استكمالا لكشف حقائق هؤلاء الذين يخرجون مع كل مصيبة تواجه البلاد، ليغرسوا أنفسهم فى قلبها، ومحاولة استثمارها لمصالحهم الشخصية بشكل أو بآخر، فإننا نتناول اليوم وفى المقال السابع، حقيقة هؤلاء الحقوقيون الذين خرجوا فى مسيرات تضامنية مع الشاب الإيطالى ريجينى، وهاجموا الحكومة المصرية، وبعثوا برسائل للجانب الإيطالى عن تورط الأجهزة الأمنية المصرية فى الجريمة، وطالبوا السائحين بعدم زيارة مصر، ولم يكتفوا بذلك بل سافر وفد ضم كلا من: خالد على، والدكتور عمرو حمزاوى، وعماد مبارك، وبهى الدين حسن، ورامى رستم، وأحمد عزت، ومعتز الفهيرى، وعبدالتواب علاء الدين، وأمير عبدالحميد، وأحمد سميح، ومحمد زارع، إلى روما، وذلك للمشاركة فى اجتماع مع منظمة RESEAU Fondarc، المعنية بحقوق الإنسان، وذلك يوم الجمعة 19 مايو 2017.
والحقيقة أن الوفد ركز كل جهوده على صب البنزين على نار الخلاف بين القاهرة وروما، وإذا حاول البعض تبرير الزيارة وإبعادها عن دوائر شك إشعال الأزمة، فمن حقنا طرح السؤال، ما هو السر الدفين الذى يدفع 11 ناشطًا سياسيًا يحملون كل الكراهية لمؤسسات الدولة، وتحديدًا المؤسسة العسكرية للسفر والاجتماع مع منظمة مشبوهة فى إيطاليا بلد ريجينى؟! خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن من بين هؤلاء اثنين تصدرا المشهد السياسى عقب ثورة 25 يناير، الأول عمرو حمزاوى، عضو مجلس الشعب فى برلمان الإخوان، الذى لعب دورًا بارزًا ومحوريًا فى الدفع بالجماعة للسيطرة على كل قصور ومقرات السلطة فى مصر، وشارك فى مؤتمر «الفضيحة» لمناقشة كيفية مواجهة خطة إثيوبيا لبناء سد النهضة، وأُذيع على الهواء مباشرة، كما تبنى خطة تشويه ثورة 30 يونيو، ووصفها بالانقلاب العسكرى فى المراكز البحثية والصحف الأجنبية، والثانى خالد على الذى يسير عكس اتجاه اهتمام المصريين، وصاحب موقعتى «تايتانك» أمام نقابة الصحفيين، و«رفع الأصابع بشكل وقح» أمام محكمة مجلس الدولة، وهو محمول على الأكتاف عقب الحكم بمصرية «تيران وصنافير»!!
وبعيدًا عن المزايدات، ونظريات المؤامرة، تعالوا نناقش الأمر بهدوء، وبآليات المنطق، وأدوات العقل، والاعتراف مبدئيًا ومن خلال ممارسة على الأرض، بأن الـ 11 ناشطًا مصريًا المشاركين فى اجتماع المنظمة المشبوهة بإيطاليا، يتبنون فقط الهجوم على النظام، واعتباره يمثل الفاشية العسكرية، والتشكيك فى المؤسسات المصرية، والدعوات المستمرة للمظاهرات الفوضوية، ودعم جماعات وتنظيمات إرهابية، وحركات فوضوية، وهذا أمر يدعو تلقائيًا للشك والريبة، إذا وضعنا فى الاعتبار أيضًا أن إيطاليا بلد «ريجينى»!
ومن خلال المعلومات المؤكدة، فإن أجندة الاجتماع ناقشت أمرين جوهريين، الأول قضية الحرية والديمقراطية، والتحريض الواضح والصارخ ضد الدولة المصرية، والمطالبة بضرورة تدخل دول الاتحاد الأوروبى للضغط على مصر بكل الوسائل، تحت دعوى وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر، سواء الاعتقالات دون سند قانونى، أو التعذيب فى السجون، أو القبض العشوائى، ثم والأهم الادعاء بأن هناك اختفاء قسريًا، وهى أمور تصب فى إدانة مصر بشكل أو بآخر فى مقتل الشاب الإيطالى «ريجينى».
وزعم عمرو حمزاوى، وخالد على، وبهى الدين حسن، تحديدًا أن هناك اضطهادًا للأقليات فى مصر، وتناميًا للعنصرية، لذلك طالبوا الدول الأوروبية بالضغط على مصر إلى الحد بالتلويح لقطع علاقاتها، وإيقاف المعاملات التجارية والسياسية مع القاهرة نهائيًا.
أما الشق الثانى الذى ناقشه النشطاء الـ11 مع المنظمة المشبوهة فى روما، فهو كيفية توظيف حالة الغضب فى الشارع من الغلاء، وزيادة الأسعار للخروج فى مظاهرات ومسيرات يمكن استثمارها لشحن الصدور بالغضب، واتهام الحكومة بالفشل، على أن تسير هذه الخطة جنبًا إلى جنب مع خطة نشر الشائعات، والهجوم المنظم ضد النظام والحكومة، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، والمطالبة بالخروج فى ثورة جديدة، لإزاحة النظام الحالى.
النشطاء المصريون كانوا سعداء من نتائج الاجتماع مع المنظمة المشبوهة، واتفقوا فيما بينهم على ضرورة عدم الإدلاء بأى تصريحات متعلقة بما دار فى الاجتماع، لحساسية المصريين من مثل هذه الاجتماعات مع منظمات حقوقية فى الخارج، وارتباطها بصورة ذهنية سيئة معلقة على جدران ذاكرة المصريين.
كما اتفق النشطاء على تكثيف الاجتماعات، شريطة أن تكون خارج الحدود المصرية، مع الوعد بضرورة أن تغلفها السرية الشديدة.
وعندما تسرب خبر الاجتماع لوسائل الإعلام، خرج عمرو حمزاوى منتفضًا ومرتبكًا، وهاجم على صفحته بـ«تويتر» نشر الخبر، واتهم الصحف بأنها أمنية، وهنا لا بد لنا أن نسأل الخبير الاستراتيجى والناشط الحقوقى فى بلاد العم سام: ما السر وراء مثل هذه الاجتماعات؟ وما هى الفائدة العظيمة التى ستعود على الوطن، اللهم إلا فوائد شخصية من تمويلات ودعم لا محدود؟ وهل النضال والترنم بالحرية والديمقراطية ومواجهة الظلم لا تنطلق إلا من الاجتماعات بمنظمات مشبوهة فى الفنادق والمنتجعات السياحية فى قلب أوروبا وأمريكا؟
ولماذا انزعج الخبير الاستراتيجى عمرو حمزاوى، الذى ارتدى كل العباءات الملونة بألوان الطيف السياسى، من الحزب الوطنى، للناشط الثورى، والإخوان، والليبرالية، مما نشرته الصحف عما دار فى الاجتماع مادمت تظن حضرتك ورفاق دربك أن النضال ضد مصر من فنادق أوروبا؟
الحقيقة أن عمرو حمزاوى ورفاقه لا تهمهم مصلحة الوطن، وأن كل ما يهمهم فقط تحقيق مصالح شخصية من مغانم الشهرة والمال والجلوس فى مقاعد السلطة، ولا غضاضة فى أن يجتمعوا وينسقوا الجهود مع كل أعداء مصر على كوكب الأرض، ثم يخرجوا على الناس باعتبارهم الثوريين والمناضلين وأصحاب الحقوق الحصرية للوطنية والانتماء، وأن أى معارض لهم يلصقون به اتهامات عميل الأمن، وعبد البيادة، والمطبلاتى!
ما ارتكبه عمرو حمزاوى، وخالد على ورفاقهما الحقوقيون، بالاجتماع مع منظمات مشبوهة تناقش أوضاعًا مصرية فى إيطاليا، بلد «ريجينى»، ثم إثارة قضايا التعذيب فى السجون والقتل والاختفاء القسرى بالباطل، إنما يحمل أهدافًا خبيثة، ويُعدّ جريمة كبرى تستوجب المحاسبة.
ونعيد طرح السؤال مرة أخرى، ما هو موقفكم وشكلكم أمام الناس بعد عودة العلاقات المصرية الإيطالية إلى دفئها من جديد وتجاوز أزمة مقتل الشاب الإيطالى؟!
أشارك السادة القراء فى الإجابة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة