وتؤكد الأرقام نجاح السفير البريطانى فى استخدام السوشيال ميديا لتكون ظهيرًا لمهامه الدبلوماسية فى مصر، فمثلاً صفحة السفارة البريطانية الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تمتلك 288 ألف و224 متابعًا، وليس هذا فحسب بل يتابع كاسن عبر حسابه الشخصى على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" 518 ألف متابعًا أغلبهم من المصريين الذين يتفاعلون مع تعليقاته.
أين سفاراتنا فى الخارج من السوشيال ميديا؟
هذا الحجم من التفاعل مع السفارة البريطانية يدفعنا لطرح تساؤل.. هل يوجد جون كاسن مصرى فى الخارج؟ أو بمعنى أكثر وضوحًا اهتمام بين السفارات المصرية بالتواصل مع مواطنى البلد المتواجد بها وليس الجاليات المصرية فقط، من هنا جاء بحث "اليوم السابع" عن صفحات السفارات المصرية على "فيس بوك" من أجل تقييم تفاعلها.
وتحت تقدير "ضعيف للغاية" جاءت نتيجة تقييم تفاعل صفحات السفارات المصرية بالمقارنة بنظيرتها الأجنبية داخل مصر، والملاحظات العامة التى كشفها البحث تتمثل فى غياب مفهوم توثيق الصفحات عن المسئولين فى السفارات المصرية وبناءً عليه قد ينتحل أى شخص صفة السفارة ويخاطب المصريين بالدولة أو مواطنى البلد الأجنبية باسم الدبلوماسية المصرية.
ومن الملاحظات البارزة أيضًا قلة التفاعل على الصفحات، واقتصار المنشورات على الأمور الرسمية تهنئة أو تعزية أو توضيح لإجراءات رسمية يخص الجالية المصرية فلا يوجد أى شىء مبتكر أو مختلف، وأغلب ما يُنشر يوجه للمصريين المغتربين باللغة العربية فقط، وليس هناك محاولات من قريب أو بعيد للحديث مع مواطنى البلد المضيف، وفى ظل هذا الأخطاء فى إدارة الصفحات يُصبح عدد المتابعين لنشاطها قليلة للغاية بكل تأكيد، هذا بخلاف السفارات التى لم تفكر فى إنشاء صفحاتها على مواقع التواصل من الأساس.
مفارقات وملاحظات
وعلى سبيل المثال تعتبر صفحة السفارة المصرية فى واشنطن على فيس بوك من الصفحات القليلة الموثقة للسفارات المصرية أو ربما تكون الوحيدة ورغم هذا لا يوجد عليها سوى 15 ألف و263 متابعًا علماً بأن التقديرات غير الرسمية تشير لتجاوز عدد المصريين والأمريكيين من أصل مصرى داخل الولايات المتحدة المليون شخص! وذلك بخلاف الأمريكيين الذى يفترض مخاطبتهم ومحاولة جذب انتباههم.
وعلى صعيد فكرة جذب الانتباه والابتكار، نجد مثلاً أن صفحة السفارة المصرية فى بيرتوريا "جنوب أفريقيا"، لم تلقى الضوء على انتقال اللاعب المصرى عمرو جمال لنادى بديفيست كأول محترف مصرى فى تاريخ الكرة بجنوب أفريقيا، رغم أن صفحات لسفارات أجنبية تستغل مثل هذه النقاط للتقارب مع الشعوب المضيفة لها.
ومن المفارقات اللافتة للنظر أيضًا، والتى تؤشر عن عدم وضع سفرائنا فى العالم قوة السوشيال ميديا فى حساباتهم، أن عدد متابعى صفحة السفارة المصرية فى كينيا 531 شخصا، بينما عدد متابعى صفحة السفارة الكينية فى مصر 1462 شخصا أى أن السفارة الكينية تتفوق على نظيرتها المصرية بثلاثة أضعاف تقريبًا، كما تتسم إدارة الكينية بالانتظام فى النشر على عكس الصفحة المصرية.
مقارنة بين عدد المتابعين
وبشكل عام فإن حتى الصفحات الموجود للسفارات المصرية تتميز بضعف الإدارة، وعدم التحديث بشكل مستمر مما يؤدى إلى قلة التفاعل على الصفحات سواء من المصريين أو غيرهم، وهذا ما يصب فى خانة قلة المتابعين وتناقصهم وليس زيادتهم، وفيما يلى عدد متابعى صفحات حملت أسماء السفارات المصرية بالخارج على موقع فيس بوك، وبالتحديد خارج نطاق الدول العربية على النحو التالى، وهم السفارة المصرية بالسويد 6 آلاف و877 متابعا، والسفارة المصرية فى بكين 2679 متابعا، وسفارة مصر فى برلين 4 آلاف و350 متابعًا، والقنصلية المصرية فى باريس 3 آلاف و575 متابعا، والسفارة المصرية فى أندونيسيا 837 متابعًا، والسفارة المصرية فى بودابست 1398 متابعًا، وسفارة مصر فى بريتوريا 1298 متابعا، وسفارة مصر فى سويسرا 267 متابعاً.
بينما على العكس تمامًا، ستجد صفحات السفارات الأجنبية تملك أرقامًا مرتفعة من المتابعين، لعدة أسباب أن أغلبها موثقة، ويقومون عملية التحديث باستمرار، ويخاطبون المصريون وجالياتهم فى نفس الوقت، ويلعبون على وتر ما يهم المصريين سواء فى مجالات الفن أو الرياضة أو الحوادث الاجتماعى، وفيما بيان بعدد متابعى 10 صفحات على فيس بوك لسفارات أجنبية فى مصر وهم:
السفارة الأمريكية ملايين و10 آلاف و442 متابعًا، السفارة الألمانية فى القاهرة 406 ألفا و602 متابعا، السفارة الهولندية 81 ألفا و62 متابعاً، والسفارة السويدية 23 ألفا و526 متابعاً، والسفارة الاسترالية فى مصر 14 ألفا و477 متابعا، والسفارة البلجيكية 11 ألفا و946 متابعا، والسفارة السويسرية 29 ألفا و740 متابعا، والسفارة الفرنسية 16 ألفا و200 متابعاً، السفارة البريطانية 288 ألفا و224 متابعًا، السفارة الروسية فى مصر 5 آلاف و720 متابعاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة