أكرم القصاص

عاش جمال عبد الناصر

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صور جمال عبدالناصر فى ميدان التحرير 2011، وأغانى هذه المرحلة تفرض نفسها، لم يكن كل من فى ميدان التحرير من أنصار ناصر، وأغلب من كانوا فى الميدان لم يعاصروا ناصر. فى 30 يونيو، كانت أيضا صور جمال عبدالناصر وأغانيه قادرة على إلهام الجماهير التى لم تكن أغلبها قد عاصرت عبدالناصر.
 
بعد 47 عاما على رحيله، لا يزال جمال عبدالناصر قادرا على البقاء، عبر الكثير من حملات تجاوزت انتقاد التجربة إلى الانتقام، والإلغاء. وظل بقاء الرجل فى المخيلة الشعبية عميقا، بصرف النظر عن التقييم، بل إنه فى الكثير من الحملات التى تعرض لها ناصر بالباطل، كانت المواجهة تأتى من مواطنين عاديين وليس من بين «الناصريين». 
 
 ثورة 23 يوليو قطعت 65 سنة، ولاتزال محل خلاف واختلاف، وكانت تحولا فى التاريخ والجغرافيا، بصرف النظر عن موقف الشخص منها، وجمال عبد الناصر يفرض وجوده بقوة، ويبقى حاضرا مع أجيال لم تعاصره وولد بعضهم بعد رحيله بعقد وربما عقدين.
 
كان جمال عبدالناصر ابن عصره، تولى فى عصر شديد التعقيد حربا عالمية كادت تنتهى، وحرب باردة وقوى عظمى تتصارع على النفوذ، وتسعى لاستقطاب الدول المستثقلة وبقايا استعمار يحاول التمسك بنفوذه، ولهذا كانت فكرة عدم الانحياز إبداعا لزعماء العالم الثالث بعيدا عن صراعات كانت تهدد العالم. عربيا سعى لتوحيد أهداف وثروات دول توحدها اللغة والمصير، أفريقيا وطد علاقات ودعم حركات التحرر والتنمية، إسلاميا حرص على تقوية المحور الإسلامى.
 
اقتصاديا واجتماعيا اجتهد جمال عبد الناصر للبحث عن طريق يضمن العدالة، ويضاعف من فرص الأغلبية فى الصعود الاجتماعى والاقتصادى كانت مصر منقسمة إلى طبقة شديدة الثراء وأغلبية شديدة الفقر، وطبقة وسطى تحاول البقاء. سعى لبناء تجربة اشتراكية تختلف عن تجارب الدول الشيوعية، وكانت الاشتراكية تفرض نفسها، بدا فى التصنيع والمشروعات الكبرى واستعان بخبرات وبعثات، وكانت معركة تأميم القناة والسد العالى نموذجا لمحاولة الخروج من قيود الدول الكبرى والاعتماد على الذات، ولم تكن مجرد مشروعات صناعية أو زراعية، ولكن مشروعات ثقافية. 
 
كانت الستينيات أكثر ميلا لتوسيع عائدات التنمية، اتسعت الطبقة الوسطى بانضمام الفلاحين والعمال الذين تغيرت حياتهم، وأصبح لدى أبناء الفقراء فرصة الصعود الاجتماعى بالتعليم والتقدم، ومن تفوق منهم حصل على مكانة اجتماعية نقلته اجتماعيا. الإصلاح الزراعى وتوسيع التعليم العام المجانى والعلاج ضاعفت من تأييد فئات واسعة من المصريين لجمال عبد الناصر.
 
لم يخترع جمال عبد الناصر الاشتراكية والتنمية المستقلة، وسعى إلى ترجمة الأفكار التى صاغتها نخبة سياسية وثقافية وفكرية واقتصادية للاستقلال والتنمية، كما كانت الاشتراكية طريقا تتبعه الكثير من دول العالم بحثا عن آفاق للتنمية بعد الاستقلال.
 
بالطبع كانت هناك الكثير من المميزات والانتقادات لعصر جمال عبد الناصر، مع اتفاق على شرفه وإخلاصه، اللذين استمرا حتى لحظاته الأخيرة، وبالرغم من مرور 47 عاما على رحيله لايزال عبدالناصر يعيش لدى مؤيديه، وأغلبية شعبية فى مصر والعالم العربى، وأيضا يعيش بين خصومه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة