يعد التلمود أحد أهم مصادر التشريع اليهودية بعد (العهد القديم) و(المشنا)، بل ربما يحتل مكانة متقدمة عليهما فى بعض المسائل، وهناك تلمودان:أورشليمى وبابلى، وهما نتاج مدارس دينية يهودية عدة فى فلسطين وبابل (300-500م).
ذلك ما يتعرض له كتاب (فهم التلمود: مختارات مع مقدمات) لـ ألان كورى، أستاذ الدراسات العبرية واليهودية بجامعة وسكنكسين/ميلويكى بالولايات المتحدة الأمريكية، الذى تصدر ترجمته العربية لـ سامى محمود الأمام،استاذ ورئيس قسم اللغة العبرية وادابها بكلية اللغات والترجمة،جامعة الأزهر قريبا عن المركز القومى للترجمة تحرير آلان كونرى، ومن ترجمة سامى محمود الإمام.
يعرف الباحثون أن التلمود البابلى هو الأضخم حجمًا، والأكثر دراسة، والأفضل حظا، ويتضمن التلمود بشكل عام تشريعا قانونيا، ومنهجا أخلاقيا، وجملة من الطقوس وللشعائر الدينية ومقطوعات شعرية وصلوات وقصص تاريخية، وطرائف وحكايات شعبية وأساطير.
وفى هذا الكتاب سيجد القارئ والباحث، بعضا من أفضل الإسهامات باللغة الانجليزية لدراسة التلمود، التى ظهرت على مدى الأعوام الثمانين الماضية، وتمثل أبحاثا لنخبة من المثقفين، والهدف من ذلك هو المساعدة فى فهم الثقافة التى انبثق منها هذا المصدر التشريعى اليهودى.
تنقسم المواد التى تشكل لُب التلمود الى قسمين: يعرفان بالهالاخاة والهاجاداة: فالهالاخاة تتعلق بالأجزاء التشريعية، وهى الاستنباط المنطقى لأجيال من العلماء، وشكلت الهالاخاة أسلوب حياة اليهودى، أما الهاجاداة فتتعلق بالأقسام غيرالتشريعية وهى أقسام تتساوى فى أهميتها مع الأقسام الأخرى، وعلى الرغم من التناقض الحاد بين القسمين فإنهما تكملان بعضهما البعض، وتنبثقان من أصل واحد وتهدفان إلى الغاية نفسها، فلم يكن التلمود يتضمن فقط المحصلات الأخلاقية والتشريعية لبحوث المتعلمين، بل يتضمن أيضا الحكمة، والمعتقدات الخرافية لعامة الناس، وهو- بحسب المعتقدات اليهودية - ليس تشريعا وأدبا وحسب لكنه رابطة فريدة بين اليهود، ووثيقة روحية لا نظير لها، للحفاظ على الهوية اليهودية وسط كثير من المحن التى تعرضوا لها عبر التاريخ، ويعد التلمود لذلك بالنسبة لليهود واحدا من أعظم الكتب، وذلك على الرغم من زلاته أو أخطائه وافراطه فى التفاصيل، وافتقاره إلى الأسلوب والشكل إضافة إلى قوانينه التفصيلية وقيوده المذهلة.
جدير بالذكر أن المشنا تنقسم إلى أجزاء أو أبواب ستة وكل قسم ينقسم إلى فصول وكل فصل ينقسم إلى فقرات وترتب هذه الأقسام الستة على النحو التالى: "زراعيم" بمعنى بذور، وهو يتناول تشريعات الزراعة،"موعيد" وتعنى أعياد أو احتفالات، ويتناول الأعياد، "ناشيم" بمعنى نساء ويتناول تشريعات الزواج، "نيزقين" وتعنى أضرار ويتناول التشريعات المدنية والجنائية، "قوداشيم" بمعنى مقدسات ويتناول القرابين أو ما شابه ذلك، "طهاروت" بمعنى طهارات ويعالج الطهارة الشخصية والتعبدية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة