أكرم القصاص

«سيلفى» رجم إبليس.. الحج فى زمن السوشيال

السبت، 02 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يعد الأمر مدهشا، نحن فى زمن «السوشيال ميديا»، أن تتحول الشعائر الدينية إلى صور وفيديو لايف، ونتفرج على بعض أصدقائنا وهم يتفننون فى التقاط ونشر «سيلفى» فى الحج منذ الاستعداد وكل خطوات السفر، والتلبية، والإحرام، الطواف والسعى، سيلفى مع الكعبة ومقام إبراهيم فى عرفة والمشعر الحرم ومنى، وصولا إلى سيلفى «رجم إبليس»، بالطبع فإن الشيطان لا يظهر فى الصورة، لكن يظل حاضرا ورمزا لكل الشرور، أحدهم نشر صورته وهو يبتسم ويرمى بحصاه فى عين الشيطان، وعلق له صديقه متسائلا: «ياترى مين فيكم الشيطان؟». 
 
سيلفى رجم الشيطان ينقلنا لانفعالات بعض الحجاج الطيبين، ومنهم من لم يكتف باستعمال الحصى الصغير فى الرجم، وقرر رجم إبليس بالحذاء، وآخر انفعل وهو يرجم، ووجه شتائم لإبليس بالأب والأم، وعندما نبهه جاره عن عدم جواز السب رد عليه: «وهل إبليس قريبك؟». 
 
سيلفى الرجم أو سيلفى الكعبة، هو جزء من نشاط عام على مواقع التواصل التى أصبحت جزءا أساسيا من حياة الكثير من البشر، يحبون أن يشاركوا الآخرين الشعائر والعبادات، كانت بدايات نشر الصور مع النجوم والمشاهير ممن كانوا يحرصون على نشر صورهم بملابس الإحرام فى الحج، مع الوقت أصبح المشاهير موضوعا للصور ويطلب منهم الحاج أن يلتقط لنفسه صورا معهم، يسارع بنشرها على صفحته كنوع من الافتخار. 
 
بعض شركات السياحة التى تقدم حجا فاخرا انتبهت لهذه الفكرة، وبدأت فى استخدام النجوم كجزء من عملية التسويق للحج السياحى، هناك من يستعد لدفع ثمن الحج السياحى الفاخر، ويتشجع أكثر عندما يكتشف أن معه نجوما مشاهير يلتقط معهم الصور ويمضى معهم وقت الفريضة، فالشركات من صالحها أن تحصل على أعداد متزايدة، وتستخدم كل سبل الترويج والتسويق، ومنها النجوم، ولا مانع من استضافة الشركات لعدد من النجوم فى كافة المجالات سنويا ليمثلوا أدوات ترويج حية، ولا تهتم الشركات بجدل يقوم عن مدى قبول الحج وسط هذه الدعاية، ولا يعنى هذا أن كل النجوم والمشاهير يسافرون مجانا للحج، ومنهم من يصر على سداد تكاليف الرحلة كاملة، لكن البعض يجدها فرصة لتأدية الفريضة بشكل متكرر، ويقبل أن يكون فقرة إعلانية، وهى أمور تفتح بابا لجدل لا ينتهى، وفتاوى يختلف فيها الفقهاء، وقد صدرت فتاوى تحلل السيلفى أمام الكعبة، ولا تعتبره من نواقض الحج، بينما أخرى تؤكد أنه مكروه.
 
وبمناسبة صدور فتاوى حول تحليل أو تحريم التقاط السيلفى أثناء الحج، ففيها جزء إيجابى لأنها تتعلق باجتهاد فيما لم يرد فيه نص، وأيضا لم يكن موجودا فى عهد الرسول، عليه الصلاة والسلام، وهو ما يفتح الباب للمزيد من الاجتهادات فيما يجد من الأمور الأكثر جدية، لكن الأهم من كل هذا أن عالم السوشيال ميديا، أصبح شريكا للبشر فى كل خطوة، حتى لو كانت أكثر اللحظات الدينية خصوصية، وأيضا من أدوات الترويج والتسويق، وهى أمور ربما لم تكن ترد على عقل إبليس.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة