ما زالت تداعيات الاستفتاء الذى أجراه إقليم كردستان أول من أمس الاثنين، فى إطار مساعيه للانفصال عن العراق، تتواصل وتترك انعكاساتها على الجيران، فبعد مواقف سابقة لتركيا وتراجع حكومة أردوغان عن عدائها لبغداد، والتنسيق مع حكومة العبادى لمواجهة الخطوة الانفصالية المرفوضة عالميا، دخلت إيران على خط الرعب، متخذة خطوة جديدة لاحتواء الأقليات الكردية داخلها، خاصة أنها تشكل نحو 9% من سكانها.
الإجراء الأخير للإدارة الإيرانية مغازلة واضحة للأقلية الكردية، خشية تكرار تجربة الانفصال داخل أراضيها، وتمثلت الخطوة فى تعيين السيدة جيلا سجادى، وهى من الأقليات الكردية، فى منصب مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية التعليم العلمى التابعة للوزارة.
وبحسب وكالة الطلبة الإيرانية، فإن "سجادى" التى تعمل بالتدريس فى الجامعة وعضو الهيئة العلمية بجامعة "شهيد بهشتى" الإيرانية، ستكون أول امرأة كردية تتسلم منصب مساعد وزير الداخلية، ولم يحقق الرئيس حسن روحانى، الذى فاز بولاية ثانية فى ضوء وعود بإصلاحات اجتماعية وسياسية، آمال النساء فى تسلم حقائب وزارية فى وزارته الجديدة، لكنه وعد النساء بالتعيين فى مناصب مساعدى الوزراء.
ويمكن قراءة تعيين امرأة كردية إيرانية من زاوية أخرى، إذ تأتى هذه الخطوة فى هذا التوقيت حاملة دلالات كبيرة، فى وقت يسعى أكراد كردستان العراق للانفصال عن حكومتهم المركزية فى بغداد، وتخشى طهران من تداعيات استفتاء الانفصال على أقاليمها التى يقطنها أكراد، وترى الأمر خطرا على أمنها القومى.
وتعتبر إحدى الدلالات فى قرار تعيين امرأة كردية إيرانية فى هذا المنصب، اتخاذ اجراءات سريعة فى احتواء الأقليات الكردية فى إيران التى يراودها حلم الانفصال منذ انتصار الثورة الإسلامية 1979، لتحول دون تكرار تجربة كردستان العراق على أراضيها، خاصة بعدما كشفت تقارير ومقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرا، تأييد الأكراد داخل إيران لانفصال كردستان العراق.
ويشكل استفتاء كردستان العراق الذى أجرى الاثنين الماضى، منعطفًا خطيرًا ستكون له تداعياته داخل إيران، البلد المجاور للعراق، إذ يشكل العنصر الكردى داخل إيران واحدا من قوميات البلاد، وتمثل نسبته 9% من الإيرانيين، بواقع 6 ملايين تقريبا من إجمالى 80 مليونا بحسب إحصائيات غير رسمية، يعيش معظمهم فى إقليم كردستان والأقاليم الشمالية الغربية الأخرى على الحدود مع العراق، أى فى محافظات كردستان وكرمانشاه وآذربيجان الغربية وإيلام، وتراودهم طموحات الانفصال منذ ما قبل الثورة الإيرانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة