فى خطوة جديدة تكرس للانقسام داخل العراق وتدفع بالبلاد نحو مستنقع جديد من الصراع بين الحكومة الاتحادية فى بغداد ورئاسة إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزانى؛ قرر برلمان إقليم كردستان إجراء استفتاء الانفصال عن العراق 25 سبتمبر الجارى.
ويكشف القرار الذى اتخذه برلمان كردستان العراق عن الوجه الحقيقى لحكام الإقليم فى زعزعة أمن واستقرار العراق، والدفع بالبلاد نحو مستنقع التقسيم والتفتيت، وإقامة كيان كردى دون موافقة العرب والتركمان، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول أسباب تمسك مسعود بارزانى بإجراء استفتاء الانفصال فى هذا التوقيت الدقيق من تاريخ الدولة العراقية.
وأعلن برلمان كردستان العراق، أمس الجمعة، استئناف اجتماعاته بعد توقف عامين وسط توقع بتصويت الأعضاء على خطة الاستفتاء بشأن الاستقلال.
وزعمت وسائل إعلام عراقية موافقة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى مبدئياً على المشروع البديل الذى تسلمه من ممثلى دول أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ويتضمن تأجيل استفتاء كردستان لمدة سنتين.
وبدأت جلسة برلمان كوردستان فى الساعة السابعة من مساء اليوم الجمعة برئاسة نائب رئيس برلمان كوردستان، جعفر إبراهيم، وبحضور 73 نائباً.
وصوت البرلمان فى هذه الجلسة بالإجماع على اختيار رئيسة كتلة الاتحاد الوطنى، النائبة بيكرد طالبانى، بسكرتارية الجلسة.
وقال جعفر إبراهيم، "كنا نتمنى أن يكون زملاؤنا النواب من كتلتى حركة التغيير والجماعة الإسلامية معنا فى افتتاح هذه الدورة البرلمانية، وأن يرأس زميلنا رئيس البرلمان يوسف محمد، هذه الجلسة".
وأضاف "نشكر جميع الأطراف التى ساهمت فى إنجاح جهود إعادة تفعيل البرلمان، كما نشكر قوات التحالف على ما قدته من دعم ومساعدة فى محاربة داعش".
فيما جدد رئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى، الجمعة، رفضه "تأجيل" الاستفتاء كونه وسيلة لتحقيق الاستقلال وليس هدفا، وفيما دعا الشعب إلى "المقاومة" والتوجه نحو الاستفتاء، أكد أنه "لم يتلق" البديل عنه حتى اليوم.
وقال البارزانى فى كلمة خلال احتفالية خاصة بالاستفتاء أقيمت، عصر اليوم، فى قضاء العمادية شمال دهوك، إن "المشكلة الأساسية أن بغداد لا تقبل الشراكة الحقيقية"، موضحا "أجرينا المفاوضات لمدة عشر سنوات حول حقوق ومستحقات البيشمركة مع بغداد ولم نتلقى استجابة فى حين تم إصدار قانون خاص بحقوق الحشد الشعبى خلال ساعتين".
وقال رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، إن استفتاء استقلال إقليم كردستان غير دستورى، مؤكدا على وحدة العراق.
وذكر المكتب الإعلامى للعبادى فى بيان صحفى ان تصريحات العبادى حول استفتاء إقليم كردستان جاءت خلال عقده اجتماعا مع محافظ وأعضاء مجلس محافظة ذى قار بحضور عدد من النواب.
وأكد العبادى، "أننا فى المرحلة الأخيرة من تحرير أراضينا وسنستمر بتأهيل وتدريب قواتنا لأن الإرهاب يحاول وسيبقى يحاول وعلينا الحذر منه"، لافتاً إلى أن "رعاية الناس ومعالجة قضاياهم وتوفير الخدمات لهم هى من أولويات المسؤول".
وتابع أن "الأزمة المالية أثرت على الأوضاع لكننا حققنا الانتصارات وأجرينا إصلاحات اقتصادية وأصبح العالم يثق بالاقتصاد العراقي"، مجددا "تأكيده على وحدة البلد وعدم دستورية استفتاء إقليم كردستان، كوننا نعيش فى وطن واحد ولا يمكن أن يتخذ إجراء من طرف واحد".
بدوره قال الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، إن قرار رئيس كردستان العراق بعدم تأجيل الاستفتاء "خاطئ جدا"، حسبما ذكرت رويترز.
كان المجلس الوزارى بالجامعة العربية، قد اتخذ قرارا عربيا وبالإجماع لرفض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان لعدم قانونيته وتعارضه مع الدستور العراقى الذى يجب احترامه والتمسك به.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال فى بيان صحفى، الأربعاء الماضى، إن القرار العربى جاء استجابة لطلب وزير الخارجية العراقى الدكتور إبراهيم الجعفرى فى اجتماع المجلس الوزارى للجامعة العربية.
وبحسب بيان الجامعة العربية، يدعم القرار وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيسى لأمن واستقرار المنطقة وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطرا على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة