يترقب الملايين بجمهورية مصر العربية غد الجمعة، الاحتفال بـ رأس السنة الهجرية 2017 ، بعد أن أعلنت دار الإفتاء المصرية أمس عدم ثبوت هلال شهر المحرم لعام 1439 هجرية، ليكون غدًا الجمعة بداية العام الهجرى الجديد، وبذلك يكون يوم الأحد 1 أكتوبر هو يوم عاشوراء والذى يوافق الـ 10 من محرم .
هلال المحرم
الرؤية الشرعية لهلال محرم
وجاءت الرؤية الشرعية لهلال شهر محرم للعام الهجرى الجديد 1439 مخالفة لما أعلنه المعهد القومى للبحوث الفلكية، بعد أن أعلنت دار الإفتاء المصرية أن الخميس المتمم لشهر ذى الحجة 1438 هـ، لتعذر رؤية هلال شهر محرم 1439 هـ.
ويحتفل المسلمين بالعام الهجري الجديد، وحلول رأس السنة الهجرية 2017 بمناسبة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.
دار الإفتاء المصرية
دار الافتاء تعلن نتيجة استطلاع الهلال
وجاء بيان دار الافتاء: "استطلعَت دارُ الإفتاءِ المصريةُ هلالَ شهرِ المحرم لعام 1439 هجرية بعد غروب شمس يوم الأربعاء 29 من شهر ذى الحجة لعام 1438 هجرية الموافق 20 من سبتمبر لعام 2017 بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ فى أنحاء الجمهورية."
وتابع بيان الإفتاء " وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدم ثبوتُ رؤية هلالِ شهر المحرم بِالعَيْن المجردةِ، وأن أمس الخميس هو المتمم لشهر ذى الحجة، وأن أول أيام شهر المحرم هو غدًا الجمعة".
مفتى الجمهورية: الهجرة النبوية لم تكن مجرد حدث
فيما يقول الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ان الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة لم تكن مجرد حدث، إنما هو حدث مقصود من الله تعالى ومأذون فيه منه، كانت الهجرة منظومة من الدروس والحكم والعبر، والتضحية والعطاء، فلقد خلقت المسلمين خلقًا جديدًا، وحولتهم من الضعف إلى القوة، ومن القلة إلى الكثرة، ومن الذلة إلى العزة.
ومن دروس الهجرة هو بيان إخلاص المؤمن ووفائه لدينه، وكيف تحمل النبى وأصحابه إيذاء قريش لهم فى سبيل نصرة هذا الدين، فقد كانوا فى فتنة عندما أوذوا وعذبوا لأجله، ولما أذن الله لرسوله بالهجرة أصبحت فتنتهم فى ترك الأموال والأهل والوطن، لكن وفاءهم وإخلاصهم لدينهم ولربهم جعلهم أثبت ما يكونوا أمام هذه الفتن، ومع إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالهجرة تركوا الأهل والمال والوطن نصرة لدين الله، وهذا هو المسلم الحق الذى إذا أخلص لدينه لا يبالى بشىء إنما هدفه سلامة دين الله تعالى.
الهجرة تجسد معنى التوكل على الله
فالهجرة فى بدايتها كانت تجسد معنى التوكل على الله، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم متوكلاً على ربه تعالى، واثقًا من نصره، ويعلم أن الله كافيه وهو حسبه، متمثلاً قول الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا}، إلا أنه مع هذا التوكل قد أخذ بالأسباب، فأعد العدة للأمر ووضع الخطة له، وذهب إلى أبى بكر رضى الله عنه ليخبره بالأمر، وجهزوا الركب واختاروا الغار ودليل الرحلة، والبديل عن النبى فى فراشه، ومن يُحضر الطعام لهم وموعد الانطلاق الذى حدده رسول الله، وهنا تتجلى قيم الأخذ بالأسباب وعدم التواكل، وحسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واختيار أفضل الأسباب والسبل، وهذه دروس عظيمة للأمة الإسلامية لا فكاك لها من أن تحذو حذوها.
ومن الدروس التى يجب أن نقف عندها فى هذه الرحلة بيان قيمة الوفاء، هذه القيمة التى ربما غابت عن كثيرين، وفاء الصديق لصديقه، فقد كان أبو بكر -رضى الله تعالى عنه- نعم الصديق الوفى لصديقه، والصاحب الصادق، بل والمضحى بروحه وما يملك من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأينا أنه كيف كان يسبق النبى -صلى الله عليه وسلم- فى دخول الغار كى يجعل نفسه فداء له، وكيف جنَّد أمواله وأبناءه وراعى غنمه فى سبيل خدمة رسول الله فى هذه الرحلة الشاقة المباركة، وهذا هو الذى يجب أن يكون عليه حال المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة