لا أستطيع أن أقول إن مجموعة أغنياتها الأخيرة التى طرحت بعضها على الأنترنت لم تعجبنى، فأى شىء يخرج من هذا الفم الذهبى جميل، وأى شىء تقوله «الست فيروز» قادر على اختراق كل حواجز القلب والسكن فى الوجدان، وقد تعالت «الست فيروز» عن فكرة انتقادها أو تحليل سلبيات أغنياتها وإيجابياتها، لأنها من وجهة نظرى راسخة فى الوجدان الشعبى للوطن العربى، بل لا أبالغ إذا قلت إنها أحد أجمل مكوناته، لكننى فى الحقيقة لم أستسغ فكرة أن تخصص السيدة العظيمة فيروز البوما كاملا لتغنى فيه ألحانا غربية بعد تعريبها، وهو أمر ربما كان مناسبا فى فترة سابقة للسيدة فيروز وقت أن كانت تجرب وتجدد بصبحة الرحابنه، لكن الآن نحن فى احتياج شديد إلى إثراء الحركة الفنية العربية بألحان جديدة ومبتكرة، تعيد إلى الذهن العربى ذاكرة الإبداع مرة أخرى، كما أننى أخشى على السيدة فيروز من أن توضع فى مقارنة بين مطربى الأغنيات الأصلية وأخشى أن تكون هذه المقارنة فى غير صالحها، فقد غنى هؤلاء المطربون هذه الأغنيات وهم فى ريعان الصبا، كما أن الألحان الغربية خاصة الكلاسيكية منها تتجه إلى الاستعراض الصوتى لا التطريب النغمى، وهو أمر أرى أنه ربما يكون سلبيا إذا ما عقدت المقارنات.
لا أعرف على وجه التحديد من الذى اقترح على الست فيروز هذه الفكرة، لكنى فى الحقيقة أرى أنه كان من الأفضل أن تستمر مسيرة تجديدها للموسيقى العربية مع الموسيقار الفذ «زياد رحبانى»، ذلك لأن «زياد» الذى ربما يكون صادما فى تجديده من فرط الابتكار يعرف تماما إمكانيات صوت السيدة العظيمة «فيروز»، كما يعرف كيف يوظف هذه الصوت الذهبى فى أداء ألحانه المبتكرة، ويعرف تماما كذلك ما يمكن أن تتشكل عليه الذائقة العربية، بل لا أبالغ إذا قلت إنه من القلائل الذين يحددون مسار هذه الذائقة هذه الأيام، ولهذا كله أرى أنه من الواجب على السيدة العظيمة «فيروز» أن تعيد التفكير مرة أخرى فى مشاريعها المستقبلية، فنحن أولى بهذا الثنائى الفذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة