أكرم القصاص

كيف فازت « ميركافيللى ».. البراجماتية الشعبية فى مواجهة أشباح النازى فى ألمانيا

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للمرة الرابعة تفوز أنجيلا ميركل بمستشارية ألمانيا، حيث حقق الحزبان المحافظان الحاكمان الاتحاد المسيحى الديمقراطى، والاتحاد المسيحى الاجتماعى، % 33 ، بينما حصل حزب البديل لألمانيا اليمينى القومى المتشدد على 13% وجاء فى المركز الثالث. وفى المرتبة الثانية حل الحزب الاشتراكى الديمقراطى، فى أسوأ نتائجه منذ الحرب العالمية الثانية.
 
فوز حزب البديل لأول مرة فى البرلمان يمثل تحديا لميركل وتحالفها، وهو معروف بمواقفه المناهضة للهجرة وللإسلام وللاتحاد الأوروبى، يدعم عزلة ترامب، وخروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبى، وسبق له اتهام ميركل بالخيانة لأنها فتحت أبواب البلاد أمام مئات الآلاف من طالبى اللجوء، بينما وصف وزير الخارجية سيجمار جابريال دخول حزب البديل إلى البوندستاج بأنه عودة النازيين للمرة الأولى منذ أكثر من سبعين عاما، وبالرغم من أن ميركل نجحت فى العبور على أعنف حملة ضد اللاجئين التى هددت شعبيتها،
وواجهت الأمر بشجاعة، ورفضت التراجع، ومازالت تواجه تحديا بدخول اليمين المتطرف.
 
بفوز أنجيلا ميركل، 62 عاما، هذه المرة تضرب الرقم القياسى للبقاء فى الحكم مثل المستشار الأسبق هيلموت كول، وهو أستاذها ومعلمها وأول من عرض عليها أول منصب وزارى، فقد عاشت أغلب حياتها فى ألمانيا الشرقية كانت باحثة فى علم الكيمياء الفيزيائية، وحصلت على الدكتوراه، وعملت خبيرة فى الكيمياء وصعدت لعالم السياسة بعد سقوط سور برلين 1989 .
 
ومن المفارقات أن إنجيلا لعبت دورا فى الإطاحة بأستاذها ومرشدها هيلموت كول، و بخصومها ومنافسيها، لتثبت قدرتها على المناورة، وفازت على المستشار الاشتراكى أقوى » الديمقراطى جيرهارد شرودر، لتحصل على لقب فى استطلاعات عام 2011 ، وبرزت وسط « امرأة فى العالم رؤساء وحكام الفترة مثل جورج بوش، وتونى بلير، وجاك شيراك، وسيلفيو برلوسكونى، وتونى بلير، وباراك أوباما. وبفضل قدراتها على المناورة والبراجماتية السياسية أطلق وهى ،« ميركيافيلى » عليها عالم الاجتماع أولريش بيك اسم كلمة مركبة من اسم ميركل وميكافيللى ولأسلوبها القائم على مزيج من الصبر والحزم. انتصرت أيضا على اليسار ممثلا فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى بقيادة مارتن شولتز والذى يركز على شعارات العدالة الاجتماعية، بينما عاشت ألمانيا نموا كبيرا ونسبة بطالة من الأدنى فى تاريخها.
 
شعبيا فإن إنجيلا ميركل التى تصنف كأقوى أمراة فى عالم السلطة، تحتفظ بحياتها ضمن الطبقة الوسطى، واعتادت ارتداء ملابس بسيطة وغير لافتة، وكثيرا ما تظهر بملابس ظهرت بها قبل أعوام، وتعيش فى شقة عادية بوسط برلين، وتشاهد فى سوبر ماركت منخفض الأسعار قرب منزلها.
 
كان احتفاظها بسلوكها ومظهرها العاديين، ضمانة لشعبيتها لدى الناخبين، وفى المقابل يرى أنصارها أنها الحصن الأخير فى مواجهة صعود اليمين و"ضمان استقرارفى مرحلة اضطرابات"، ويراهنون على قدرتها على تشكيل ائتلاف سياسى يمكنه مواجهة زحف اليمين المتطرف و« أشباح النازى » بعد أن انتصرت فى صراعها وعبرت أزمة  تراجع الشعبية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة