لم يتبق الكثير من الوقت على انتخابات اليونسكو القادمة، فهى ستتم فى شهر أكتوبر المقبل، وفيها تنافس مصر بالسفيرة مشيرة خطاب على منصب الأمين العام، ولا يخفى على الجميع أن المنافسة فى هذه الانتخابات ستكون شرسة، فلدينا بجانب مشيرة خطاب اللبنانية فيرا خورى، والقطرى حمد بن عبد العزيز الكوارى، والفرنسية أودرى أزولاى، والصينى تيشان تانج، وبولاد بولبلوجى من أذربيجان، وفام سان تشو من فيتنام، وجان ألفونسو فونتيس من جواتيمالا، وصالح الحسناوى من العراق.
هذه المجموعة كلها تملك مراكز قوى وقدرة على صناعة تحالفات خاصة فرنسا ولبنان وقطر والصين، ومن الطبيعى، بعد مرور الوقت الطويل الذى قررنا فيه خوض هذه التنافسية أن تكون المؤسسات المصرية قد تحركت بشكل واضح ومحدد لاجتذاب أكبر قدر من 58 دولة التى لها حق الانتخاب.
وأتمنى أن نكون قد استطعنا أن نحشد للأمر بشكل جيد على المستوى العالمى، وأن يكون قطاع الثقافة الخارجية بوزارة الثقافة قد قام بدوره، مع أنه ظل فترة ليست قصيرة بدون رئيس، وهذا بالتأكيد ترك أثرا فى الإعدادات والتفيذ، لكن يمكن تدارك جزء من ذلك، وأرجو أن تكون وزارة الخارجية متمثلة فى سفارات مصر بالخارج قامت بدورها أيضا وعرفت كيف تقدم صورة إيجابية عن مصر وعن مشيرة خطاب فى هذا الشأن، وأن تكون رحلات مشيرة خطاب وزياراتها لكثير من الدول قد تركت انطباعا جيدًا لدى الآخرين.
نعم اقترب الوقت، لكن لايزال أمامنا جزء مهم منه، بل هو الجزء صاحب التأثير الحقيقى، حيث يمكن لنا أن نتحرك وأن نغلق جمع الثغرات وأن نشعر الجميع بأن مصلحتهم مع مصر وأن مشيرة خطاب قادرة على إدارة المنظمة الثقافية الكبيرة بكل حيادية واقتدار.
لا نريد أن نفشل نريد أن نعمل بجد على شىء ثم نحصل عليه، لم نعد نحب أن نسمع لحن التبريرات المرتبط بالتحالفات المضادة والتدخل الصهيونى والأمريكى فى الأمر، فالجميع يعرف أن البلغارية إيرينا بوكوفا تحدت كل ذلك، واستطاعت أن تحصل للفلسطينيين على جزء من حقوقهم رغم أنف إسرائيل وأمريكا وحلفائهما، إذا نستطيع نحن أن نفعل ذلك ونحقق رئاسة هذه المنظمة العريقة.
علينا أن ندرك جيدا أن العالم يتغير ولم يعد التاريخ وحده كافيا لتحقيق النجاح أو حتى الظهور بشكل مشرف، صار التخطيط الجيد والمثابرة والاهتمام بتفاصيل المهمة واختيار فريق حقيقى راغب فى النجاح هو السبيل الوحيد للوصول.
وأخيرًا على الساعين لتحقيق الحلم أن يدركوا أن اليونسكو ليست مجرد مكان أو منصب دولى نضيفه إلى سجلاتنا أو نلتقط الصور بجانب رؤسائه والعاملين به، بل هو مسؤولية كبرى تحتاج إلى اجتهاد كبير، خاصة بعد متابعة المديرة الحالية إيرينا بوكوفا، فقد أوضحت سنواتها الثمانية أن هذا المنصب قادر على صناعة أشياء كثيرة منها إرجاع الحق لأصحابه وجعل العالم أكثر تحملا وأقل قبحا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة