أكرم القصاص

مسلسل «الدولة».. إرهاب داعش بلا أسرار فى خلطة بريطانية

الخميس، 28 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد شهور من مقتله بثت «التايمز» البريطانية فيديو ظهر فيه الإرهابى المشهور محمد إموازى لأول مرة بوجهه من دون قناع، وهو المعروف باسم «الجهادى جون» الذى ذبح العديد من الرهائن وقتل فى أكتوبر 2015، ويظهر إموازى فى الفيديو جالسا مع 3 بريطانيين فى مقهى بمدينة الرقة التى كانت أحد أكبر معاقل «داعش»، ويأتى هذا ضمن محاولات تسليط الضوء على البريطانيين الذين ينضمون إلى داعش بعد تكرار العمليات الإرهابية فى أوروبا.
 
واتسمت علاقة البريطانيين والد واعش بتحولات، حيث لم يكن سفر البريطانيين إلى سوريا مجرما عندما كانت هناك حملات دعائية تدعم من اعتبرتهم المعارضة السورية. قبل أن تظهر الكثير من الحقائق عن وصول الأسلحة والعتاد إلى داعش والقاعدة، ونمو تنظيم داعش فى الرقة واتخاذه مقرا له بها، قبلها لم يكن سفر البريطانيين والأوربيين من والى سوريا مجرما، وبعد سنوات عندما بدأت العمليات الإرهابية من تفجير ودهس وطعن، عادت قضية الأوروبيين فى داعش والقاعدة لتمثل اتجاها آخر فى المعالجة. ومن يراجع حملات الدعاية فى سنوات 2011 وما بعدها يمكن أن يكتشف الفرق.
 
ولعل هذا هو ما أثار الجدل بعد عرض مسلسل « الدولة The State»، الذى انتهى الموسم الأول منه فى شهر أغسطس ويناقش قصص البريطانيين فى داعش. وهو أقرب إلى وثائقى، يعتمد فى الكثير من التفاصيل على شهادات لعائدين من داعش إلى بريطانيا.
 
مسلسل The State يروى قصصا عن شابين وسيدة وفتاة يتركون حياتهم فى لندن ويسافرون إلى سوريا للانضمام إلى داعش، وهناك يكتشفون الفرق بين الدعايات التى تصور داعش على أنها العالم المثالى، وبين واقع يتم فيه إهمالهم ويشهد تجسسا وحصارا، ومنهم شاكيرة، وهى طبيبة طوارئ تريد مساعدة داعش، ومعها ابنها الطفل الذى ينتزعه منها الدواعش لتدريبه وتعليمه على القتال. ويندمج معهم قبل أن تنتزعه وتهرب به عائدة إلى بلادها لتواجه تحقيقا ودعوة من رجل استخبارات يخيرها بين العمل لدى أجهزة الأمن أو المحاكمة والسجن وانتزاع ابنها منها، وينتهى الموسم الأول فى نهاية مفتوحة من دون أن تقرر الأم ماذا تفعل. هناك أيضا الفتاة أوشنا التى تنضم إلى التنظيم لتتحول إلى زوجة لأحد قيادات التنظيم، ويقتل زوجها فيتم تزويجها لآخر.
 
العمل يسلط الضوء على الاتجار فى النساء الأسيرات بسوق الجوارى، وتقديم جارية وابنتها إلى أحد البريطانيين الدواعش ويتعاطف معها ويحاول تهريبها فيتم القبض عليهم وإعدام السيدة وابنتها وسجن الداعشى وسط شكوك تجاهه، خاصة أنه يكتشف أن شقيقه تم إعدامه بتهمة الخيانة والتجسس لصالح أمريكا.
 
بيتر كوزمينسكى مخرج ومؤلف مسلسل The State قال إنه اعتمد فى العمل على دراسات معمّقة وشهادات لمقاتلين عملوا تحت راية داعش قبل أن يعودوا إلى بريطانيا، والمسلسل أثار جدلا بعد عرضه ففى حين اتهمت «ديلى ميل»، العمل بـتلميع صورة داعش، فى ظل الاعتداءات الإرهابية للتنظيم فى أوروبا، لكن الجارديان دافعت عن المسلسل، وبالرغم من أن الناقد تشارلى وينتر، الباحث فى «كلية كينجز» قال إن العمل يتضمن مشاهد مأخوذة من بروباجندا داعش، فقد رفض الهجوم عليه.
 
المسلسل جذب ملايين المشاهدين، خاصة أنه يتصل بمواطنين بريطانيين، لكنه خلا من تفاصيل كثيرة، أهمها شكل الدعاية التى أغرت الشباب بالسفر والانضمام لداعش. فضلا عن أسرار كثيرة، تظل تخضع للسرية، عن علاقة أجهزة الأمن والاستخبارات بالدواعش قبل سفرهم وبعد عودتهم. وهى قصة تحظى بالكثير من التعتيم حتى الآن، ولا أحد يعرف ما إذا كان المسلسل سوف يسلط الضوء عليها فى المواسم التالية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة