- مافيا المواقف.. البلطجية يرفعون شعار «شخلل علشان تعدى».. والسائقون: نعانى من سيطرة المسجلين خطراً.. و«عاوزين نظام قانونى يمشى على الكل وينظم الفوضى»
- جرائم «عفاريت الأسفلت».. خطف واغتصاب وقتل.. و«جوشى» الإندونيسية ألقت بنفسها من الميكروباص لتهرب من الاغتصاب إلى الموت
«الميكروباص».. وسيلة المواصلات الأكثر شعبية واستخداما فى مصر، لا يستطيع أغلب المواطنين التحرك إلا باستخدامها، فهى أرخص وسائل الانتقال رغم ما أصابها من موجات متتالية لارتفاع أسعار تعريفة الركوب بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ورغم أهمية هذه الوسيلة الحيوية فإنها تمثل أحد أكبر أسباب الفوضى والعشوائية فى الشارع المصرى بسبب غياب الرقابة اللازمة التى تتناسب مع أهمية هذه الوسيلة فى حياة المواطنين. غابت الرقابة فأصبح الميكروباص وسائقوه دولة للفوضى، تحكمها البلطجة والعشوائية، ويسودها قانون القوة، الذى يدهس المواطنين ويشوه المدن ويفرض سطوته على الشوارع، ويشيع كل أشكال الجرائم. فى الملف التالى نصحبكم فى جولة داخل دولة الميكروباص، لنعرف مشكلاتها وقوانينها ومعاناة كل أطرافها، فى محاولة لطرح الحلول وإزالة المطبات.
سيارات المناطق العشوائية «نعوش طائرة» تنقلكم للآخرة
صناديق مخصصة لنقل الحيوانات تنقل المواطنين فى المدن الجديدة والقديمة
يعانى المواطنون، خاصة ساكنى المناطق النائية والعشوائية والقرى والضواحى، معاناة مضاعفة من المواقف العشوائية، وسطوة بلطجية دولة الميكروباص، بعيدًا عن سيطرة الأجهزة الرقابية، وأصبحوا تحت رحمة البلطجية وأرباب السوابق، وأصبحت السيارات المتهالكة كالنعوش الطائرة، يقودها أطفال، وتتزايد احتمالات أن تنقل الركاب إلى الآخرة بدلًا من وجهتهم التى يريدونها.
قال حنفى عبدالعزيز، موظف، أحد المترددين على موقف بولاق الدكرور: «الزيادات بالنسبة لى مش كتير، فالأجرة زادت 25 قرش، لكن المشكلة الأكبر فى قيادة الأطفال للسيارات وتعريض أرواح المواطنين للخطر، ولا يستطع أحد الاعتراض»، مضيفًا أنه من الغرائب التى واجهها فى موقف الميكروباص قيادة سائق أخرس سيارة أجرة.
وتشير «سعاد»، أخصائية اجتماعية ووكيل مدرسة، إلى أنها من سكان أرض اللواء، ويوميًا تركب المواصلات بسبب طبيعة عملهت، مضيفة: «المشكلة ليست فى زيادة الأسعار، لأن الزيادة طبيعية ومتوقعة، ولكن الطرق أصبحت عبئًا إضافيًا علينا، فالطرق غير ممهدة بشكل يسمح بسير السيارات»، وتضطر يوميًا لركوب سيارات نصف نقل، المخصصة لنقل البضائع والحيوانات، ولا تصلح لنقل الركاب فى الطريق لعملها، مؤكدة أن الطرق تعانى من الإهمال والتكسير ولا تصلح لسير السيارات.
والتمست العذر لسائقى سيارات الأجرة بموقف أسفل كوبرى أرض اللواء، قائلة: «إزاى أجيب عربية جديدة وأبهدلها فى الطرق المكسرة دى»، وطالبت المحليات بضرورة النزول إلى أرض الواقع وحل المشكلات التى يعانى منها السائقون والركاب.
الحاجة فتحية، ربة منزل، فى منتصف العقد الخامس، من سكان منطقة المطار، تستقل سيارات «السوزوكى الفان»، وتشكو من غياب الرقابة على السيارات التى تحمل لوحات ملاكى وتقوم بنقل الركاب، وعدم حماية الركاب من استغلال السائقين الذين يرفعون الأجرة وفقًا لأهوائهم.
وتحدثت «سلوى»، مدرسة، من سكان البراجيل، بانفعال قائلة: «علشان أروح كل يوم شغلى لازم أصرف أكتر من مرتبى اللى هو 500 جنيه».
وحمّلت «سلوى» الحكومة مسؤولية سوء الأوضاع الاقتصادية التى يتعرض لها المواطنون، وذلك لعدم توفير أجر عادل يستطيع به الموظف أن يتعامل مع هذه الزيادت المتلاحقة.
وأكدت أن معظم السيارات فى الخطوط الداخلية والعشوائية متهالكة، ولا تصلح لنقل المواطنين، ولكن فى ظل الرشاوى وفساد الضمائر وغياب الرقابة تعمل فى نقل الركاب، وطالبت بضرورة تفعيل الرقابة الحقيقية على هذه المواقف التى يسيطر عليها البلطجية والمجرمون وأرباب السوابق.
فيما أبدى حسين عبدالعاطى، موظف فى منتصف العقد الرابع من عمره، من سكان جزيرة محمد بمنطقة الوراق، استياءه من ارتفاع تعريفة الركوب، خاصة أن المسافة لا تتعدى 2 كيلومتر، قائلًا: «الحكومة بتنزل فى المواقف الكبيرة علشان تتصور وبس»، مؤكدًا أن القرى والضواحى النائية سقطت من حسابات الأجهزة الرقابية.
وقال محمود رمضان، 27 عامًا، ليسانس آداب، إنه مقيم فى مدينة 6 أكتوبر منذ 18 عامًا، وخلال تلك الفترة عاصر كل التطورات التى شهدتها وسائل النقل فى المدينة، مؤكدًا أن معظم وسائل النقل داخل 6 أكتوبر غير آدمية، وبالتحديد السيارات الـ«صندوق»، مؤكدًا أن السائقين الذين يعملون على هذه السيارات غير مؤهلين للقيادة، ومعظمهم من متعاطى المواد المخدرة، فضلًا عن كون السيارات غير صالحة للاستخدام فى نقل المواطنين، لأنها فى الأصل صممت لتكون وسيلة لنقل البضائع أو الحيوانات، مطالبًا بضرورة وجود وسائل نقل عام داخلية بين الأحياء.
وقالت عزة دياب، 25 سنة، إن السيارة الـ«صندوق» أكبر إهانة يتعرض لها المواطنون فى مدينة 6 أكتوبر، وإنها كثيرًا ما تسببت فى تقطيع ملابس المواطنين، نظرًا لصناعتها بطريقه بدائية تحتوى على بروز حديدية، ولا يوجد بديل لها سوى الـ«توك توك» الأكثر سوءًا.
وطالبت المسؤولين بضرورة البحث عن بدائل لتلك الوسائل غير الآدمية، واحترام المواطنين فى المدينة التى تعد من أهم المدن الصناعية فى مصر.
وظهرت السيارة الـ«سوزوكى فان» فى مدينة 6 أكتوبر منذ فترة، وبدأت فى الانتشار بشكل سريع وواسع، على الرغم من أن معظمها ذات رخصة ملاكى، إلا أنها تعمل بشكل ودى دون تدخل من الأمن، وبعد ظهور تلك السيارات حدثت أزمة بين سائقيها وسائقى السيارات الـ«صندوق»، ما دفعهم إلى التوصل إلى اتفاق على تقسيم خطوط السير بينهم.
وقال أحمد عصام، محاسب، إن السيارات الـ«سوزوكى» ضيقة للغاية وغير مناسبة لنقل عدد 7 ركاب، فضلًا عن أن الأجرة المقررة لها وهى 2.5 جنيه غير عادلة، نظرًا لأن المسافة التى تقطعها من بداية الخط لنهايته صغيرة للغاية، مطالبًا بضرورة وجود تدخل حكومى، بطرح أتوبيسات نقل عام للنقل الداخلى بالمدينة.
وأضاف أن وسائل النقل الخاص داخل مدينة 6 أكتوبر تختلف كثيرًا عن نظيرتها فى باقى المدن، ففى القاهرة ينتشر الـ«تاكسى» الأبيض، كوسيلة نقل خاصة آمنة ومريحة إلى حد كبير، ولكن فى مدينة 6 أكتوبر، فإن وسيلة النقل الخاصة الرئيسية هى الـ«توك توك»، الذى لا تقل أجرته عن 5 جنيهات، وتزيد كلما زادت المسافة، وهناك وسيلة أخرى للنقل الخاص وهى السيارات النصف نقل، والمخصصة فى الأصل لنقل البضائع، إلا أنها تستخدم فى مدينة 6 أكتوبر لنقل المواطنين، ولا تقل أجرتها عن 10 جنيهات. ويرى مصطفى شرم، 34 عامًا، صاحب شركة سياحة بالمدينة، أن وسائل النقل بالمدينة غير جيدة بالمرة، ومعظم سائقى الـ«توك توك» من الأطفال والمسجلين خطر، والبعض منهم يطاردون الفتيات، ويرتكبون جرائم تحرش وغيرها، مستغلين عدم وجود أرقام خاصة تمكن أجهزة الأمن من ملاحقتهم إذا ارتكبوا أى جريمة.
السائقون يعترفون: «بندفع إتاوة وبندوس على الناس زى ما بننداس»
لا توجد رقابة على الخطوط الداخلية والمواقف العشوائية.. و«زيادة الأسعار بتاكل رزقنا ورزق عيالنا»
ليس من الإنصاف أن نتحدث عن عالم ودولة الميكروباص، وعن جرائم وتجاوزات السائقين، دون أن نتحدث معهم، ونستمع إلى وجهة نظرهم فى أسباب الفوضى التى تسيطر على هذا العالم، وكيف يمكن أن تتوقف، وعن أهم مشكلاتهم، وهل يعانون هم أيضًا فى هذا العالم الذى تسوده العشوائية؟
قال مجدى رزق، سائق ميكروباص بموقف بولاق الدكرور: «زيادة الأسعار بتاكل من رزقنا ورزق عيالنا»، مؤكدًا أن جميع السائقين بموقف بولاق الدكرور التزموا بالتعريفة الجديدة التى أقرتها المحافظة، وأن المشكلة ليست فى زيادة البنزين فقط، وإنما زيادة جميع الأشياء المرتبطة بوسائل النقل، من زيوت وقطع غيار.
فيما تحدث عم جمال، السائق، غاضبًا ليقول: «25 قرش زيادة الحكومة مأتكلش عيش حاف، الدولار رفع قيمة قطع الغيار أكثر من 140%، وجه ارتفاع البنزين ليرفع جميع المنتجات البترولية من شحوم وزيوت وخلافه، وسائق الميكروباص والركاب بيواجهوا نفس الأزمة».
وفى موقف أرض اللواء، وافق مجدى بعد معاناة على التصوير بجوار سيارته الأجرة، لأنها متهالكة ولا تحمل أى لوحات معدنية، ولا تصلح لنقل الركاب، وطالب الحكومة بتوفير رعاية مناسبة لقطاع كبير من السائقين.
وقال فتحى أبوجاسم، مسؤول إدارة السرفيس بموقف أرض اللواء، إن دوره تلقى الشكاوى من الركاب المتضررين من الأجرة والشكاوى الأخرى ضد أى سائق تجاوز فى حق الركاب، مؤكدًا أنه فى حال عدم قدرته على حل المشكلة يقوم بإخطار الأجهزة الأمنية لفحص الشكوى والتحقيق فيها.
بينما جلس غريب محمد، فى أواخر العقد الثانى من عمره، يأكل «سندوتش» طعمية على سيارته «نصف نقل»، المخصصة فى الأصل لنقل البضائع والحيوانات، ولكن فى ظل غياب الرقابة تحولت لسيارة نقل الركاب فى موقف أرض اللواء.
ولا ينكر غريب أن سيارته بدون رخصة لنقل الركاب، مؤكدًا أن 80 % من سيارات الأجرة فى المواقف العشوائية ليس لها رخص أو لوحات معدنية، وحول زيادة الأسعار قال غريب: «اللى جاى مش على قد الرايح، ده سندوتش الطعمية بقى سعره 5 جنيه».
الغريب أنه بعد أن قرر المسؤولون بإدارة المرور وقف تراخيص سيارات الأجرة، دخلت سيارات «السوزوكى الفان» مجال نقل الركاب بلوحات الملاكى، واستخدمت المواقف العشوائية على مطالع الكبارى بما يمثله ذلك من مخالفة وخطورة يعاقب عليها القانون، الذى لا تعرفه هذه المناطق.
ففى منطقة المطار، وعلى مطلع الكوبرى، وقف هانى بركة، صاحب سيارة «سوزوكى فان»، ليحمّل سيارته من المطار إلى الكيت كات، مؤكدًا أن الأجرة أصبحت 2.5 جنيه بعد الزيادة، قائلًا: «الأسعار ولعت فى كل حاجة».
وفى موقف البراجيل، قال عمرو نصر، وعبدالرحيم عمرو، سائقان: «العربية بتصرف فى اليوم بعد زيادة البنزين 150 جنيه، ما بين زيوت وصيانه وقطع غيار ومصاريف شخصية، بالإضافة إلى الكارتة»، مؤكدين أن السيارة الأجرة الواحدة تدفع فى اليوم حوالى 15 جنيهًا «إتاوة» تحت اسم «كارتة»، وأنها تذهب للمباحث والمحليات، وطالبا بإنشاء موقف رسمى بإشراف الأجهزة المختصة، منعًا لتعطيل حركة السير التى تحدث نتيجة هذه المواقف العشوائية.
وأكد عم محمد عبدالعزيز، سائق فى منتصف العقد الخامس من عمره، أنه لا توجد رقابة على الخطوط الداخلية والمواقف العشوائية من المرور، قائلًا: «غياب الرقابة أدى إلى انتشار أعمال العنف بالمواقف العشوائية، وسيطرة البلطجية وفرض إتاوات على أصحاب السيارات والسائقين»، مضيفا أن قطع الغيار تتزايد أسعارها يوميًا، والتجار يتحكمون فى الأسعار حسب رغباتهم، مما يزيد الأعباء على السائق والراكب الذى يتحمل الفاتورة فى النهاية، فى ظل غياب كامل للأجهزة الرقابية.
جرائم «عفاريت الأسفلت».. خطف واغتصاب وقتل
«جوشى» الإندونيسية ألقت بنفسها من الميكروباص لتهرب من الاغتصاب إلى الموت
تسببت فوضى دولة الميكروباص، وعدم وجود رقابة عليها، فى أن يصبح الميكروباص وسيلة وأداة لارتكاب العديد من الجرائم، التى لا تقتصر على حوادث الطرق، بل تخطت ذلك إلى جرائم القتل والخطف والاغتصاب.
وخلال السطور التالية نرصد بعض الجرائم التى ارتكبها «عفاريت الأسفلت»، والتى تعددت ما بين القتل وهتك العرض، كما نتناول كيفية إحكام الرقابة على سائقى الميكروباص.
«جوشى» فرت من الاغتصاب إلى الموت
لم تعلم «جوشى»، الفتاة الإندونيسية التى تدرس بالأزهر، أن رغبتها فى الإفطار بعد صيام يوم طويل بجوار مسجد سيدنا الحسين ستكون آخر أمنية لها.
اتفقت «جوشى» مع صديقتها «رزقا» على تناول الإفطار معًا، وتوجهتا لاستقلال إحدى وسائل المواصلات من الحى العاشر بمدينة نصر، واستقلتا سيارة ميكروباص بعد أن أقنعهما السائق بأنه ذاهب إلى منطقة الحسين.
وبعد دقائق معدودة فوجئت «جوشى» وصديقتها بالسائق يسير بسرعة جنونية، بعد أن اكتفى بهما ولم يحمل ركابًا آخرين، وكان برفقته «تباع» وشاب آخر، واتجه إلى منطقة نائية بالمقابر، فشعرت «جوشى» بخوف شديد، وقبل أن تسأل السائق عن الطريق، بادر «التباع» وأشهر فى وجهها سلاحًا أبيض، وطالبهما بكل ما تحملانه من أموال.
أسرعت «جوشى» وصديقتها وأعطيتاه كل ما معهما من أموال، وخشيت «جوشى» أن يتطور الأمر ويتم الاعتداء عليهما، ففتحت باب السيارة بسرعة وقفزت منها، وشاء القدر أن تسقط على حجر، مما تسبب فى تهشم رأسها ووفاتها فى الحال.
وقضت المحكمة بمعاقبة كل من السائق و«التباع» وشاب آخر بالسجن المشدد 15 عامًا بتهمة القتل والسرقة بالإكراه والخطف.
«منى» اغتصبها السائق و«التباع» وتركاها بين الحياة والموت
وفى عين شمس، كانت «منى»، ربة منزل، عائدة إلى منزلها بعد يوم طويل من العمل، واستوقفت إحدى سيارات الميكروباص، واندهشت فى بادئ الأمر من أن السائق و«التباع» لم ينتظرا مزيدًا من الركاب كالعادة، وبمجرد ركوبها انطلقا بسرعة.
تروى «منى» خلال تحقيقات النيابة أنها شعرت بالقلق، لكنها لم تظهر ذلك، إلا أنها بمجرد أن سلك السائق طريقًا غير الطريق الذى اعتادت السير فيه، تأكدت أنها مخطوفة، وحاولت الصراخ فى وجه السائق حتى يتركها، إلا أنه استمر فى طريقه حتى وصل بها إلى منطقة نائية، وتناوب اغتصابها هو و«التباع»، وبعد ذلك فرا هاربين، بعدما أصيبت بحالة إعياء شديد.
وتوجهت المجنى عليها إلى أقرب قسم شرطة وحررت محضرًا بالواقعة، وقضت المحكمة بإعدام السائق والتباع شنقًا، بعد أن أسندت إليهما تهمة الاغتصاب تحت تهديد السلاح.
«بسنت» اختطفها السائق وزميلاه بعد عودتها من درس خصوصى بروض الفرج
وفى الساحل، كانت الطالبة «بسنت» عائدة من درس خصوصى، وفوجئت بسيارة ميكروباص يخرج منها المتهم الأول الذى عاجلها بضربة قوية باستخدام «آلة حادة» على رأسها، حتى فقدت الوعى، وبعد أن فاقت من حالة الإعياء فوجئت بوجودها بالسيارة وسط المتهمين.
وتروى «بسنت» أنها حاولت الفرار منهما من خلال القفز من السيارة، مستغلة ازدحام السيارات، وبالفعل تمكنت من الهرب ولجأت إلى بعض المارة الذين ساعدوها للوصول إلى أقرب قسم شرطة، واتصلت بأسرتها وحررت بلاغًا بالواقعة. وقضت المحكمة بمعاقبة المتهمين بالسجن المشدد 10 سنوات لكل من سائق ميكروباص وعاطلين كانا برفقته.
السائق استغل ضعف سيدة عجوز واغتصبها بالطريق الزراعى
وعلى الطريق الزراعى، استغل سائق ميكروباص وجود سيدة عجوز بلغت من العمر أرذله، بعد أن ضلت طريقها، فعرض عليها توصيلها إلى منزلها بمنطقة التل الكبير. وعلى الرغم من أن السيدة العجوز تقارب عمر والدته، فإن السائق انقض عليها واغتصبها، ولم يرحم توسلاتها واستغاثتها، حتى تجمع عدد من الأهالى وتحفظوا على السائق، وتمت إحالته إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.
مافيا المواقف.. البلطجية يرفعون شعار «شخلل علشان تعدى»
السائقون: نعانى من سيطرة المسجلين خطراً.. و«عاوزين نظام قانونى يمشى على الكل وينظم الفوضى»
تمتلئ شوارع المحروسة بالميكروباصات القديمة والمتهالكة، تجد الكثير منها بلا أبواب أو شبابيك ودون صيانة، يضطر الركاب لاستخدامها فى تنقلاتهم وهم يعلمون أنها قد تكون نعوشًا طائرة تحملهم للآخرة، بدلًا من أن تنقلهم إلى الأماكن التى يريدون الانتقال إليها.. يمثل الكثير منها مخاطر على الأمن، ويسير بعضها بلا لوحات معدنية، وتسير وتتجمع بعشوائية فى عدد من المواقف التى انتشرت بصورة واسعة فى كل الميادين والشوارع، ويسيطر على أغلبها البلطجية والمسجلون خطرًا بلا أى رقابة.
ففى منطقة حدائق القبة وأمام القصر الجمهورى، بميدان الحدائق، توجد 3 مواقف للسيارات الأجرة، سيطر عليها مسؤولو «الكارتة»، وأغلبهم من أرباب السوابق والبلطجية، الذين يضعون يدهم على الأرض التى توجد بها هذه المواقف دون أى حق قانونى، وبفرض قانون القوة والبلطجة، ويستعين كل صاحب «كارتة» بمجموعة من المسجلين خطرًا، يساعدونه فى فرض سيطرتهم على الموقف وعلى السائقين لجمع «الإتاوة».
والعجيب أن كل هذا يدور على مسمع ومرئ من المسؤولين ورجال الأمن بالمنطقة، رغم وجود هذه المواقف العشوائية أمام القصر الجمهورى.
كما يعانى الركاب من سوء أخلاق سائقى الميكروباص، الذين لا يراعون سيدة أو طفلًا أو مسنًا، ويسود استخدام الألفاظ البذيئة والتعامل العنيف مع كل من يعترض على هذه الأساليب، خاصة مع تعاطى عدد من السائقين المخدرات. ففى شارع سكة الوايلى وعلى امتداده حتى منطقة الزاوية الحمراء، تظهر همجية سائقى الميكروباصات بشكل كبير، حيث استولوا على الشارع لحسابهم دون أى رقابة أو وجود لرجال الأمن، لتعانى أغلب الشوارع فى محافظة القاهرة من الفوضى والعشوائية، بسبب سيطرة مافيا الميكروباص، وتوقف السيارات المتكرر فى أى مكان بالطريق لركوب أو نزول الركاب وسط الطريق، وتسببهم فى الشلل المرورى الذى يصيب الشوارع.
وفى ميدان المطرية، لا يختلف الأمر كثيرًا عن باقى الميادين، حيث تنتشر سيارات الأجرة فى الميادين بشكل عشوائى، بينما يقوم مسؤولو «الكارتة» بتحصيل «الفردة» من السائقين، مقابل السماح بدخولهم الموقف، مما يتسبب فى التكدس المرورى الدائم بميدان المطرية فى جميع الطرق والمناطق المجاورة فى حدائق القبة، والأميرية، والزاوية الحمراء، وحلمية الزيتون، وعين شمس، وذلك فى غياب تام من مسؤولى الأمن والحى.
«مهمتى تنظيم سيارات الميكروباص بالدور، وبامنع المشاكل اللى بين السواقين وأحلها مقابل الحصول على قيمة الكارتة».. هكذا يوضح «سيد سنجة»، مسؤول الكارتة بموقف حدائق القبة، دوره، مؤكدًا أنه يظل طوال اليوم فى الموقف، لحمايته ومعرفة أى معلومة عن الحملات، سواء الأمنية أو حملات الحى أو المحافظة، وضبط حركة «العجل».
ويضيف سيد أن من مهامه تسليم أى سائق يتم طلبه من قبل رجال المباحث، والإبلاغ عن أى سائق جديد ينزل الخط، أو أى شخص يشتبه به فى الموقف، والعمل على ضبط سعر تعريفة الأجرة لجميع السيارات بجميع الخطوط، حتى يحافظ على النظام فى الموقف.
فيما قال «عادل رهينة»، سائق ميكروباص على خط حدائق القبة الحى السابع، إن السائقين بالموقف دائمو التشاجر مع بعضهم البعض، بسبب أولوية الدخول فى «الدور» لتحميل الركاب، أو التشاجر مع البلطجية الذين يحاولون بسط نفوذهم والحصول على «إتاوة» من السائقين خلاف «الكارتة»، التى يتم تحصيلها منهم من قبل مسؤولى الموقف، موضحًا أن المشاجرات التى تحدث يوميًا تتسبب فى تهشيم وتكسير السيارات، لافتًا إلى أن رجال الشرطة لا يتدخلون لفض هذه المشاجرات أو أعمال الشغب والعنف من قبل البلطجية، أو لفرض السيطرة الأمنية على هذه المواقف، مؤكدًا أن جميع السائقين يرغبون فى وجود نظام قانونى بالمواقف، يسرى عليهم جميعًا دون استثناء، مشيرًا إلى أن الإهمال والفوضى أدت إلى هذه الفوضى والعشوائية.
نضافة وذوق ولطافة.. فى القاهرة الجديدة «التمناية» شكل تااااانى
السيارة السوزوكى الفان، أو «التمناية» كما يسميها السائقون بالقاهرة الجديدة، تعد وسيلة المواصلات الشائعة بمنطقة القاهرة الجديدة، بالتجمع الأول والثالث والخامس والجولف، والبديل للميكروباص وأتوبيسات النقل العام التى لا تستطيع التحرك داخل المدينة.
السيارة الصغيرة «الثمانية ركاب» يختلف شكلها تمامًا فى القاهرة الجديدة عن الشوارع المزدحمة بوسط القاهرة والجيزة، فتبدو لامعة جديدة بألوانها البراقة الأحمر والفضى والأبيض، كأنها لم تستخدم من قبل، كى تنال رضا الركاب، ولا يغضب عليها سكان المدينة الجديدة.
وقال «محمد. ك»، أحد سكان المنطقة: «التمناية» تعد من أسرع وسائل التحرك بين التجمعات فى القاهرة الجديدة لصغر حجمها، وانخفاض سعر تعريفة الركوب بها مقارنة بباقى المواصلات الأخرى، حيث تبدأ الأجرة من 3.5 جنيه للأماكن القريبة وقد تزداد للأماكن الأبعد إلى 6 جنيهات فقط. وأضاف محمد أن معظم المقبلين على هذه الوسيلة ليسوا من سكان التجمع الجدد، إنما من العاملين بالمدينة أو الموظفين، أو أهالى التجمع القدامى المقيمين فى المنطقة السكنية، ممن لا يملكون سيارات.
فيما قال «السيد. م»، أحد سائقى هذه السيارات: موقفنا الرئيسى بمنطقة الغاز بأول شارع التسعين بالتجمع الخامس، وهناك عدة خطوط تعمل بها هذه السيارة، وهى «تسعين - محكمة»، «خامس - جولف»، «محكمة - تجمع ثالث»، «تسعين - تجمع أول»، مؤكدًا أن السائقين بالتجمع ملتزمون باتجاهاتهم، نظرًا لقلة انتشار المتنقلين بوسائل المواصلات، وهناك تسعيرة يفرضها رئيس مجموعة السائقين بالمنطقة، ولا يستطيع أحد مخالفتها.
وأضاف أن السيارة تعمل على مدى اليوم، وذروة العمل منذ السابعة صباحًا حتى التاسعة مساء، لأن معظم ركابها من العاملين والموظفين بالمدينة، مشيرًا إلى أن أسعار الانتقال ارتفعت جنيهًا واحدًا عقب زيادة أسعار الوقود الأخيرة، ولم تحدث مشكلات بين السائقين والركاب بسبب هذه الزيادة. وبخصوص شكل السيارة المختلف عن شكلها فى المناطق المزدحمة، أكد «الأسطى سيد» أن مجلس المدينة بالقاهرة الجديدة يضع شروطًا لعمل وسائل المواصلات، وشروطًا لعمل «التمناية»، بحيث يتناسب الشكل الخارجى للسيارة مع المظهر الجمالى للمدينة، لذلك يحافظ السائقون على الشكل الخارجى للسيارات، مشيرًا إلى أن قلة عدد المواطنين الذين يستخدمونها يساعدنا فى الحفاظ على شكلها.
احذرى أساليب سائقى الميكروباصات فى التحرش بالبنات
المقاعد الأمامية أشهر وسائل المضايقات.. والمرايات لفحص الستات
«يا أبلة.. يا عسلية» هذه المصطلحات هى أقل صور التحرش اللفظى التى تتعرض لها الفتاة المضطرة لاستخدام «الميكروباص» كوسيلة مواصلات أساسية فى تنقلاتها اليومية، ففضلًا عن اضطرارها رغمًا عنها لسماع وابل من الألفاظ البذيئة التى يستخدمها سائقو الميكروباص، فقد تتعرض الفتاة خلال رحلتها اليومية لمزيد من أساليب التحرش اللفظى والبدنى، التى يتفنن فيها السائقون، بدءًا من «المرايات»، و«الكرسى اللى من قدام»، إلى غيرهما من الأساليب التى تنتهك أجساد النساء والفتيات، ويحكين عنها فى السطور التالية..
تحكى ياسمين، الطالبة بالمرحلة الثانوية، عن معانتها اليومية مع دولة الميكروباص، قائلة: «أكتر حاجه بتزعجنى صوت الأغانى العالى، بحس إنى مش سامعة حاجة ولا عارفة أتكلم، وإذا حاول حد يطلب من السواق خفض الصوت بيكون كأنه لعب فى عداد عمره، ده غير المضايقات والألفاظ والشتائم البذيئة اللى بنسمعها، واللى بتكون على سبيل الهزار بين السواق وأصحابه اللى ماشين معاه على نفس الخط».
فى حين ترى «زهرة. م»، وتعمل فى مكتب محاسبة، أن الميكروباص دولة وعالم له قوانين خاصة، وعلى الركاب الخضوع لها برغبتهم أو رغما عنهم، مؤكدة أن أقل تجاوز من الراكب فى حق رئيس جمهورية الميكروباص نتيجته قرار بطرده فى عرض الطريق.
وأضافت أن وتيرة العنف تزداد إذا كان الراكب فتاة، لأن السائقين يعتقدون أنها مهما تعرضت لمضايقات لا تستطع الاعتراض.
وأشارت إلى أن أقل التجاوزات التى تتعرض لها الفتيات هى الألقاب التى يطلقها السائقون، مثل «أبلة وعسلية وحاجة»، وأحيانًا يتجاوز بعضهم لمناداة الفتاة بـ«مزة»، موضحة أنها تكتفى بنظرة غاضبة حتى يفهم السائق أنها لا تقبل مزاحه، مؤكدة أنها لا تستطع أن تفعل أكثر من ذلك، لأنها قد تتعرض للمزيد من التجاوز، خاصة مع يقينها بأنه لن يقف بجوارها أى شخص من الركاب أو المارة.
وتتحدث «فاتن» التى تعمل بائعة بأحد المحال عن أكثر ما يزعجها أثناء ركوب الميكروباص، مشيرة إلى «المرايات»، كأحد أساليب السائقين الشائعة فى التحرش، مؤكدة أن السائق يستخدم المرآة فى المعاكسات والنظر للفتيات أكثر من القيادة.
وأضافت «فاتن» أنها تتجنب الجلوس بالمقعد الخلفى وراء السائق، قائلة: «السواق بيبصلى أكتر ما بيبص فى الطريق، وعينه بتكون هتاكلنى، وكل اللى بقدر أعمله إن أبصله بصة قرف عشان يتلم».
وتتابع: «نفسى رجال المرور يلغوا المرايات الكتير دى لأنها مش لغرض السواقة، دى هدفها قلة الأدب ورمى الجتت على بنات الناس»، مشيرة إلى أنها برغم ما تتعرض له فى الميكروباص، لا تستطيع استخدام وسيلة أخرى غيره فى المواصلات، لأن راتبها لا يتحمل الانتقال يوميًا باستخدام التاكسى.
«المتحرش الجبان» هكذا وصفته «نجوى»، الطالبة الجامعية، لتتحدث عن نوعية من السائقين يتحرشون بالفتيات لفظيًا بمجرد نزولهن من الميكروباص بكلمات خادشة للحياء، ثم ينطلقون بسياراتهم سريعًا.
وتشير «نجوى» إلى أنها تعرف هذه النوعية بمجرد استقلالها الميكروباص، حيث يستخدم السائق المرايات فى فحص الفتاة، وينتظر حتى تنزل ليقول لها ألفاظًا خادشة، لافتة إلى أن رد فعل الفتاة يختلف ما بين الصمت أو شتيمة السائق، الذى ينطلق مسرعًا.
«الكرسين اللى قدام» أخطر وسائل تحرش السائق بالفتيات .. وحذرت «رنا»، خريجة كلية الحقوق، الفتيات من المقاعد الأمامية بجوار السائق، مؤكدة أنها أكثر الوسائل التى تتعرض من خلالها الفتاة للتحرش والمضايقات، وقالت: «مجرد موافقتك على الجلوس بجانبه تتسلل إليه فكرة أنك فتاة يسهل التعرف عليها، لذا تجنبى الجلوس بجانبه على قدر الإمكان»، مؤكدة أن جميع السائقين يرون الفتاة التى تختار هذا المقعد «بنت شمال».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة