الطبيب المنشق: "كان هم كبير وانزاح من قلبى"
سياسات الجماعة الخاطئة كانت نقطة تحول فى حياتى
انضممت للإخوان فى 2011 عن طريق أحد نوابهم.. وشاركت فى انتخابات الرئاسة
علقت صورة "مرسى" على سيارتى.. وشاركت فى اعتصام "رابعة"
منذ سقوط جماعة الإخوان الإرهابية وبدء تطهير أركان الدولة من عناصرهم المخربة، واكتشاف المصريين حقيقة مزاعمهم وخداعهم المستمر، بدأ أعضاؤها والمتعاطفون معهم يتبرأون منها وينشقون عنها واحد تلو الآخر حتى لا تصيبه لعنة الجماعة الإرهابية، وآخر هؤلاء المنشقين طبيب فى الغربية، وهو الدكتور فوزى عبد الحميد خفاجى.
الدكتور فوزى خفاجى أحد كوادر جماعة الإخوان الإرهابية، انشق عن الجماعة بطريقة أثارت ردود أفعال كثيرة ما بين متعاطفة وبين معارضة للطريقة والتوقيت، حيث أعلن انشقاقه باستخدام لافتة كبيرة وقف بها فى أحد ميادين محافظة الغربية، وكتب عليها: "الدكتور فوزى عبد الحميد خفاجى إخوانى سابقا يتبرأ من جماعة الإخوان الإرهابية".
الدكتور فوزى خفاجى المنشق عن الإخوان يتحدث لـ"اليوم السابع"
وما أن صور أحد أهالى الغربية اللافتة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى انتشرت كالنار فى الهشيم، مصحوبة بموجة من التعليقات المؤيدة لقرار الدكتور فوزى خفاجى، والمعجبة بشجاعته فى الإعلان عن انشقاقه عن الجماعة الإرهابية.
وفى هذا الصدد التقى "اليوم السابع" الطبيب المنشق عن الجماعة، الذى يعمل استشاريا ورئيس قسم العلاج الطبيعى بمستشفى السنطة العام، حيث أكد الطبيب أن الهدف من تعليق "البنر" توصيل رسالة للجميع بأنه لا ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية ويتبرأ منهم ومن تصرفاتهم.
محرر اليوم السابع مع الدكتور فوزى خفاجى
وأضاف أن بحكم سكنه بالقرب من مدرسة الجيل المسلم بالسنطة فكان يختلط بانصار الجماعة فضلا عن الصلاة معهم بالمسجد المصنف أمنيا بأنه خاص بجماعة الإخوان الإرهابية.
وأضاف الطبيب الإخوانى المنشق أن الاختلاط بهم بدأ فى 2010 من خلال الجلوس معهم بالمسجد والتواصل معهم إنسانيا وزيارتهم وزيارته.
الطبيب المتبرئ من الجماعة يتحدث لليوم السابع
وأضاف "خفاجى" فى عام 2011، وعقب ثورة 25 يناير كان يأمل فى التغيير، وكان يتعامل مع القيادى الإخوانى إبراهيم زكريا، الذى كان يتردد عليه فى العيادة لجلسات العلاج الطبيعى وبدأ يحدثه عن أخلاقيات الجماعة والصعوبات التى تواجههم، مشيرا إلى أنه كان يتعامل معه إنسانيا وحدثه عن أهداف الجماعة "المزعومة" فى تطبيق الشريعة من خلال عدة آليات منها التغيير من خلال الأغلبية بمجلس الشعب ثم تغيير المجتمع وتعديل أفكاره وتنفيذ منهج إصلاحى متدرج، وهو ما جعله يقترب من الجماعة.
وأضاف "خفاجى": "بدأت فى السير على طريق الجماعة وانضممت لحزب الحرية والعدالة وعملت فى السياسة ولم أخض تجربة الانتخابات، بعد أن علمت أن أبناء الجماعة هم الأولى بهذه التجربة، ويتم تقسيم أعضاء الجماعة والتعامل معهم حسب درجة الانتماء وهو ما أثر فى نفسه بالسلب حيال سياسات الجماعة مع أعضائها.
وأضاف أنهم كانوا يعدون أبناء الجماعة المنتمين إليهم منذ عشرات السنين لانتخابات مجلس الشعب والمحليات أما المنضمون إليهم مؤخرا يتم تصنيفهم حسب درجة الانتماء، مؤكدا أن هذه كانت بداية نقطة التحول بالنظر فى أفكارهم.
الدكتور فوزى خفاجى ومحرر اليوم السابع
وأشار إلى أنه كان يتواصل مع أمانة الحزب بالسنطة ويحضر الاجتماعات الخاصة بهم وكان يحمل توكيلا للمعزول/ محمد مرسى للمرور على اللجان الانتخابية ووضع صورته على سيارته وعرفه أبناء السنطة بأنه "إخوانيا، كما صوت فى انتخابات مجلس الشعب لصالح مرشحى التنظيم الإرهابى، وأثناء ذلك اكتشف محاولة الجماعة السيطرة على كل أجهزة الدولة، متخفيين تحت شعار "بالمشاركة لا بالمغالبة" وهو مالم يشاهده على أرض الواقع.
كما أكد الدكتور فوزى خفاجى أنه شارك فى اعتصام رابعة العدوية مع أعضاء التنظيم الإرهابى من أبناء مدينته.
وتابع أنه رغم انضمامه للجماعة الإرهابية وكونه عضوا بها إلا أنه كان يواجه انتقادات من نجله، الذى خالفه الرأى فى سياسة وخطة الجماعة وفشلهم فى إدارة الدولة، وعملهم لتحقيق مصالح الجماعة دون النظر لمصلحة الوطن.
لافتة الدكتور فوزى خفاجى على مدخل منزل
وأشار إلى أنه بعد ثورة 30 يونيو بدأ يواجه المشاكل خاصة بين المرضى المؤيدين للرئيس السيسي وأنصار مرسى وذكر على لسانه أنه فى إحدى المرات حدثت مشاجرة بين الطرفين داخل عيادته وطالبهم بعدم التحدث فى السياسة داخل العيادة، لافتا إلى أنه شعر بأن هناك تقسيم للمجتمع بناء على الانتماء، مؤكدا أنه حاول أن يثبت أنه ليس إخوانيا وهو ما دفعه لتعليق لافتة بالشوارع الرئيسية ليعلن فيها تبرأه من الجماعة.
وأضاف أنه قرر الابتعاد عن الجماعه بعد صدور حكم قضائى بأنها جماعة إرهابية وأنها المسئولة عن العمليات الإرهابية التى تشهدها البلاد وأصبحت الجماعة "شبهة" له ولأسرته، مؤكدا أن انتمائه فقط لأولاده وأسرته ولمصر وأنه يسعى بأن يكون عضوا نافعا لخدمة الوطن، مستنكرا تقسيم المصريين حسب انتماءاتهم، وأن مصر لن يحدث بها مثل ما حدث فى سوريا والعراق.
وأضاف قائلا: "حسيت إننى بتزنق فى نفق مظلم ولازم السمع والطاعة للأوامر"، مشيرا إلى ان هذا الأمر هو ما دفعه للقفز من مركب الإخوان.
وأكد الدكتور فوزى خفاجى أن له أصدقاء أقباط ودائم التواصل معهم ومقابلتهم، كما أضاف أن علينا أن نتحد لخدمة مصر وعدم الاقتصار على فريق بعينه وهو ما دفعه لاتخاذ خطوة إيجابية للتحرر من جماعة الإخوان، كما أكد أنه تعرض لهجوم شديد من اللجان الإلكترونية للإخوان على "فيس بوك" واتهموه بالخيانة بعد تبرئه منهم.
الطبيب المنشق يتبرأ من الجماعة
وأشار إلى أن جيرانه وأصدقائه اعربوا عن فرحتهم بتبرئه من الجماعة الإرهابية وهو ما دفعه لإعلانها بشكل رسمى للجميع أنه ليس منتميا للجماعة الإرهابية.
وطالب أبناء السنطة بمعاملته بشخصه وبحكم وظيفته وعدم اتهامه بأنه إخوانيا وأن يحاسب على حجم عطائه فى وظيفته ومجازاته حال ارتكابه خطئا.
كما طالب الطبيب المنشق شباب الجماعة بالابتعاد عن سياسة الفكر الواحد والتفكير والاستماع للرأى والرأى الآخر وتقييم الآراء المختلفة، بدلا من الانحياز لرأى الجماعة.
وقال الدكتور فوزى خفاجى": "حسيت بالراحة وإن هم كبير انزاح من قلبى.. وكنت خايف من مطاردات الأمن ويتقبض عليا فى أى وقت، مؤكدا أنه الآن يشعر براحة مطلقة بعد إعلان تبرئة من الجماعة الإرهابية وهو، أما أحمد نجل الدكتور فوزى "طالب" فأكد أن ما قام به والده هو خطوة عقلانية لحماية نفسه وأهل بيته، مؤكدا أنه كان يتحفظ دائما على اتجاهات الجماعة واقتصار قياداتها برأيهم دون غيرهم، وتصنيف المخالفين للرأى بالأعداء.
وأشار إلى أنه كان يجادل والده باستمرار فى فكر الجماعة وسعيهم الدائم للاستحواذ على مفاصل الحكم، معربا على سعادته بانفصال والده عن الجماعة الإرهابية، مطالبا بتغيير نظرة الناس لوالده بأنه إخوانيا، والتعامل مع كما كانوا فى السابق، حيث لاقت مبادره الدكتور فوزى خفاجى استحسان أبناء مدينة السنطة ولقبوه بالشجاع بعد تبرائه من سياسات الجماعة الإرهابية وما يفعله الإخوان من أعمال إرهابية تهدف للنيل من أمن واستقرار مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة