى فى 16 يونيو 2014، فهو خير مثال لمن اختار أن يقف فى خندق واحد مع المعادين لأبناء بلدته، والباحثين عن القشة التى يقسمون بها ظهر العرب.
 
قبل أيام وقف زيد بن رعد فى افتتاح الدورة السادسة والثلاثين العادية لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف، ووزع اتهاماته على العرب فقط، وخص مصر والسعودية والبحرين، دون أن يتفوه بكلمة واحدة عن الانتهاكات التى يتعرض لها العرب والمسلمون فى كل مكان، حتى إنه لم يسمع عما يعانيه «الروهينجا» فى بورما، ولم تصله أخبار الحصار والقتل الذى تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين العزل، ولم يجرؤ على طلب فتح تحقيق فى اضطهاد السود بالولايات المتحدة، وقتل بعضهم بدم بارد على يد الشرطة الفيدرالية وأمام شاشات التليفزيون.. تحدث زيد عن العرب وكأنهم قتلة، ونسى أنه تربى بينهم.
 
ليس مطلوباً من زيد أو غيره أن يبدل الحقائق، لكن مطلوبا منه قول الحق، لا أن يسير فى ركب المضللين، والباحثين عن الشهرة وأيضا توريط دول بعينها، إما لإجبارها على قبول قرارات وسياسات معينة، أو للانتقام من نظام سياسى، لكن للأسف اختار زيد عن طيب خاطر أن يسير فى طريق الضلال واختلاق الوقائع، لدرجة أنه تحول إلى شخص أعمى البصر والبصيرة، لا يرى فارقا بين دولة تجاهد لتحمى شعبها من الإرهاب، وبين جماعات إرهابية تخصصت فى القتل والتدمير.. نعم هو أعمى وإلا ما تحدث عن الحكومة المصرية بهذا الشكل المجافى للحقيقة، الذى يظهر أنه يتعامل مع مصر بحقد دفين لا نعرف له أسباب.
 
زيد هذا انتقد الحكومة المصرية، لماذا؟ لأنه يعتبر أن الحكومات والجماعات المتطرفة والإرهابيين تشكل خطرا على العالم، وأن الحكومات أخطر على عالم اليوم من الإرهابيين والمتطرفين بدعوى أن لديها القدرة على طمس هذا العالم، نعم هذا ما قاله فعلاً شخص من المفترض أنه أمين على حقوق الإنسان فى العالم، تخيلوا شخصا بهذه الثقافة يتبوأ هذا المنصب الرفيع، شخص لا فارق لديه بين الحكومات الشرعية والإرهابيين، بل إنه يفضل الإرهابيين على الحكومات، بالتأكيد أنه حديث «يعكس منطقا مختلا ويحمل آراء سياسية تقفز على كل الحواجز وتحلق فى آفاق خاصة صنعها المفوض بنفسه، وذلك بالمخالفة لولايته التى حددها قرار إنشاء منصبه رقم 48/141 فى فقرته 3 «أ» التى كلفته بأن يحترم سيادة الدول وولايتها القضائية الداخلية، وليس تشبيها بالجماعات الإجرامية الإرهابية والمتطرفة»، كما وصفه السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى جنيف، الذى وضع زيد بن رعد فى حجمه الحقيقى، وحجمه أنه فعلاً «شخص مختل».
 
العالم كله يدرك أن زيد هذا لا يستحق المنصب الذى يتبوأه، لأنه يخلط بين أفكار الشخصية الشاذة وبين منصبه، وسبق تحذيره هو شخصياً من منهجه الخاطئ، لكنه أبداً لا يتعظ، وصمم أن يسير على هواه الشخصى، وهو ما أكده مندوب مصر حينما قال فى رده على أكاذيب زيد: «إنه سبق وتم تحذير المفوض من أن يتحول مكتبه إلى بوق لمنظمات مدفوعة بمصالح سياسية ومادية، فيكرر ما تسوقه من ادعاءات وكلام مرسل دون إدراك كامل لحقيقة الأوضاع وأبعادها، فتارة يسوق إلى مسامعنا أوصافا ومسميات غريبة لادعاءات تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان لا تمت للواقع بصلة، وتارة أخرى يصف قانون الجمعيات الأهلية فى مصر بأنه يقيد المجتمع المدنى، مما يشكل انتهاكا للقانون الدولى، فى عبارة تفتقد لأدنى درجات الدقة والموضوعية، حيث إن القانون الدولى يؤكد احترام السيادة ولا يرتب أوضاعا معينة للمجتمع المدنى ولا يضع المنظمات غير الحكومية فوق القوانين الوطنية، التى خلقت لتنظم عملها وتحميها من استغلالها لأغراض سياسية خبيثة ومصالح ضيقة، ومن ضمن ما جاء بكلام المفوض هو إدعاؤه قيام الحكومة بقطع الخدمات الحيوية التى تقدمها المنظمات المدنية، وهذا هو أمر يبعد كل البعد عن المنطق وعن سياسة الدولة المصرية التى تطلب من هذه المنظمات أن تكون شريكا فى البناء والتنمية، فضلا عن أن منصب المفوض السامى لا يسمح له بتحديد مدى حيوية تلك الخدمات أو شرعيتها، كما لا يتيح له المجال لتقييم من سماهم بالأصوات الأكثر فكراً، التى يزعم أنها تتعرض للترهيب».
 
أعتقد أن الرسالة الآن أصبحت واضحة وضوح الشمس، فنحن أمام شخص لا يعى تماماً مسؤولياته، بل إنه سلم نفسه للشيطان، وليس أمامه من خيار الآن سوى أن يعمل على وحدة الصف وتعزيز العمل الجماعى بدلا من اتباع أسلوب التشويه بشكل دعائى إعلامى لا فائدة من ورائه إلا تعميق الانقسام وتشتيت الجهد، أو أن تستخدم الدول حقها فى المطالبة بإبعاده، لأنه أصبح فاقداً للثقة التى منحت له من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، والأكثر من ذلك أنه تسبب فى شرخ كبير بين مفوضية حقوق الإنسان والدول الأعضاء بها، لأن زيدا بأفكاره وأقواله الشاذة أفقد المفوضية مصداقيتها أمام العالم بسبب الدور الخفى الذى يلعبه فى المنطقة، خاصة محاولاته الممنهجة فى نشر الفوضى والدمار وقلب أنظمة الحكم فى العالم العربى، وكذلك فى بعض الدول الأجنبية، دون أن يعى متطلبات وظيفته.
 
والأكثر من ذلك أن استمرار زيد فى منصبه سيسبب حساسيات سياسية لا داعى لها، فجنسيته الأردنية قد تتسبب فى أزمة للملكة مع الدول التى يتحدث عنها كذباً، ومنها على سبيل المثال تشويهه للتحالف العربى، ودفاعه عن الحوثيين، أو دفاعه عن أمير الإرهاب تميم بن حمد، ودعم قطر للإرهابيين فى المنطقة، رافضا القرارات السيادية التى اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى قرفان من السفسطة

عفوا مقال طويل و فى النهاية لاشىء اين الحل العملى بدلا من التنظير

فى النهاية سيظل هذا التافة فى منصبة يبخ سمة ضد مصر اذن هو موجود واقع كيف نواجهة ز لماذا تكتب لنا فى مصر اين موقف الهيئة العامة للاستعلامات فى سويسرا و الاتحاد الاوروبى و امريكا و استراليا و كندا؟؟ فى سابع نومة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة