أرهقته ظروف الحياة فوجد نفسه بين أحضان الشارع، الذى كان شاهداً على قسوة ذلك المجتمع الذى لم يطبق تعاليم الدين فى الرحمة بالمسن والعطف عليه، وجاءته الصدمات من أقرب الناس إليه وهم أولاده وهم 5 بنات المقيمات فى بعض المحافظات المجاورة لمحافظة قنا، حكاية عم سيد، يلخصها مشهد جلوسه فى الشارع بائعاً للمناديل رغم نظافة الملابس التى يرتديها لكن دموعه وعباراته وهو يتحدث قائلاً: "الشتاء داخل عليا ومش عارف أعمل إيه".
التقى "اليوم السابع" عم سيد أحد أبناء محافظة قنا، ملامح وجهه يكسوها الشقاء والتعب والتعاريج التى تكسو جسده تكشف حجم المعاناة التى يتعرض لها يومياً بسبب وجوده فى الشارع، تحدث قائلاً: "الشارع أحن عليا من أن أصبح مذلولا للبشر، أنا عمرى بلغ 80 عاماً وكنت بشتغل فى سن الشباب والحمد لله ربنا رزقنى بـ5 بنات، وكنت أعمل بجد واجتهاد لحد ما ربنا كرمنى وزوجتهن، وأصبح معايا أحفاد، لكن دلوقتى معرفش حاجة عنهم".
مضيفاً: "أنا عانيت كثيراً فى حياتى منذ 15 عاماً كانت معايا زوجتى وهى إللى كانت سندى فى الدنيا ورغم كبر سنى كنت بنزل أشتغل علشان أجيب ليها وليا مصاريف العلاج، ولما توفيت حزنت عليها حزن شديد ومرضت بالسكر وأصبحت غير قادر على العمل وعدم سداد أجرة الشقة التى كنت أقيم فيها، وكنت ببيع فى أثاث المنزل ولحد لما كل حاجة خلصت روحت قعدت عند بناتى لكنهم مفيش حد استحملنى وكانوا يتركونى بدون أكل، وأزواجهم مضايقين من وجودى فى مشيت بكرامتى وأقسمت على عدم العودة إليهن مرة أخرى".
حياة عم سيد يعيشها فى مكان بوسط المدينة بجوار مديرية أمن قنا، يجلس بجوار فى النهار فى شارع جانبى بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وعندما يأتى أذان العصر يذهب للجلوس عند إشارة مرور جامع ناصر وسط مدينة قنا ليقوم ببيع المناديل، والعيش من ربحها، يرفض أن يأخذ شيئا من أحد باستثناء ملابس يتحصل عليها مع دخول الشتاء لتحميه من قسوة البرد، جميع المحلات المجاورة تناديه عم سيد أبو البنات لكن قسوتهن جعلته يغضب ويطالب بأن ينادونه باسمه فقط.
ويؤكد عم سيد: "أنا لجأت للشارع لأنه كان حنين عليا، وأنا بأكل عيش فيه، والحمد لله شرطة المرافق بيتركونى أبيع علشان أعيش من تجارة المناديل، وفى أوقات بيكون ضابط الشرطة جاى جديد وميعرفنيش بياخدوا من البضاعة والأمناء والعساكر بيرجعوها تانى، أنا محدش ليه فضل عليا غير ولاد الحلال إلى بيساعدونى أدخل الحمام، ويقومون بنقل فرشتى فى الصباح والمساء، لكن أنا المرض أقهرنى وأصبحت غير قادر على نومة الشارع والشتاء داخل عليا".
واختتم حديثه: "أنا مريض بالسكر وبحتاج كل شوية أدخل الحمام، وربنا بيكرمنى بالشباب المارين فى الشارع يأخذونى للمسجد لكن فى أوقات بيكون مقفول فيها، أن مش عاوز فلوس ولا عاوز حاجة أنا طالب الستر من ربنا لحين بلوغ أجلى، عاوز أعيش فى دار مسنين أو غرفة تؤوينى بجانب معاش حتى لو 500 جنيه، علشان أصبحت غير قادر على الوقوف فى الشارع بسبب بلوغى سن 80 عاماً، أنا بناتى مسامحهم ربنا يهديهم أنا تعبت كثيراً علشانهم وفى الآخر محدش فيهم سأل عليا بعد ما مشيت من عندهم".
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الافاضل محررى اليوم السابع
الى السادة الافاضل محررى اليوم السابع ارجوكم لما يكون فيه حالات انسانية زى الحالة دى ياريت لو تكتبوا ارقام تليفونات او اى وسيلة يقدر من خلالها اى شخص عايز يساعد انه يقدر يتواصل بها مع الحالة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
أين القانون
القانون يجبر الأبناء على تحمل مصاريف الوالدين وهم على قيد الحياة بدون معول لهم أين تفعيل هذا القانون
عدد الردود 0
بواسطة:
osama
الله يرحمنا برحمته
أرجو منكم الافادة هل تم مساعدة عم سيد أم لا وإذا كان هناك شخص يريد مساعدته ماهى الوسيلة لذلك
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصرية
حكمتك يا رب !!
ربنا سبحنه وتعالى قال فى كتابه الكريم (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا )) صدق الله العظيم , الكل بيتلو الجزء الأول من الآية فى أى مناسبة , وينسى الجزء التانى , برغم ان الجزء التانى من الآية شرح مفصل للجزء الأول , المال والولاد زينة الحياة الدنيا ايوه , لكن مالك ممكن يزول , وولادك ممكن يتخلوا عنك ويجحدوك , انما العمل الصالح هيفضل معاك ليوم الدين , لا هيزول ولا هيتخلى عنك , علشان كده العمل الصالح خير من المال والولد !! على فكرة عم سيد وغيره من اللى أولادهم عقوهم بصور مختلفة زى دى وأبشع منها , موجودين فى الدنيا لحكمة , ان اللى مرزقش بالأولاد يحمد ربنا ويرضى , مين عارف لو كان كلف كانوا ولاده عملوا فيه ايه !! يمكن كانوا شردوه وبهدلوه أو حتى قتلوه زى ما بيحصل كل يوم !! عموما عم سيد ربح عمله الصالح فى كفاحه من أجل تربية بناته وتزويجهم وهو راجل على قد حاله , وصبره على ابتلاء عقوقهم ليه بعد ما كبروا وبقالهم بيوت وأزواج !! ومسير اللى عملوه هما وأزواجهم فى أبوهم هيتعمل فيهم , ماهو كله سلف ودين وكما تدين تدان , ازواجكم متضايقين من حياة ابوكم معاهم , كنتوا لموا من بعض واجروله غرفة انشاله تحت بير سلم يعيش فيها آخر أيامه , وودوه واسألوا عليه , لكن متسيبوهوش مشرد فى الشارع كده !! الى أهالى محافظة قنا , الصعايدة الجدعان أهل المرؤة والشهامة , بالله عليكم أى حد عنده غرفة فى بيته فى دور أرضى مثلا , أى مكان فاضى مهواش محتاجه , يأوى فيه الراجل ده ويكسب فيه الثواب اللى استغنوا عنه بناته وأزواجهم , أو لو فيه دار رعاية مسنين تابعة لأى جهة يا ريت تتكفل بالراجل ده انه يعيش مكرم فى آخر أيامه , ويا ريت اليوم السابع مشكورا يوصله بجهة فى وزارة التضامن الأجتماعى تصرفله معاش شهرى يعيش منه , الراجل مش عاوز اكتر من مكان يأويه ولقمة عيش حلال تعيشه , أبسط حقوق الأنسان , اللى احيانا بتتوافر للحيوان هو مش لاقيها !! بالله عليكم يا أهل قنا , أى حد يقدر يساعده يساعده !1
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء خلف
اين الضمير هل مات
الى اهل قنا الجدعان والله عملت مع احد ابناءها بالخليج كان نعم الاخ والصديق وكان مسيحى سمحا اكثر الله من الناس الطيبين ارحموا شيخوخته وادخلوه دارمسنين يارب استرها مع الجميع
عدد الردود 0
بواسطة:
مغتربه مصريه
وبالوالدين احسانا
ارجو من اداره الجريده الموقره ان تضع ارقاما للتواصل حتى نتمكن من مد يد العون والمساعده في مثل هذه الحالات الانسانيه التى تتوجب علينا نحن المقيمين بالخارج ليحيا مثل هذا الاب المكافح حياه كريمه . اسئل الله بكرمه ان ينزل عليه رزقا من حيث لايدري ولا يحتسب يغنه عن قسوه الشوارع .