علم قوس قزح، الذى رفعه الشواذ فى حفل التجمع الخامس، لا يختلف كثيرًا عن الأعلام، التى ترفعها داعش، فكلاهما شذوذ عن طبيعة الخلق، التى أودعها الله الكون، والشاذ هو الخارج عن الجماعة - كما ورد فى القاموس - أو الذى لا وطن له، وغير الطبيعى والمنحرف، وكلها ظواهر تُبتلى بها البشرية، قبل أن يكون مصيرها الزوال.
بداية أستبعد أن يكون كل الذين حضروا حفل التجمع الخامس شواذًا، بل عدد قليل منهم، فاجأوا الحضور فى حفل موسيقى برفع العلم، وربما لم يفهم كثيرون مغزى ذلك، إلا بعد الضجة الصاخبة على مواقع التواصل الاجتماعى، والمؤكد أن شبابنا ليس بهذه الصورة المشينة، التى ارتمت تحت أقدام تقاليد مريضة جاءت من الخارج، الذى اعتاد أن يصدر إلينا أمراضه وأوبئته، فتنتشر بين قطاعات محدودة قبل أن تنحسر.
الأعلام التى ترفعها داعش فيها- أيضًا - شذوذ عن سر الحياة، فالله خلق الإنسان ليعمر الأرض ويبنيها ويسكنها، فجاءت داعش بالقتل والموت والحرق والخراب وقطع الرقاب، وغيرها من الممارسات الهمجية، مثل اغتصاب النساء وبيعهن فى أسواق النخاسة، والغرب الذى أنشأ داعش، هو نفسه الذى يصدر لنا أفكار الشواذ، رغم أن مجتمعاتنا تختلف تمامًا عن مجتمعاتهم، وما يقبلونه لا نقبله، ولا علاقة لذلك بحقوق الإنسان، وغيرها من الشعارات الزائفة.
انزعجت من رفع علم الشواذ، بقدر انزعاجى من الضجة الإعلامية الصاخبة، لأنها تصنع حدثًا ضخمًا، لفعل محدود الأثر، وتعم فعلًا فرديًا على شبابنا الرائع، الذى يملأ الدنيا عملًا وكفاحًا.. فمنذ متى كانت مصر حقلًا لمثل هذه التجارب؟.. وأين ذهب الخنافس والهيبز وعبدة الشيطان وغيرها من العادات المريضة، التى كان مصيرها الزوال؟
التوعية واجبة دون أن نحمل السياط ونقطع الرقاب، لأعداد كبيرة من الشباب، شاركوا فى حفل التجمع الخامس، بحسن نية، ودون أن يتورطوا فى الفعل المشين، ودون أن نلبس كل شبابنا عباءة الشذوذ، ودون أن نسمح لتيارات متطرفة أن تركب الموجة، وتعيدنا لعصر السيَّاف والجلاَّد، ودون أن نقبض عليهم ونبهدل الأبرياء منهم، كما فعلنا فى سنوات سابقة مع من أسميناهم عبدة الشيطان، ثم ثبت أنهم شباب يعشق الموسيقى والغناء.
كفانا المهزلة، التى نعيشها على طقوس فتاوى الجنون، مثل مضاجعة الزوجة الميتة، وممارسة الجنس مع الحيوانات، ونكاح البنت بمجرد بلوغها.. وللأسف الشديد يصدر ذلك عن دعاة وداعيات كنا نتوسم فيهم وفيهن العقل والاحترام.. ولكنها لوثة عقلية غير مفهومة الأسباب.