بخسائر مفتوحة فى ميادين القتال داخل سوريا والعراق، وفى انحسار واضح لنفوذ التنظيم الإرهابى، بدأ "داعش" تحركات مكثفة لنقل رؤوس أمواله إلى دولا أوروبية بخلاف تركيا، بالتزامن مع فرار عناصره إلى الأراضى الليبية فى محاولة لإعادة ترتيب صفوفه بعد الهزائم المدوية التى تلقاها فى المدن السورية والعراقية المختلفة.
وفى الوقت الذى تواصل فيه القوات السورية بالتنسيق مع نظيرتها الروسية عملياتها ضد التنظيم، كشفت تقارير استخباراتية بدء "داعش" عمليات لنقل رؤوس أمواله وعوائد بيع السلاح والنفط الذى كان يتم سرقته إلى دولا أوروبية.
تنظيم داعش
وقبل يومين، كشف دميترى فيوكتيستوف، نائب وزير الخارجية الروسى للشئون الأمنية فى تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الروسية، أن التنظيم بدأ يتكبد خسائر فادحة فى الأراضى السورية، الأمر الذى دفعه إلى نقل أمواله من سوريا والعراق إلى دولا أجنبية لتكون بمثابة نقطة انطلاق بديلة يشن من خلالها العمليات الإرهابية التى ينفذها الذئاب المنفردة فى عواصم أوروبا.
وقال المسئول الروسى: "فى السابق، تحدثنا عن أن داعش يراكم الأموال فى الأراضى الخاضعة له، لكن الآن، يبدأ التنظيم الذى على ما يبدو يشعر بهزيمته المؤكدة الوشيكة وفقدان جميع الأراضى التى قد استولى عليها، يبدأ بتحويل الأموال فى اتجاه عكسى أى إلى دول أجنبية، بما فيها أوروبا".
وتابع: "من الواضح، أن تلك الأموال ستصرف على دعم خلايا داعش هناك وتنفيذ عمليات إرهابية فى تلك الدول".
وتشير تقديرات استخباراتية غربية إلى أن تنظيم داعش فقد قرابة 90% من الأبار النفطية التى كان يسيطر عليها سابقا، غير أن تلك التجارة لم تتوقف بالكامل، ما يعنى أن أطرافا معينة لاتزال تشترى النفط منهم. ولا يزال التنظيم يسيطر على حقلى التنك والعمر النفطيين الواقعين فى ريف دير الزور الشرقى، واللذين ينتجان ما لا يقل عن 25 ألف برميل نفط يوميا.
آبار نفط
وقال المسئول الروسى: "فى واقع الأمر، أعلن التنظيم الإرهابى الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والنقود النحاسية كعملته الوحيدة المسموح بها فى التداول العام على الأراضى المسيطرة عليها".
وبحسب تقارير روسية سابقة، يحاول تنظيم داعش الاستثمار داخل أوروبا من خلال بنوك فى الشرق الأوسط وقال فيوكتيستوف: "لقد قدمنا للأمريكيين أسماء محددة لبنوك من الشرق الأوسط كدليل على صحة أقوالنا، وهذه البنوك تستثمر الأموال فى بلدين أوروبيين".
وأضاف: "كان لدينا معلومات مسبقة حول محاولات تنظيم داعش للاستثمار فى العقارات فى نيويورك وتركيا"، مشيرا إلى أن مسلحى التنظيم يحاولون تعويض خسائرهم من خلال التجارة فى المعادن القيمة، حيث استولوا على منجم لاستخراج الفوسفات ومصنع لإنتاج حامض الفوسفوريك فى العراق، أما فى سوريا فقد استولوا على العديد من مصانع الأسمنت وبعض الشركات الأخرى".
وبحسب تقديرات استخباراتية غربية، ودراسة سابقة أعدها معهد إلكانو الملكى الأسبانى للأبحاث، فإن أعداد عناصر داعش العائدين إلى 12 دولة أوروبية يقدرون بأكثر من 1500 عنصر، حيث أن 210 أشخاص عادوا من مناطق القتال إلى فرنسا، التى شهدت سلسلة من الهجمات الإرهابية خلال العامين الأخيرين.
كما عاد إلى بريطانيا 450 متطرفا من جملة 850 سافروا للالتحاق بالتنظيمات المتطرفة فى الشرق الأوسط. وتأتى ألمانيا فى المرتبة الثالثة أوروبيا من حيث الملتحقين بتنظيمات متطرفة، حيث سافر 820 شخصا، عاد منهم 280، بحسب الدراسة.
وبحسب الدراسة نفسها، سافر من السويد 300 متطرف إلى سوريا والعراق، بينما عاد منهم ما يقرب من نصفهم، فيما عاد إلى النمسا 50 متطرفا من أصل 300 ذهبوا للمشاركة فى القتال بسوريا والعراق، وعاد إلى هولندا 45 متطرفا من أصل 280، بينما عاد إلى بلجيكا 120 من أصل 278. فيما التحق من إسبانيا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وفنلندا مجتمعة حوالى 635 شخصا بالتنظيمات المتطرفة، عاد منهم 212 شخصا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة