موقف موحد اتخذته دول العالم وكذلك منظمة الأمم المتحدة، يرفض بشكل كامل مسألة انفصال "كردستان العراق" عن الدولة الأم، الأمر وصل إلى حد تحذيرات أوربية، لكن دولة واحدة فى العالم فقط تقف مؤيدة لمطالب الانفصال، ألا وهى "اسرائيل" على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذى قال إن بلاده تدعم ما اسماه بـ "الحق الشرعى" للأكراد فى إقامة دولة مستقلة، وهى التصريحات التى تأتى بعد أخرى مماثلة قالها نائب رئيس أركان الجيش الاسرائيلى السابق يانير غولان فى واشنطن.
السؤال الذى يطرح نفسه اليوم هو لماذا تؤيد اسرائيل هذا الحق دونا عن العالم؟، والإجابة بسيطة، هو أن الدولة الصهيونية دعمت منذ الستينات هذه المطالب، من باب إضعاف الدولة العراقية التى وقفت لسنوات طويلة موقفا قويا تجاه دولة اسرائيل والقضية الفلسطينية.
العلاقات ربما بدأت مع الحرب "العراقية – الكردية الأولى"، والتى وقعت ما بين 1961 و1971، حين قاد مصطفى برزانى، والد رئيس الاقليم الكردى الحالى حربا فى مواجهة الدولة طلبا فى الانفصال، حينها لم يمانع "البرازانى" الأب فى استقبال كافة أشكال المساعدات الإسرائيلية فى حربه هذه.
أرسلت إسرائيل مساعدات للأكراد سواء أسلحة خفيفة أو مستشارين عسكريين من الموساد، وكذلك مجموعة من الأطباء لدعم الحرب الكردية ضد الدولة العراقية.
أطباء اسرائيليين فى "كردستان" أثناء الحرب العراقية الكردية الأولى
رئيس الموساد الاسرائيلى السابق، مائير عاميت نفسه زار كردستان العراق، مع عدد من خبراء الأمن فى الموساد، لمناقشة خطط الحرب ضد العراق، وهى الخطط التى نجحت عبر تطور أسلوب الهجوم النوعى، واستهداف حقول النفط فى كركوك، وتطور العمليات العسكرية.
لكن لم تقف الأمور إلى هذا الحد، فبعد الهزيمة الكبرى للعرب عام 1967، زار مصطفى برزانى القيادى الكردى وعدد كبير من القيادات الكردية إسرائيل، وناقشوا خطوات تصعيد الحرب الكردية ضد الدولة العراقية، وهى الزيارة التى تخلدها الصور، فبينما كانت إسرائيل تغير على المدن العربية وتقتل العشرات من أبناء الشعوب العربية كل صباح، كان مصطفى برزانى يقف مصافحا موشيه ديان، متلقيا كل الدعم منه.
مصطفى البرزانى فى منزل موشيه ديان
مصطفى البرزانى فى قاعدة عسكرية إسرائيلية
قيادات كردستان مع موشيه ديان
رتبة عسكرية إسرائيلية اهداء من موشيه ديان للبرزانى
لم ينقطع التواصل الإسرائيلى الكردى طوال سنوات، لكنه بدأ فى الظهور إلى العلن من جديد بعد غزو العراق، ففى سنة 2004، وعلى خطى والده، بينما كانت الانتفاضة الفلسطينية تشتعل، زار مسعود برزانى إسرائيل، والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيريل شارون، وهى الزيارة التى لم ينفها حين تم سؤاله عنها بعدها بعامين خلال زيارة للكويت، بل رحب أيضًا بافتتاح قنصلية اسرائيلية فى عاصمة الإقليم أربيل.
عراقى كردى يقرأ نسخة من مجلة إسرائيل كرد فى أربيل عام 2009
فى عام 2014 صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بحق إقامة الأكراد لدولتهم، وقال إن الأكراد شعب مقاتل أثبت التزامه السياسى واعتداله، كما أنهم يستحقون استقلالهم السياسى".
لا يتوقف الأمر عند هذه النقطة، فاللوبى الصهيونى فى واشنطن، وهو واحد من اللوبيهات المؤثرة بشكل كبير فى السياسة الخارجية الأمريكية، لا يتوانى طوال الوقت لدعم مطالب الانفصال، عبر تنظيم مظاهرات يمتزج فيها دوما العلم الكردى بالعلم الإسرائيلى.
مظاهرة إسرائيلية داعمة للأكراد
مظاهرة داعمة للأكراد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة