"أنا مكنتش أقصد أقتل أبنى، كنت عايز أعلمهم الأدب، الشيطان والمخدرات السبب، زياد مات ومش هشوفه تانى".. بهذه الكلمات روى "سيد . ح" كيف قتل نجله زياد البالغ من العمر 9 سنوات، وأصاب شقيقه مصطفى 5 سنوات بإصابات بالغة بالجسد.
تفاصيل الواقعة يرويها المتهم "سيد ح" 28 سنة، سائق توك توك، مقيم بعزبة أبو كيلة التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية، فى التحقيقات التى باشرها محمد الحمصى وكيل نيابة مركز بنها.
بدأ المتهم يبكى فى بداية اعترافاته قائلاً: "ضيعت ولادى ونفسى بسبب المخدرات، أنا عايش فى شقة أنا ووالدى، وكنت بقوم برعاية أولادى زياد ومصطفى، خاصة أنى قمت بتطليق والدتهم منذ سنوات، وكنا نعيش حياة مستقرة، وبشتغل على توك توك، لكن ظروف المعيشة صعبة، وشغلى مش بيكفى طلباتهم، لأن طلباتهم كتيره لا تنتهى".
وتابع سيد خلال التحقيقات، أنه يتعاطى المخدرات، وأنه كان يريد أن يكون أولاده أفضل منه، لأن نشأ فى أسرة فقيرة، وعانى طيلة حياته، حتى بعد زواجه تحمل مسئولية طفلين بمفرده.
وأضاف المتهم أن أولاده زياد ومصطفى، كانا دائمى اللهو فى الشارع، وأنهما دائما يطلبان منه أموال، وكان يعتدى عليهما بالضرب، كى يشعرا بالمسئولية، ليكونا أفضل منه، مضيفا: "الشارع جعلنى متعاطى للمخدرات"، وردد المتهم: "مخدرات والكيف بيكلوا الفلوس ودا مزاج مقدرش استغنى عنه.. كنت باضربهم كل ميطلبوا فلوس، لأنى كنت بوفر لهما كل متطلباتهما".
وتابع المتهم: "كنت لا أريدهم مثلى، لذلك كنت بقسوا عليهم، وأضربهم، لأنهم كانوا أشقياء وعلى طول يلهون بالشارع" .
وأضاف المتهم: "يوم وقفة العيد طلب منى زياد اشترى لهم لحمة، وبالفعل اشتريت، وكانوا فرحانين أوى، ويوم الحادث خرجت لأحد أصدقائى، وتعاطينا المخدرات احتفالا بالعيد، ثم عدت للمنزل لم أجد أولادى فاستشط غيظا، وقالت لى والدتى إنها أعطتهما 50 جنيها عيدية،وبالبحث عنهما وجدتهما بالشارع، لعب الشيطان برأسى، وقررت تأديبهما، فأتيت بعصا خشبية "شومة"، وأدخلتهما حجرة، وبعدما أقروا بصرف الـ50 جنيها على شراء لعب ابتهاجا بالعيد، زاد غيظى منهما، لأنى كنت أريدهما يتحملان المسئولية، ولا يختلطان بأحد بالشارع.
وتابع: "أغلقت الحجرة، وبدأت أضرب فيهما خاصة زياد، لأنه من صرف الفلوس، وكان دائما يريد أن يذهب لوالدته، ويتهمنى بالقسوة، ولم أشعر بنفسى أثناء ضربى له، ولا أنصاع لتوسلاته، وكان بيقولى خلاص يابابا آخر مره هموت"، ولكن المخدرات جعلتنى لا أسمعه ولا أدرى بشئ، حتى سقط مغشيا عليه، وسط بركه من الدماء".
واستطرد المتهم فى اعترافاته: "لم أكتفى بذلك، قمت بضرب مصطفى على رجليه، وعلى جسده، وعندما قال لى زياد أخويا بينزف دم، زياد مات، فى هذه اللحظة وقفت صامتاً، ورميت الشومة، ولم أدرك ما ذا حدث، فقمت بوضع "مصطفى" أسفل السرير، وهددته بالقتل، لو تكلم، وخرجت أنادى على الجيران لينقذونى، مدعيا أن زياد سقط من أعلى السطح على السلالم، فتجمع الأهالى، ولكنهم لم يصدقونى، لأنى كنت معتاد على ضرب أولادى وهم يعلمون ذلك، فاتهمونى بقتله خاصة أن جثة زياد كانت مليئة بالإصابات، وفتشوا المنزل حتى وجدوا مصطفى أسفل السرير، وحكى لهم ما حدث، فقامت الأهالى بضبطى وتسليمى لرجال الشرطة.
وأكد المتهم أنه نادم على ما ارتكبه مع نجليه، وأنه لم يقصد قتل أحدهما بل تأديبهما، مرددا "زياد وحشنى.. مش هعرف أشوفه تانى.. ضيعت أولادى ونفسى بسبب المخدرات وقسوتى".
كان اللواء محمد توفيق حمزاوى مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارا من المقدم محمد سعيد رئيس مباحث مركز بنها، بورود بلاغًا من الأهالى بقيام أب بقتل نجله بشومه، وإصابة الآخر بكسر فى الحوض.
وبالفحص والتحرى تبين أن المتهم "سيد ح" 29 سنة عاطل، وشهرته "سيد حنتيرة"، مقيم عزبه أبو كيلة التابعة لمركز بنها، ضرب نجله "زياد" 8 سنوات بشومة على رأسه أودت بحياته، وأصاب الآخر "مصطفى" 5 سنوات، بكسر فى الحوض، بسب إنفاقهما 50 جنيها، احتفالا بالعيد.
وبعد تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة، وقال، إنه كان يريد تأديبهم وليس قتلهم، وبإرشاده ضبطت أداة الجريمة، وتحرر محضرا بالواقعة رقم 41993 جنح مركز بنها.
وأثبتت تحريات مباحث مركز بنها، أن المتهم ارتكب الجريمة تحت تأثير المخدرات، وأنه مشهود له بسمعة سيئة، هو وشقيقه المحبوس على ذمة إحدى القضايا حاليا، وأن الطفلين يعيشان معه، بعد طلاق زوجته.
انتقل على الفور فريق من النيابة العامة بمركز بنها، إلى بلده عزبة أبوكيلة التابعة لدائرة المركز، لمعاينة مسرح الجريمة وتبين من المعاينة المبدئية، العثور على جثة الطفل "زياد" ملقاة على الأرض وسط بركة دماء أسفل سرير حجر بمسكنه، وشقيقه بجانبه مصاب بكسر فى الحوض، وبعض الكدمات بأنحاء متفرقة بالجسد، وتباشر حالياً النيابة العامة التحقيق مع المتهم، وقرر محمد الحمصى وكيل نيابة مركز بنها، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة