أصبح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أكبر الخاسرين عقب الانتخابات الألمانية التى أسفرت عن فوز أنجيلا ميركل لتصبح للمرة الرابعة على التوالى مستشارة للدولة الألمانية رغم محاولات "أردوغان" الفاشلة فى إسقاطها خلال فترة الانتخابات.
وقاد "أردوغان" عدة محاولات ضد "ميركل" وحزبها خلال الدعايا الانتخابية بهدف الضغط على الناخبين الأتراك من أجل خسارتها فى الانتخابات التى أسفرت عن فوزها فى نهاية المطاف.
أنجيلا ميركل
ودعا الرئيس التركى الناخبين الأتراك الموجودين فى ألمانيا أو خارجها بعدم التصويت لحزب "ميركل"، حيث ذكرت تقارير نشرتها مواقع المعارضة التركية إن أردوغان يحاول الثأر من موقف ميركل المعادى لحزبه خلال الدعاية لاستفتاء الدستور التركى المشبوه قبل أشهر، وذلك بتحريضه على افشال حزبها فى الانتخابات الألمانية المرتقبة.
رجب طيب أردوغان
وقال "إردوغان" أدعو كل أبناء تركيا فى ألمانيا عدم التصويت لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى والحزب الديمقراطى الاشتراكى وحزب الخضر لكونهم جميعها أعداء لتركيا، مطالبا بالتصويت لصالح الأحزاب السياسية التى ليست فى عداوة مع تركيا.
وعقب فوز "ميركل" ستسعى المستشارة الألمانية من أجل حرمان "أردوغان" من الانضمام لدول الاتحاد الأوروبى، وقال المتحدث باسم المفوضية، عقب دعوة "ميركل" لوقف محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبى، إن تركيا تتخذ خطوات ضخمة تبعدها عن أوروبا وهذا يجعل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى مستحيلا".
فوز ميركل
غير أنه أكد أن أى قرار بشأن إنهاء المفاوضات المتوقفة بالفعل منذ فترة يتطلب موافقة الدول الـ 28 دول الأعضاء، وليس بروكسل.
فى غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن تجاهل ألمانيا وأوروبا للأزماتا الأساسية والعاجلة والهجوم على تركيا ورئيسها هو انعكاس لانكماش الدور الأوروبى وهجوم على المبادئ التى قامت عليها.
واتهم المتحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ساسة ألمان، بالانغماس فى الشعبوية بالحديث عن إنهاء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبى.
وتشهد العلاقات بين البلدين توترا متصاعدا، منذ اعتقلت السلطات التركية 12 ألمانيا من بعد محاولة الانقلاب الفاشلة فى صيف العام الماضى، وتقول برلين إن الاعتقالات لها دوافع سياسية وطالبت أنقرة بالإفراج غير المشروط عن رعاياها.
وتبادل الطرفان انتقادات لاذعة، فوصف الرئيس التركى زعماء الحزب الحاكم فى ألمانيا بـ"أعداء تركيا"، وقال إنهم يستحقون رفض الناخبين الألمان ذوي الأصول التركية لهم فى الانتخابات الألمانية التى فازت فيها "ميركل".
وكانت ألمانيا قد رفضت عدة طلبات من أجل إقامة الاحتفالات المتعلقة بالترويج للتعديلات الدستورية بعد اندلاع مواجهات بين مؤيدين ومعارضين لأردوغان عدة مرات، هذا الرفض بلغ درجة منع دخول وزير خارجية تركيا جاويش أوغلوا الأراضى الألمانية لإلقاء كلمة لمناصرى أردوغان فى ألمانيا.
وعَلَّقَ "أردوغان" بالقول إن الحكومة الألمانية تتبع نفس أسلوب النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، ما أدى إلى توتر العلاقات بين أنقرة وبرلين.
واستمرت العلاقات المتوترة بين ألمانيا وتركيا إلى ما بعد الاستفتاء، إذ رفضت السلطات الألمانية فى يونيو الماضى طلباً قدمه "أردوغان" لإلقاء كلمة أمام حشد من مناصريه على هامش قمة مجموعة الدول العشرين فى هامبورج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة