أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

وثيقة سرية لحماية الأمن القومى الأمريكى

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معروف أن استراتيجية الأمن القومى التى أصدرتها إدارة أوباما 2010 أكدت أهمية الأبعاد غير الأمنية «كالاقتصاد والبيئة والطاقة وأمن الفضاء الإلكترونى ومواجهة الأوبئة» وإعطاء أهمية للقضايا غير التقليدية مثل التغير المناخى، والأوبئة وغزو الفضاء والدبلوماسية والعلم والتكنولوجيا والطاقة والقيم العالمية وتحديات استغلال المشاعات العالمية، حيث إن استراتيجية الرئيس أوباما تمثل مفارقة جوهرية عن استراتيجية الرئيس بوش فقد أحدث نقله فى استراتيجية للأمن القومى من العسكرة إلى الاهتمام بعناصر القوة الشاملة والتأكيد على العلاقة العضوية بين المكون المحلى والمكون العالمى فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكى، ولأول مرة يحتل المكون العالمى «المؤسسية والقانونية والنظام الدولى» هذه الأهمية فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية، حيث تم عولمة الأمن القومى الأمريكى، ليصطبغ بالصبغة العالمية فقد تمكنت استراتيجية أوباما من الخروج من أحداث 11 سبتمبر وبدأت تتفاعل مع الواقع العالمى كما هو وهو ما أكدته الباحثه مروة محمد عبدالحميد عبدالمجيد فى دراستها التى حملت عنوان «التغيير والاستمرار فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر وبالتالى لا يمكن القول إن استراتيجية أوباما هى استمرار لاستراتيجية بوش الابن بل مثلت مفارقة كبيرة عنها سواء فى تعاملها مع مفهوم الأمن القومى وإصدار استراتيجية متكاملة الأبعاد مع فرض قيود على عملية توجيه الضربات الاستباقية وإنهاء الحرب فى كل من العراق وأفغانستان.
 
كما أنه أيضا لا يمكن القول بأنها تمثل قطعية مع استراتيجية بوش الابن وعدم وجود عناصر مشابهة فمازالت أسلحة الدمار الشامل التى تمتلكها الجماعات الإرهابية تمثل خطرا كبيرا على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، ومازالت تحتفظ بحقها فى العمل الانفرادى ولم تتنازل عن حقها فى توجيه ضربات استباقية كما مازالت تحافظ على تفوقها العسكرى وتعزل إيران وكوريا الشمالية وتكافح التطرف وتعمل ضد طالبان والقاعدة فالتحدى واحد وهو مكافحة الإرهاب ولكن الاختلاف يمكن فى طبيعة مواجهة التحدى فقد استخدمت إدارة بوش الابن الأدوات العسكرية وحق الولايات المتحدة فى توجيه الضربات الاستباقية والعمل الانفرادى من أجل مكافحة الإرهاب، أما إدارة أوباما قد رأت فى التحالفات واصطباغ النظام العالمى بالمؤسسية وحكم القانون والتأكيد على حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية الأسلوب الأمثل فى مكافحة الإرهاب وهذا ما تأكد من خلال التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
 
> التأكيد على أهمية التكنولوجيا غير ملوثة وتكنولوجيا النفط، وأنها ستصبح المنتج الأول للنفط والغاز بسبب ما تشهده الولايات المتحدة من طفرة فى إنتاج النفط الصخرى وهذا سيمكنها من الاعتماد على إنتاجها المحلى بشكل أكبر والاستغناء عن النفط المستورد من الخارج مع حرص الولايات المتحدة على استمرار تدفق نفط الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية باعتباره ذا أهمية حيوية وقد كان هذا البند فى الاستراتيجية الجديدة بمثابة الإعلان عن عصر مصادر الطاقة الأجدد والأنظف ولكن دون تغير فى منظور أهمية نفط شرق الأوسط. ونجد أنه فى استراتيجية الأمن القومى لأوباما 2015 حدث تحول فى العلاقات الأمريكية تجاه إيران وروسيا فنجد أن الولايات المتحدة تريد تلطيف العلاقات مع إيران وتوجيه خطاب عدوانى تجاه روسيا.
 
وقد تحدثت الوثيقة على ضرورة احترام القيم العالمية فى الولايات المتحدة وفى أنحاء العالم عبر العديد من الخطوات التى تمثلت فى ضرورة المحافظة على العيش وفق أعلى مستويات المعايير الممكنة للقيم فى داخل البلاد، القيام بكل ما هو ضرورى لحماية المواطنين وجعل الحلفاء فى أمان، إعطاء المثل والقدوة الجيدة فى مواجهة الفساد وذلك بالتزام تطبيق معايير المحاسبة والحكم الشفاف والصالح، قيادة المجتمع الدولى لمنع الاعتداء على حقوق الإنسان والردّ على الأعمال الوحشية ضد البشر.
 
ملامح التحول فى الاستراتيجية الجديدة : لقد استخدمت الاستراتيجية الجديدة مصطلح إعادة التوازن والتركيز على منطقة شرق آسيا والباسيفكى وقواه الآسيوية الصاعدة القوية فقد تصدرت هذه المنطقة المرتبة الأولى فى أولويات الولايات المتحدة، ولكن هذا لا يعنى أن الولايات المتحدة قد حذفت منطقة الشرق الأوسط من حساباتها فمازالت لديها بعض الأهمية فقد أشارت الوثيقة إلى منطقة الشرق الأوسط فى حديثها عن قضية الإرهاب والنفط والأمن والاستقرار وقد حددت الوثيقة أهم أولويات الولايات المتحدة التى تتمثل فى:
 
إعادة التوازن فى آسيا والباسيفك إلى الأمام.
التأكيد على العلاقات مع أوروبا وحلف الناتو.
تأمين الاستقرار فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما أكدت الوثيقة الأهمية الاستراتيجية للصين والمنطقة المحيطة بالصين ولكن هذه الأهمية الاقتصادية قد دفعت الولايات المتحدة بإقامة علاقات أمنية مع العديد من دول شرق آسيا والباسيفكى من الفلبين إلى أستراليا وهذا ما عرف بمحاصرة الصين بعلاقات مع جميع هذه الدول لاسيما منها الصغيرة كفتنام وإندونيسا وماليزيا ودول كبيرة مثل اليابان والهند.
غدا إن شاء الله نواصل طرح الخطط الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط والعالم العربى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة