أكرم القصاص

حرب الدعاية الكاذبة بين واشنطن وبيونج يانج

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مهما كان التصعيد بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لا يتوقع أن تصل الأمور للحرب، لكن الأزمة تكشف عن ضعف المعلومات المتاحة لدى الولايات المتحدة بشأن حجم السلاح ومستوى التقدم التكنولوجى لدى بيونج يانج، بل حتى عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى كوريا الشمالية، وأن الصورة البلهاء التى يصدرها الإعلام الغربى عن نظام حكم جون جونج أون تفتقد إلى الكثير من الدقة، بيونج يانج دائما ما تعلن أنها ترد بتفجيراتها وصواريخها على استفزازات أمريكية، بل إنها تقول إنها ترد عمليا على تقارير تشير إلى أن أسلحة بيونج يانج مجرد هياكل فارغة.
 
أجرت بيونج يانج 3 تجارب لقنابل نووية انشطارية من عام 2006، وفى يناير 2016 أعلنت أنها أجرت أول تجربة ناجحة لـ«قنبلة هيدروجينية»، واجهت بعض التشكيك حتى أجرت تجربتها الثانية قبل أيام، وأتبعتها بصاروخ أبعد مدى تجاه اليابان.
 
امتلاك بيونج يانج تكنولوجيا نووية وصاروخية فضلا عن تكنولوجيا الاتصال والتوجيه يشير إلى درجة من التقدم العلمى والتكنولوجى، ويرد على تقارير قدمت كوريا الشمالية على أنها دولة قاحلة من أى تقدم. وقد لايكون امتلاك السلاح وحده كافيا كمؤشر للتقدم، لكن من الواضح أن الصورة التى تقدمها أمريكا والإعلام الغربى عن كوريا الشمالية ناقصة ومختلة ولا تعبر عن الحقيقة وأقرب لدعاية بلا معلومات.
 
ثم إن بيونج يانج تعتبر تجاربها دفاعية فى مواجهة تهديدات واستفزازات الولايات المتحدة واليابان، وكوريا الجنوبية، وتقول إن الدول التى تهاجم بيونج يانج، تمتلك ترسانات نووية، وأمريكا هى أول وآخر دولة تستخدم السلاح النووى، فى هيروشيما ونجازاكى. وأن اليابان كانت أول وآخر ضحايا سلاح امريكا النووى.
 
بيونج يانج ترد على تقارير الإعلام الأمريكى عن صعوبة الحياة فى جمهورية كوريا الشمالية، وأن أغلبية مواطنيها يعانون الفقر، وأن كيم جونج أون متفرغ لتصفية قيادات الحزب والجيش، وأنه أعدم قريبه لمجرد أنه لم يصفق بحرارة فى أحد الاجتماعات، بينما يرد الأخير عبر حربه الدعائية بصور له وهو يداعب مواطنيه ويسير بينهم فى سلام وانبساط.
 
ولا شك أنه لا يمكن لدولة بهذا الفراغ الذى تصوره أمريكا أن تجرؤ على تحدى أمريكا، ويتحدث جونج أون عن قرب التوازن مع القوة الأمريكية، وهو توازن لم يتحقق حتى فى ذروة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى.
 
واضح أن حرب الدعاية بين أمريكا وكوريا الشمالية تتسم بالمبالغة من كلا الطرفين، جونج أون يؤكد أنه يرد على استفزازات الولايات المتحدة، بينما ترامب قد يرى أن تصريحات أون تنتقص من الهيبة الأمريكية.
 
وتضع بيونج يانج فى اعتبارها مواقف الصين وروسيا وسعيهما لعدم الوصول إلى حرب نووية تهدد الجميع. لكن الأزمة تعكس أيضا فى جزء منها الحرب التجارية بين أمريكا والصين، ولهذا أشار ترامب إلى أن الصين لم تقم بدورها المتوقع فى مواجهة بيونج يانج، بينما ترى الصين أن على واشنطن أن تتوقف عن الاستفزازات.
 
هى جولة من حرب متعددة الأطراف تمثل الدعاية فيها الجزء الأكبر، ولا يتوقع أن تنتهى أو تصل للحرب، والدعاية تحمل الكثير من الكذب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة