أثار حديث الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن كون "فرعون موسى" ليس مصريا وأن اسمه الحقيقى "وليد" ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، واستند الهلالى إلى بعض مراجع التاريخ العربية.
ويعد الاسم الحقيقى لفرعون مثار جدل طويل، هناك من قال إنه رمسيس الثانى وأن فرعون مجرد لقب فقط لقب به ملوك الفراعنة، وقد ذهبت بعض كتب التاريخ العربية القديمة إلى القول بأن اسمه هو "الوليد بن مصعب"، ولكن لم يتمكن أحد حتى الآن من حسم الجدل حول الاسم الحقيقى للفرعون.
الدكتور محمد بكر الرئيس الأسبق لهيئة الآثار، قال إن حديث الكتب العربية عن الحضارة الفرعونية "أى كلام"، مؤكدا أن العلم الحديث للآثار المصرية لم يظهر سوى بعد الحملة الفرنسية على مصر والتى أعقبها قيام شامبليون بفك رموز حجر رشيد بعد الحملة بحوالى 20 عاما.
وقال بكر فى اتصال هاتفى مع "اليوم السابع" أن أغلب المعلومات عن الحضارة الفرعونية قبل الحملة الفرنسية كانت مستمدة من كتب الإنجيل والتوراة، وهذه الكتب لم تسجل التاريخ ولكنها نزلت للعظة، ولا يمكن الاعتماد عليها فى توثيق التاريخ الفرعونى.
وأشار أبو بكر إلى أن كتب التاريخ العربية صورت الأهرامات على أنها مخازن سيدنا يوسف وبها شبابيك وأبواب وزكائب القمح، على عكس الواقع تماما.
ويوضح عالم الآثار أنه قبل فك رموز حجر رشيد كان الاعتقاد السائد الذى رسخه العلماء اليهود والكاثوليك هو أن عمر الإنسان على الأرض لا يتخطى 5 آلاف عاما على أقصى تقدير وتوصلوا إلى ذلك الاعتقاد من خلال حساب عمر الأنبياء والرسل، ولكن فك رموز الحضارة الفرعونية كشف الحقيقة وهى أن عمر الإنسان يتخطى عشرات الآلاف من السنين.
و"فرعون" ليس اسما فى حد ذاته وإنما هو لقب لكل من تولى عرش مصر بحسب عالم الآثار، وحاول العلماء اليهود إثبات أن فرعون موسى هو الملك "منفتاح" ابن الملك رمسيس الثانى، وجاءت هذه المحاولات بعد اكتشاف لوحة النصر للملك منفتاح وهى لوحة جدارية كبيرة موجودة بالمتحف المصرى مدون عليها انتصارات الملك "منفتاح" على القبائل فى الشرق، وظهر فى السطر 27 من الجدارية كلمة "إسرائيل" مشكوك فى قراءتها حتى الآن، إلا أن علماء اليهود تمسكوا بهذه القراءة لتفسير التاريخ طبقا لما جاء بالتوراة.
وتابع بكر أنه عند اكتشاف 62 مقبرة للملوك فى البر الغربى التى جمع فيها عدد كبير من مومياوات الملوك الفراعنة خوفا من السرقة، لم يتواجد بينهم مومياء الملك "منفتاح" وهو ما جعل اليهود يتمسكون بأنه فرعون موسى وغرق فى خليج البحر الأحمر عندما انشق وابتلعه هو وجنوده كما جاء بالتوارة وألفوا كثيرا من الكتب فى هذا الموضوع، ولكن بعد سنوات تم اكتشاف مقبرة أخرى فى البر الغربى عثر فيها على مومياء الملك منفتاح صدفة وعليها لون أبيض وفسروا ذلك بأن اللون يعبر عن ملوحة البحر الذى ابتلعه، فى محاولة مستميتة لتفسير التاريخ كما جاء بالتوراة.
وأكد رئيس هيئة الآثار الأسبق أن 90% من محاولات الجمع بين ما هو موجود فى التاريخ المصرى، وبين ما هو موجود فى الكتب السماوية "فاشلة"، وأن التاريخ لم يحسم حتى الآن من هو فرعون موسى، وردا على الاعتقادات بأن فرعون موسى هو الملك رمسيس الثانى رد بأنه يقال أن موسى تربى فى قصر رمسيس الثانى أبو منفتاح قبل أن يهاجر بقومه من اليهود.
وأنهى بكر حديثه بأنه لا يوجد تأكيد مائة بالمائة حول من هو فرعون موسى، وأن الكتب العربية التى ألفت قبل العلم الفرعونى الحديث مجرد "كلام من غير علم" و"نخع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة