تقدمت سلسلة محلات ألعاب الأطفال الشهيرة فى الولايات المتحدة Toys R Us بطلب لإعلان إفلاسها مساء أمس الاثنين بعد معاناة لسنوات من أجل دفع مليارات الدولارات من الديون، ولكى تظل موجودة فى عصر التسوق الإلكترونى.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، قالت الشركة إن متاجرها التى تبلغ عددها حوالى 1600 فرع فى شتى أنحاء العالم، ستظل تعمل كالمعتاد وأنها ستعمل مع المستثمرين من أجل معالجة ديون تقدر بحوالى 5 مليارات دولار.
وقال دايف براندون، الرئيس التنفيذى، للمجموعة فى بيان "إن اليوم يمثل فجر عهد جديد فى المجموعة، حيث نتوقع أن القيود المالية التى أعاقتنا سيتم معالجتها بشكل فعال ودائم".. وأضاف أنهم واثقين فى أن تلك هى الخطوات الصحيحة لضمان أن تبقى سلسلة المحلات التى تمثل أيقونة تبقى لأجيال عديدة.
وبحسب ما أفاد موقع قناة الحرة، فإن وسائل إعلام أمريكية سبب الإفلاس إلى نجاح المواقع الإلكترونية وبالأخص أمازون، في تقديم منتجات أقل سعرا من مثيلاتها في متاجر Toys R Us التقليدية، إضافة إلى تباطؤ النمو بمراكز التسوق الكبيرة.
أحد فروع المحل الشهير
ولم تنجح محاولات براندون الذى تسلم مهامه فى 2015 لجعل تجربة التسوق أكثر إمتاعا، إذ بلغت خسائر المتاجر فى الربع الأول من العام الحالى حوالى 164 مليون دولار. ولم تحقق Toys R Us التى فتحت أبوابها فى 1957 مكاسب سنوية منذ 2013.
وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن تلك الشركة ظلت على مدار عقود الأبرز فى مجال بيع لعب الأطفال بالتجزئة، مع محل ضخم فى ميدان تايمز بنيويورك وأيقونة الزرافة جيوفرى الشهيرة. وفى عام 2006، قامت بشراء منافستها فاو شوارتز، لكنها أغلقت فى النهاية متجر نيويورك الشهير مشيرة إلى ارتفاع التكاليف.
وأوضحت الصحيفة أن التقدم بإعلان الإفلاس، الذى يعد الأحدث فى سلسلة من الإعلانات المماثلة البارزة هذا العام، ياتى فى أعقاب موسم تسوق هام خلال العطلة يحقق نصف مبيعات التجزئة السنوية. ويمتلك Toys R Us الآن ثلاث شركات وهى شركتى الأسهم الخاصة كولبيرج كرافيس روبرتس وباين كابيتال، وشركة فورنادو رالتى ترست العقارية، والتى قامت بشرائها مقابل 6 مليار دولار عام 2005.
ومن بين الأسباب التى تحدثت عنها الصحيفة لأزمة شركة الألعاب الشهيرة، أن الألعاب أصبحت تمثل أولوية أقل للعديد من الأطفال والمراهقين الذين يفضلون شراء أجهزة الهواتف الذكية والتابلت أو التطبيقات والآلعاب على أجهزتهم عن شراء الألعاب التقليدية. ويقول أغلب تلك الفئة أن الإنفاق على تلك الأجهزة أصبح أمرا مهما لهم.
بينما لفت موقع "يورو نيوز" إلى أن الآباء والأمهات يقبلون على اقتناء ألعاب جديدة وهدايا فى فترة عيد الميلاد بشكل كبير، خاصة عن طريق الإنترنت حيث يصل عددهم إلى نحو 87%. والسبب يكمن فى سهولة البحث والاختيار والتسليم السريع والمضمون، فضلا عن العروض الخاصة. وتحتل شركة "أمازون" المرتبة الأولى عالميا فى مجال التسوق عبر الإنترنت فى الوقت الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة