كرم جبر

مكارم الأخلاق ومساوئها!

الأحد، 24 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصلى وأصوم وأزكّى وحججت 6 مرات والحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأفهم الإسلام من فضيلة: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، «وإنك لعلى خلق عظيم»، وأعلم من أمور دينى القدر، الذى يمكننى من أن أسيّر الحياة، وأفعل الحلال وأتجنب الحرام، ولا أريد أكثر من ذلك حتى لا أتورط فى أمور، قد أتصور أنها صواب رغم كونها معصية.
 
أكثر من يسىء إلى الإسلام هم المسلمون أنفسهم، بإصرارهم على أن ينسبوا لديننا الحنيف أشياء ليست فيه، فالمسلم لا يريد من دينه أكثر من التحلى بأخلاق رسول الله، الذى بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق، وأولى صفاته الصادق الأمين، والصدق عكس الكذب والأمانة عكس الخيانة، وهاتان المشكلتان أساس البلاء، الذى يلم بأمتنا، ويشوه صورة الإسلام الصحيح أمام الآخرين.
 
المشكلة الكبرى هى توظيف الدين الحنيف لمطامع وأغراض شخصية، فمن يريد النصب على الناس، لا يتورع فى الاجتراء على الإسلام بما ليس فيه، ومن يبحث عن الشهرة الكاذبة، يفعل مثل كثير من الدعاة، الذين لا يمتلكون مؤهلات الإفتاء، وأهمها الدراسة فى الأزهر، ولو نظرنا حولنا لرأينا آلاف النماذج والأمثلة، لمن يسيئون للإسلام ويلحقون الضرر بالمسلمين.
 
أما الابتلاء الأكبر فهو الصراع السياسى على السلطة، وتوظيف الدين ليكون وسيلة للوصول إلى الحكم، ولم يدخل هذا الداء بلد إلا أفناه، وفجر بين أبنائه بحورا من الدماء، فكل المتقاتلين يزعمون أنهم ينفذون شريعة الإسلام، ويذبحون ويقتلون ويعتدون على المال والإعراض باسم الدين، مع أن جوهر الأديان هو الهداية ونشر المحبة والسلام، وليس القتل وإراقة الدماء.
 
لم يبعث النبى إلا ليتمم مكارم الأخلاق، فابتليت أمته بمساوئ الأخلاق، وأراد إنقاذ البشرية من الجاهلية، فتفنن بعضهم فى إغراق أمته فيما هو أسوأ من الجاهلية، وتحلى كثير من أبناء أمة الإسلام بالكذب والغدر والخداع، رغم أن رسولهم الكريم حثهم على الصدق والأمانة وعدم الخيانة.
لم تتحقق عظمة الإسلام بالسيف والقسوة، وإنما بالعقل والرحمة، وتثبيت الأخلاق الكريمة، ونشر التعاليم الصحيحة، وهذا عكس ما يحدث الآن، فنتراجع للخلف بدلا من السير للأمام، ونهيئ أنفسنا للمستقبل، بالعودة إلى الكهوف المظلة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة