الإدمان هو الانحصار داخل قيود رغبة أو احتياج معين، وقد تكون هذه الحاجة إلى مخدر أو نوع معين من الطعام أو للجنس أو لعلاقة عاطفية، فالإدمان لم ينحصر فى فكرة المخدرات وحسب إنما اتسع مفهومه ليشمل أى شىء أو شخص نتعلق به إلى الدرجة المرضية.
ووفقاً للدكتورة شيماء عرفة، أخصائى الطب النفسى، فيعد إدمان الحب أو العلاقات العاطفية من أقسى أنواع الإدمان لأنه لا يوجد عقاقير أو علاج معين تساعد الجسم على انسحاب المخدر منه، إنما إرادة الشخص وحدها هى الداعم والساند له للتخلص من هذه العلاقة المرضية.
وتشير أخصائى الطب النفسى إلى أن هناك نوعين من هذه العلاقات الإدمانية قائلة: "هناك إدمان الحب فى حد ذاته وعدم القدرة على العيش بالمفرد أو دون وجود حبيب أو شريك حياة، وهنا الشخص بمجرد الانفصال يشعر بأنها نهاية العالم ويبحث سريعا عن بدائل لأنه يدمن حالة الحب نفسها، وإن لم يجد تتحول حياته إلى دمار وانهيار ولا يستطيع وقتها أن ينجح فى أى مجال أخر من مجالات الحياة"، مضيفة: "حتى وأن وجد البديل سيظل مشغول بالحفاظ عليه ويتناسى أى شىء مهم آخر فى حياته لأنه بحاجة إلى الحب الذى يعتبر بالنسبة له حياة ولا يمكن العيش بدونه".
وتابعت: "وهناك نوع آخر من وهو إدمان الأشخاص وهنا لم تتوقف على الحبيب إنما إدمان وجود شخص بعينه فى حياتك سواء كان صديق زوج أو حتى أم أو أب، وهنا النوع الأصعب لأنه لا يوجد بديل فى حالة الانفصال أو حتى الوفاة، وعندها يقف الشخص فى صدمة ويعتبر فعليا أنها النهاية وتبدأ شكوكه الداخلية فعدم القدرة على الاستكمال فى الصعود، وربما يدفع هذا النوع من الإدمان صاحبة للانتحار".
وفى الحالتين يجب على المحيطين بذلك الشخص إذا لاحظوا هذه العلامات الإدمانية أن ينصحوه بالطبيب النفسى، لأن العلاج النفسى وحده القادر على تصحيح الأفكار لدى الشخص ودفعه لمقاومة إحساسه وتخطيه مثل هذه المراحل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة