نجاح كبير أحرزته مصر على مدى الأيام الماضية، ونقلة نوعية فى مسار الأوضاع الفلسطينية، إذ يبدو أن سحابة التوتر والشقاق التى خيمت على القوى والفصائل الفلسطينية على مدار السنوات الأخيرة بدأت تنقشع، وانطلقت أشعة شمس القاهرة لتبددها وتنهى سنوات من الخصومة والبرود الذى أضر بالقضية والشعب الفسطينى أكثر مما أضر بالفصائل نفسها.
على مدى أسبوع من الاجتماعات واللقاءات، توصلت الأجهزة والمؤسسات المصرية من الوصول لتفاهمات واتفاقات إيجابية مع وفد حركة حماس، اكتمل الأمر بوصول وفد من حركة فتح نهاية الأسبوع، لتسفر هذه الجهود المصرية، واستعداد الفصائل الكبرى لإنجاز خطوة إيجابية لصالح القضية والشعب الفلسطينى، عن تحركات ضخمة ومهمة لرأب الصدع وتجاوز الخلافات القديمة، كان أبرزها إعلان حركة حماس عن حل اللجنة الإدارية بقطاع غزة، ودعوتها لحكومة الوفاق الوطنى لممارسة مهامها فى القطاع.
محمود-عباس
مصدر دبلوماسى: مصر ترحب بموقف فتح وحماس وتفاهمهما على أرض القاهرة
أكد مصدر دبلوماسى رفيع المستوى، ترحيب الدولة المصرية بموقف حركتى فتح وحماس الفلسطينيتين، وما أبداه وفدا الحركتين خلال زياتهما الأخيرة للقاهرة من تفاهم وحرص على الحوار الفلسطينى ـ الفلسطينى.
وشدد المصدر، فى تصريحات صحفية، اليوم الأحد، على أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص على وحدة الشعب الفلسطينى، والمساعى الإيجابية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، مؤكدا أن الدولة المصرية تدعم تلك المشاورات، وتستمر فى اتصالاتها مع الرئيس محمود عباس وكل القوى الفلسطينية، بما يخدم المصلحة العامة والقضية الفلسطينية.
حماس تعلن حل اللجنة الإدارية بغزة.. وتوافق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية
كانت زيارة وفد حركة حماس للقاهرة، التى امتدت على مدار الأسبوع الماضى، قد أسفرت عن إعلان وفد الحركة حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة لممارسة مهامها، والقيام بواجباتها فورا، إضافة إلى الموافقة على إجراء الانتخابات العامة.
وأكدت الحركة فى بيان صحفى اليوم، استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فى إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011، مشيرة إلى أن هذا الموقف يأتى استجابة للجهود المصرية التى جاءت تعبيرا عن حرص مصر على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وسعيا لتحقيق آمال الشعب الفلسطينى فى الوحدة الوطنية.
قيادات فتح وحماس
حركة فتح ترحب بقرار حماس.. والأحمد: سنعقد لقاءات مع الفصائل الموقعة على اتفاق القاهرة
على الجانب الآخر، رحب عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية ومفوض العلاقات الوطنية، باستجابة حركة حماس وإعلانها عن حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، ودعوة الحكومة لممارسة عملها فى القطاع، والموافقة على إجراء الانتخابات.
وأشار "الأحمد"، فى تصريحات صحفية، إلى اجتماعات مطولة عُقدت بين وفد حركة فتح المتواجد بالقاهرة مع المسؤولين المصريين، شهدت استعراض الجهود المتواصلة التى قامت بها مصر، وآخرها لقاءاتهم مع قيادة حركة حماس التى أسفرت عن إصدار الحركة بيانا صباح الأحد، أعلنت فيه قرارها بحل اللجنة الإدارية التى سبق أن شكلتها فى غزة، ودعوة حكومة الوفاق الوطنى للعودة لممارسة أعمالها الطبيعية فى القطاع، والموافقة على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وأضاف عضو اللجنة المركزية لـ"فتح"، أنه سيتم عقد اجتماع ثنائى بين فتح وحماس، يعقبه اجتماع لكل الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة بتاريخ 5 مايو 2011، من أجل البدء فى الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق بكل بنوده، باعتبار هذه الخطوة تعزيزا لوحدة الصف الفلسطينى وإنهاء للانقسام البغيض الذى دفع الفلسطينيون ثمنا غاليا له.
وعبر "الأحمد" عن التقدير العظيم لدور مصر، التى تواصل دون كلل أو ملل، ورغم الصعاب التى واجهتها مسيرة بلورة اتفاق المصالحة والتفاهمات اللاحقة، العمل على تحقيق هذا الهدف بإنهاء الانقسام، وتكريس كل الجهد الفلسطينى باتجاه تعبئة الطاقات لحماية القضية والعمل على تحقيق أهداف الشعب الفلسطينى بإحلال السلام العادل من خلال إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وفق قرارات الشرعية الدولية، متابعا: "الأيام المقبلة ستشهد خطوات عملية ملموسة، تبدأ باستئناف حكومة الوفاق الوطنى عملها وفق القانون فى غزة كما هو فى الضفة، من أجل استكمال الجهود للتخفيف من معاناة أهل القطاع والعمل على رفع الحصار الظالم المفروض عليهم".
منسق الأمم المتحدة للسلام: جهود مصر صنعت زخما إيجابيا.. وعلى الجميع اغتنام الفرصة
حالة التوافق التى نجحت مصر فى إحرازها بين الحركتين الفلسطينيتين كان لها صدى واسع، فمن جانبه رحب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط، نيكولاى ملادينوف، ببيان حماس الأخير الذى أعلنت فيه حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، والسماح لحكومة التوافق الوطنى بتحمل مسؤولياتها فى غزة.
وأثنى "ميلادنوف"، بحسب بيان صادر عنه اليوم، على السلطات المصرية وجهودها الدؤوب لخلق هذا الزخم الإيجابى، داعيا كل الأطراف لاغتنام هذه الفرصة والعمل الجاد لاستعادة الوحدة وفتح صفحة جديدة للشعب الفلسطينى، مشددا على استعداد الأمم المتحدة لدعم الجهود المبذولة فى هذا الصدد، وأهمية أن يتم معالجة الوضع الإنسانى الخطير فى غزة، خاصة أزمة الكهرباء باعتبارها أولوية أولى.
محمد-دحلان
محمد دحلان يرحب بموقف حماس.. ويؤكد: مصر الأحرص والأوفى لفلسطين
القيادى الفلسطينى البارز والنائب فى المجلس التشريعى محمد دحلان، قائد تيار الإصلاح فى حركة فتح، رحب من جانبه بموقف حركة حماس وقرارها بحل اللجنة الإدارية بقطاع غزة، استجابة لمطلب الوحدة الوطنية، بعد الجهود المصرية التى أثبتت موقف القاهرة الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وتمنى "دحلان"، بحسب بيان صحفى صادر عنه، استجابة الجميع لهذه الخطوة المقدرة تجاه الوحدة الوطنية، خاصة الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعدما تم سحب كل الذرائع من قبل حماس، مشددا على أن دور التيار الإصلاحى فى فتح سيبقى مستمرا فى تحمل مسؤولياته تجاه أبناء الشعب الفلسطينى.
علم-فلسطين
وأكد محمد دحلان، أن ما يحدث يبرهن على دور مصر الثابت تجاه القضية الوطنية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مصر التى قدمت آلاف الشهداء فى معارك الشرف على أرض فلسطين، كانت وما زالت الأحرص والأوفى للقضية، وبرهنت فى كل مرة على أن دوافعها فى ذلك هى قوميتها وانتصارها للعروبة، ودفاعها عن مصالح الأمة كلها، مشيرا فى السياق ذاته لدور القيادى الفتحاوى سمير المشهراوى خلال اجتماعاته بوفد حماس خلال الأيام الماضية، داعيا حركة حماس لإبداء كل المرونة المطلوبة لإنجاز المصالحة الوطنية الشاملة.
خريطة-فلسطين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة