تخيل!! فى عز ما مصر كلها تتحدث منذ أكثر من ثلاث سنوات عن الأهمية القصوى لقضية إصلاح الخطاب الدينى، لإدراكنا الشديد لأهمية أنه قد حان الوقت لأن نفهم ديننا السمح فهماً صحيحاً وحقيقياً بمنتهى الوعى والتجرد، يخرج علينا أحد أساتذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر العريقة، ويحمل للأسف درجة الدكتوراه، بفتوى شاذة وغريبة يبيح فيها للزوج معاشرة زوجته المتوفاة فيما أسماه «بمعاشرة الوداع»، والمؤسف حقاً فى مثل هذا الكلام الذى يثير الاشمئزاز أنه صادر عن عالم ينتمى لأكبر وأهم مؤسسة دينية على مستوى العالم العربى والإسلامى، والتى من المفترض بها أن تكون القدوة والمثل فيما يتعلق بنشر الثقافة الدينية الحقة التى ترتقى بفكر وأخلاق وسلوك المجتمع كله، لقد حار المرء والله فى إدراك السبب الحقيقى وراء عدم تمكن أجهزة الدولة حتى الآن من إيجاد الآليات التى تستطيع بواسطتها أن تمنع ظهور مثل هذا الهراء على الناس من آن لآخر، يا سادة إن بناء الدولة الحديثة يتطلب منا أن تعى الجهات المسؤولة أنه قد آن الأوان لاستبدال هذا الفكر الشاذ والمريض الذى كان الحلقة الأخطر فى ما زلنا نعانيه من سلوك متطرف وإرهاب جبان، بفكر سمح وراق يقوده علماء أجلاء يدركون الاحتياجات الحقيقية للوطن.. ويبقى السؤال الأهم.. ما هو رد الجهات المعنية على مثل هذه السموم؟ هل ستكتفى فقط ككل مرة برد مضاد لهذه الفتوى من الأزهرالشريف لحين ظهور فتوى شاذة أخرى؟ أم ماذا؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة