بعد ثلاثة عشر عامًا من الحرب، التى ادعتها الولايات المتحدة فى أفغانستان بأنها ضد تنظيم القاعدة، وضد الإرهاب أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما انتهاء العمليات العسكرية فى أفغانستان وتقليل عدد القوات العسكرية الموجودة فى كل من العراق وأفغانستان، فقد كان عددهم عندما تولى السلطة فى 2009 مايقرب 180 ألف جندى أمريكى، وتم تخفيضهم إلى حوالى 15 ألفا وإعادة نحو %90 من القوات الأمريكية إلى الولايات المتحدة مع إبقاء نحو 13 ألف جندى من القوات الأمريكية والدولية التابعة لحلف شمال الأطلنطى (الناتو).
حتى يقوموا بتدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة اللازمة لهم وقد أشار إلى أن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان سيبدأ فى منتصف 2011 وخلال هذه المدة تتأكد الإدارة الأمريكية من أن أفغانستان لن تكون مأوى آمنًا للقاعدة وأنها تمكنت من شل قدرتها على شن هجمات ضد الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان.
وهو ما أكدته الباحثة مروة محمد عبدالحميد عبدالمجيد، فى دراستها التى حملت عنوان: «التغيير والاستمرار فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر»، حيث ترى أن الرئيس السابق أوباما قد تمكن فى تحقيق نجاح كبير فى أفغانستان من خلال توجيه ضربات وقائية إلى أفغانستان باعتمادها على المعلومات الاستخباراتية، حيث تمكن من اغتيال زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، التى أخفقت إدارة بوش من القضاء عليه، ولكن على الرغم من هذا النجاح الذى أحزرته إدارة أوباما وجه إليها الكثير من الانتقادات، حيث أدى ذلك إلى حدوث أزمة كبيرة فى علاقة الولايات المتحدة مع باكستان بسبب عدم استشارتها أو التنسيق معها فى مهمة الاستهداف، حيث لم تقتصر إستراتيجية أوباما على الاغتيال السرى فقط وإنما لجأت إلى استخدام الطائرات دون طيار فى أماكن عديدة فى أفغانستان وباكستان للحد من انتشار تنظيم القاعدة وحركة الطالبان فى الحدود الأفغانية الباكستانية، فضلا عن الكثير من الاستهدافات الخاطئة، التى تضرر من جرائها العديد من المواطنين، الذين تعرضوا لقتل وتخريب ممتلكاتهم وفى النهاية لم تتمكن إستراتيجية أوباما فى حربه على العراق وأفغانستان من تحقيق هدفها المتمثل فى القضاء على تنظيم القاعدة، بل سببت التعاطف معهم وتصوير الولايات المتحدة بالقوة المعتدية، مما دفع أوباما على إدخال المزيد من التعديلات فى إستراتيجيته فى حربه على أفغانستان والتى تمثلت فى- إنشاء صندوق السلام- التفاوض مع حركة طالبان وإعادة دمج مقاتليهم فى المجتمع الأفغانى على أن يتخلوا عن سلاحهم وخروجهم من ميدان المعركة من خلال المنح المالية، التى تقدمها لهم الولايات المتحدة، حيث الكثير من الأفغانيين قد انضموا إلى صفوف طالبان بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية فى أفغانستان.
المبحث الخامس: إستراتيجية الأمن القومى الأمريكية 2015
لقد أدرك الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أهم التحديات التى تواجه الأمن القومى الأمريكى، وقام بتحديد الخطوط العريضة لإستراتيجيته الأمنية 2015 على النحو التالى:
● قيادة التحالف الدولى من أجل هزيمة وإضعاف تنظيم داعش مع العمل مع الحلفاء لمعالجة أسباب ظهور القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية (الفقر والجهل والتطرف واللامساواة) فى باكستان والصومال وأفغانستان، فضلا عن التأكيد على الدور الأمريكى فى تدريب القوات العراقية ودفع العملية السياسية وتدريب المعارضة السورية لتأمين وزن مقابل للإرهابين ووحشية نظام الأسد.
● زيادة ميزانية البنتاجون إلى 534 مليار دولار، بالإضافة إلى 51 مليارًا لتمويل الحرب.
● نشر المزيد من القوات فى منطقة آسيا والمحيط الهادى ردا على الصعود الصينى.
● أولوية التعاون مع الحكومة الاتحادية فى العراق من أجل مكافحة الإرهاب.
● دعم أمن الخليج من خلال الاستثمار والتنسيق مع شركاء الولايات المتحدة الإقليمين وحول العالم، فضلا عن تسليح المعارضة السورية من أجل الحملة الجوية، التى يشارك فيها أكثر من 60 دولة لتحجيم داعش.
● لقد أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تخطت التواجد الفعلى فى أفغانستان والعراق إلى مواجهة مخاطر المجموعات التابعة للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية والمليشيات المحلية والمتشددين المحليين.
● السعى لتعزيز الاستقرار المالى العالمى والعمل على دعم مطالب الشعوب بالديمقراطية ودعم حقوق الإنسان ومحاربة الفساد ودعم النظام العالمى الليبرالى، الذى خدم العالم فى العقود السبعة الماضية.
● التأكيد على دعم العمل الجماعى ضد المخاطر، التى تهدد المصالح الوطنية الأمريكية.
● استكمال إعادة التوازن فى آسيا والباسيفك بوجه الصين من خلال نسج تحالفات فى المنطقة، لاسيما مع دولة الهند حتى تصبح قوة عسكرية موازية للقوة العسكرية للصين، وذلك لأن التعاون مع الصين قد أصبح مشوها بسبب عملية التحديث العسكرى للصين.
● توسيع الاستثمارات الأمريكية فى أفريقبا والانفتاح على كوبا كجزء من الانخراط الأعمق مع المحيط الحيوى فى الأمريكيتن.
● التأكيد على ضرورة العمل الاستباقى لمنع دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية من إبداء العدائية، وذلك من خلال الدبلوماسية وتعزيز الالتزام الأمنى مع الحلفاء وفرض تكاليف على هذه الدول، وعلى مستوى الحروب المحلية.
● التفاوض السلمى مع إيران من أجل الوصول إلى تسوية سلمية لبرنامج إيران النووى. غدا إن شاء الله نواصل طرح الخطط الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.. والعالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة