أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أمريكا ومؤامرة تفكيك العالم بمباركة العملاء فى المنطقة

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن هدف أمريكا الرئيسى تفكيك النظم الحالية وتغيير بنية المجتمعات وتهديد استقرارها، ولعل المثير للجدل ليس هذه الاتهامات، بل إن كارهى أكاديمية التغيير القطرية الأمريكية وبرامجها يرونها جزءاً من مشروع قطرى إخوانى هدفه السيطرة على أنظمة عديدة عبر تحريك شعوبها، فإذا ما تم هذا التناحر بين أطياف الشعب يأتى دور الدول الغربية بالتدخل لحماية الأقليات فيها وحمايتهم ونشر الحرية على ربوع الأرض، كما تقول «التقارير السوداء لأكاديمية التغيير القطرية الأمريكية»، وبذلك تتحقق زريعتهم فى احتلال تلك الدول، والانقضاض عليها كما حدث فى العراق وليبيا وغيرها من الدول التى تحدث فيها تلك التغييرات تحت زريعة التغيير للحرية والديمقراطية، ويأتى التدخل بأيدى تلك الدول ولا تحتاج موافقة عالمية ولا قرارات من مجلس الأمن الدولى، إنها مؤامرة كبرى تحاك بالدول العربية من وراء ستار الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.
 
 لقد استفاد الغرب والولايات المتحدة الأمريكية من التجربة العراقية والأفغانية وكلفتهم الكثير من القتلى والجرحى والمعدات العسكرية والمال الكثير، وبعدها تسببت زيادة التكلفة الحربية فى تأجيج الأزمة العالمية التى طحنت اقتصادها فوعت الدرس جيدا.
 
أرادت استغلال القوى التى تريد الحكم والتغيير فى الوطن العربى وتنشئ حالة من عدم الاستقرار وتتعاون مع تلك القوى لكى تنهار تلك الأنظمة، وبذلك تستطيع التدخل القانونى فى شؤونها الداخلية، أولا: لكى تقوم الدول الغربية أو الولايات المتحدة بمبادرة لتفكيك تلك الأنظمة سيكلفها الكثير من الأموال والأفراد والمعدات وأيضا تستعدى تلك الشعوب وستلقى مقاومة كبيرة من تلك الشعوب وربما تفشل الفشل الذريع.
 
فخلق الفوضى فى تلك الأنظمة العتيقة سيكلفها الكثير، وبذلك رأت أن الفوضى التى تحدثها من خلال الجماعات الرادكالية والليبرالية أقل كلفة من التدخل المباشر فى تدمير تلك الأنظمة، وهذا ما حدث فعلا على أرض الواقع فى دول الثورات الربيعية، فتلك الثورات أتت ثمارا لتحركات الدول التى تسعى لتحقيق الفوضى الخلاقة فى تلك الدول. 
 
ونعود للماضى قليلا عندما أعلن جورج بوش الابن أن يريد تغيير الأنظمة العتيقة فى الدول العربية وبدء بالعراق وكانت النية الاتجاه إلى سوريا وليبيا وغيرها من الدول، ولكن التجربة العراقية أرهقت الولايات المتحدة فكانت تلك الثورات الربيعية هى الحل لهلاك تلك الدول، وأن الخسائر الناتجة عن تلك الثورات سيتحملها الاقتصاد القومى لتلك الدول، ولن تتكلف الولايات المتحدة أى خسائر تذكر، التغيير القادم لحساب الدول الغربية وليس لحساب جماعة الإخوان المسلمين كما يتوهمون.
 
وهما يثور التساؤل، هل الولايات المتحدة والغرب لهما مصلحة استراتيجية فى تسليم السلطة لجماعة الإخوان؟ هل هناك توافق فى الرؤى بينها؟ هل هناك أهدافا مشتركة فى تلك الدول التى تنبهر بالربيع العربى؟ الإجابة لم تجد الدول الغربية ولا الولايات المتحدة الأمريكية بدا من التغيير فى تلك الدول سوى تلك الجماعات المنظمة والقادرة على التأثير فى مجتمعاتها، ولا يهمها الآن وفى تلك المرحلة من يستطيع التأثير على المجتمع فى التغيير.
 
لا يهم تلك الدول فى تلك المرحلة سوى إحداث التغيير فقط وهى تعلم أن شعوب تلك الدول لن تترك تلك الجماعات على سدة الحكم، بل ستحدث اضطرابات كبيرة وعميقة لصد تلك الجماعات، وهنا تأتى مرحلة الصراع الداخلى بين كل الأطياف فى تلك الدول وتنشأ نزاعات وصراعات لن تنتهى تشغل الشعوب على الأخذ بأسباب التحضر والتقدم.
 
لا يمكن تصور حسن نية الدول الغربية تجاه الدول العربية والإسلامية، لقد صرح وزير الخارجية الأمريكى إبان حربه على العراق للنظام العراقى أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على عودة العراق للعصور الوسطى أى عصور التخلف.
 
وهذا ما تسعى إليه الدول الغربية، تسعى أن تكون الدول الإسلامية والعربية سوقا استهلاكيا لها، وهذه مصالح اقتصادية بحتة، تعاون أى جماعة الآن مع الغرب فى تحقيق مقاصده الاستعمارية خيانة للعرب والمسلمون، وهو تعاون مباشر لاحتلال الدول العربية والإسلامية احتلال ناعما لا يكلفهم مالا ولا بنين فقط إثارة الاضطربات داخل تلك الدول وإحداث صراعات دموية بين أطياف تلك الشعوب العربية والإسلامية لجعل تلك الدول سوقا لها فى المستقبل.
 
لماذا تسعى الدول الغربية جاهدة لمشروعها الكبير وهو الشرق الأوسط الجديد؟ هل الدول الغربية تملك تصورا لذلك المشروع الكبير؟ بكل تأكيد تملك ذلك التصور.. إذا كانت تلك الدول تمتلك طاقة تمثل 80% من حجم الطاقة فى العالم أجمع، وهل هذه النسبة لا تمثل للدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية قيمة تستحق القتال من أجلها، وأن ما تملكه الدول العربية فى الشرق الأوسط يستحق القتال والتضحية، ففى الوطن العربى الكبير مخزون لحياة الحضارة الغربية لقرون من الزمان.
وغدا نواصل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة