تريد وزارة الآثار 500 مليون جنيه لكى ترفع من مستوى تأمين المناطق الأثرية، لكن للأسف الظروف ليست مناسبة وبالتالى هى مضطرة للصبر على الأوضاع الحالية حتى يأتى الفرج، أى أنها تريد أن تستمر فى حراسة تراث حضارى لا يقدر بثمن، باستخدام عصا مكنسة وخفراء الدرك، لأن الحكومة ليس لديها اعتمادات لشراء كاميرات مراقبة، لكن لديها أموال فقط لتغيير الأرصفة وطلاء الأسوار، الوزارة أيضًا تريد تدريب الموظفين وتطهير نفوسهم ليكونوا على قدر من المسؤولية والإدراك للأمانة التى يقومون عليها، هذه مصيبة أخرى، لأن الأصل فى هذه الأمور هو الاحترافية والنظام، وليس بها مكان لمثل هذه الشعارات العاطفية، لأن ثمن قطعة أثرية واحدة كفيل بموت أى ضمير وتلويث أى نفس تعرف أنه لا حساب على الإهمال أو السرقة العشوائية، وهذا الثمن أيضًا سيجعلنا نندم أننا لم ننفق الملايين الـ500 على التأمين، حين نتعرض للسرقة فى المرة المقبلة.