لا تزال تداعيات تفجير مترو الأسبوع الماضى تسيطر على اهتمام الشرطة البريطانية التى استمرت فى حملات المداهمات والاعتقالات، وسلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على كيفية إلقاء القبض على أحد المشتبه فى تنفيذهم لهجوم الجمعة الماضية، وهو يحيى فاروق، الشاب السورى البالغ من العمر 21 عاما.
وأضافت الصحيفة أن رجلا بدا وكأنه "متشرد"، تبين فيما بعد أنه ضابط شرطة متنكر ألقى القبض على فاروق مساء السبت، من أمام مطعم "علاء الدين" للدجاج، وهو نفس المطعم الذى يعمل فيه للاشتباه فى تورطه فى هجوم بارسونز جرين.
لحظة إلقاء القبض على يحيى فاروق
ونقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن شاهد عيان قوله إن 3 رجال وامرأة اتضح لاحقا أنهم ضباط شرطة بملابس مدنية، أسقطوا الشاب السوري أرضا، قائلا: "الشاب كان يصرخ، والضباط كانوا يصيحون للحصول على تليفونه، وأعتقد أن هذا ربما لاحتوائه على معلومات مهمة، ثم طلبوا دعما بينما امسكوا به أرضا".
وقام بعدها أفراد فريق تحقيق طب شرعي، يرتدون ملابس وقائية بلف ذراعيه ورجليه بأكياس بلاستيكية، ومن ثم وضعوا عليه بدلة وقائية. وتم نقل المشتبه به في سيارة كانت كافة المقاعد فيها مغطاة بالبلاستيك.
وأضاف الشاهد "بمجرد رؤيتى لهم وهم يلفونه، عرفت فورا أن المسألة خطيرة".
وأوضحت صحيفة "الإندبندنت" أن حركة الزائرين للمطعم لم تتأثر وعادت إلى طبيعتها بعد اعتقال فاروق، حتى أنه من الصعب معرفة أن عملية اعتقال تمت أمامه لولا وجود وسائل الإعلام أمامه.
يحيى فاروق فى لندن
وأضافت أن اعتقال فاروق كان مفاجأة لكثيرين من زبائن المطعم الدائمين، بل كان مفاجئا لأصحاب "علاء الدين" الأشقاء الأربعة.
ونقلت "الإندبندنت" عن سليمان ساروار، أحد الأشقاء الأربعة قوله "الأمر غريب للغاية، فهذا أمر ليس معتاد".
وأوضحت أن سليمان لم ير عملية الاعتقال بنفسه، ولكن حكى له الموظفون التفاصيل وكيف رأوا رجل متشرد يلقى بالقبض على زميلهم ويعرف نفسه بأنه ضابط شرطة.
وكشفت صحف بريطانية مثل تليجراف عن تفاصيل شخصية عن المشتبه به، وهو منحدر من ريف دمشق، ويعتقد أنه هرب فى البداية إلى مصر، ومن ثم عبر إلى إيطاليا على متن قارب، ثم انتقل إلى بريطانيا.
وفي بريطانيا أقام فاروق مع المشتبه به الأول، وهو لاجئ عراقي، يبلغ من العمر 18 عاما، ضمن أسرة زوجين بريطانيين مسنين (بيني ورون جونز)، وهما معروفان في بريطانيا بخدماتهما الإنسانية، إذ ساهما عبر سنوات حياتهما بتنشئة مئات الأطفال الآخرين، وخصوصا اللاجئين الذين قدموا من مناطق الحرب والنزاع.
يحيى فاروق أثناء سهره
وقال معارف لفاروق لوسائل إعلام إنه لم يكن متدينا، ويعتقد أنه كان يعمل كموظف تسويق في ملهى ليلي، إضافة إلى الدراسة في كلية ويست تايمز.
ومن ناحية أخرى، أكد أقارب يحيى فاروق أنه "لن يقدم على إيذاء نملة" و"يحب" المملكة المتحدة.
وفي مقابلة مع محطة تليفزيونية عربية، قال شقيق فاروق وزوجته، وهما لاجئان سوريان يعيشان في هولندا، إن قريبهما المقبوض عليه "سيتم الإفراج عنه قريبا".
ومع ذلك، اعترفوا أنه في عام 2015 زار تركيا لرؤية أقاربهم، وتعرف تركيا بأنها طريق شائع للوصول إلى الأراضي التي تسيطر عليها داعش في سوريا.
يحيى فاروق
وقال شقيق فاروق "لقد صدمت من اعتقاله"، إنه طموح، يحب المملكة المتحدة ويدرس بهدف أن يكون صحفيا، لا أستطيع أن أصدق أن له علاقة بالإرهاب، أخي فقط مشتبه به، وأتمنى أن يتم الإفراج عنه قريبا ".
ونفى شقيق فاروق وزوجته أنه أصبح متطرفا بعد مقتل والده في سوريا، وأكدا أن الأب توفى فى مستشفى فى مصر بعد أن أصابه المرض.
وفي معرض شرح الطريق الذى قطعوه للوصول إلى أوروبا، قال الأقارب إنهم جميعا غادروا دمشق، عاصمة سوريا، في عام 2012 وانتقلوا إلى مصر.
وبعد مرور عام تقريبا، أخذ فاروق قاربا من مصر إلى إيطاليا قبل أن يبدأ رحلته إلى المملكة المتحدة، ووصل إلى بريطانيا في السادسة عشرة من العمر عندما وضع مع مقدمي الرعاية. وفي وقت اعتقاله كان يعيش بمفرده لمدة سنة في ستينس، فى مدينة سوري أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة