لا أخشى على هذا البلد الأمين من الإرهابيين المسلحين فى شمال سيناء، فآجلا أم عاجلا سيتم القضاء عليهم وإبادتهم، ولا أخشى عليه من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ولا قيادات الأحزاب والجماعات السلفية المتطرفة، فهؤلاء أصبحوا كروتا محروقة لا يصدقهم الناس ولا يطيقونهم ويتمنون أن يخرسوا ويزولوا، كما أنهم أمعنوا فى كشف ولائهم للخارج ولكل من يعادينا ويعمل ضدنا لدرجة جعلت منهم أعداء وخصوما صرحاء للمصريين
ولكنى أخشى على البلد من السوس الذى ينخر فى بنيانه فى الخفاء ومن فئران السفينة، فهم رغم حقارتهم وهوان شأنهم قد يعرضونها للغرق لا قدر الله، ومن الطابور الخامس والسادس والسابع الذين يعيشون معنا ويظهرون المساندة لكنهم يعملون كل ما يسىء للبلد، ولدينا نموذج مرعب فى خطورته كشف عنه المستشار عبدالمعز إبراهيم، عضو لجنة الانتخابات الرئاسية الأسبق فى حواره للزميل محمد أسعد بـ«اليوم السابع»، وأعنى به قضاة تيار الاستقلال الذين أظهرت الأيام أنهم رديف الإخوان وخلاياهم النائمة ومنفذى أجندتهم السرية، ولتتذكروا معى أين ذهب حسام الغريانى بعدما فعل فعلته وأوصل مرسى إلى الحكم؟
تولى رئاسة الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ورئيسا للمجلس القومى لحقوق الإنسان، ومنها إلى قطر طبعا حيث الملاذ الآمن والتقاعد المريح ومكافأة الخدمات التى قدمها للجماعة، وأين ذهب الإخوان أحمد ومحمود مكى؟ واحد إلى وزارة العدل والآخر إلى منصب نائب رئيس الجمهورية لا يهش ولا ينش، أين ذهب هشام جنينة؟ إلى الجهاز المركزى للمحاسبات ليروج للشائعات الخبيثة ويوفد رجال الجهاز إلى وظائف منتدبة فى قطر لتسريب أخطر الوثائق والمعلومات إلى الكفيل الإسرائيلى، وأين ذهب محمود الخضيرى؟ لرئاسة اللجنة التشريعية بمجلس شعب الإخوان قبل حله بحكم قضائى، ويحاكم بعدها لتورطه بقضية تعذيب محام فى ميدان التحرير.
لم يكتف التيار الإخوانى بالتكويش على المناصب وهم كانوا أعلنوا أنهم ليسوا طلاب سلطة، بل عمدوا فور تمكين مرسى ومكتب إرشاد الجماعة الملعونة من رئاسة البلاد إلى خلخلة مؤسسات الدولة الراسخة، فأصدروا أكبر حركة قضائية شملت تغيير 6 من مساعدى وزير العدل، أبرزهم المستشار عاصم الجوهرى، مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع، رئيس لجنة استرداد الأموال بالخارج، واستعانوا «بالإخوة» من تيار الاستقلال مثل يحيى جلال الذى تولى إدارة الكسب غير المشروع وهشام رؤوف، مساعد شؤون الديوان العام، و أحمد سليمان الذى تولى وزارة العدل بعد ذلك.
باختصار تيار الاستقلال نموذج لدراسة كيف عمل تنظيم الإخوان الإرهابى على التغلغل داخل المؤسسات السيادية بالدولة والعمل على هدمها وهدم الدولة نفسها.
وللحديث بقية..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة