قبل سنوات لفظته تلك الدولة التى يسرع إليها السفاح الآن باتفاقات عديدة وكلام كثير عن العلاقات الاستراتيجية والصداقة العميقة عمق البئر السحيقة ، وقطعت علاقتها بالسفاح متهمة إياه بتهديد أمنها وتهديد أمن تلك المنطقة الحيوية فى أفريقيا والتآمر عليها وعلى دول المنطقة كافة، فأين كانت الصداقة العميقة منذ سنوات قليلة بسيطة ؟ ولماذا لم تشفع هذه الصداقة العميقة عمق البحار للسفاح البدين فيما ارتكبه فى حق تلك الدولة التى سارعت إلى قطع العلاقات مع السفاح الذى يعمل ليلا ونهارا – بحسب زعمه - على استقرار الأمن فى أفريقيا وآسيا وفى كل مكان ؟
غريب حقا ما تفعله الإغراءات المالية فى الإنسان وفى البلدان وفى ىراء الإنسان وفى ذاكرته . وغريب أن يسول الطمع البشرى للطماعين والسفاحين أن يمتطوا الدين مطية ويغزون بها البلاد - تحت مسمى الرأفة والمحبة فى الله – وهم يضمرون الشر ولا يضنون على الناس بإيذاء وتخريب وتفرقة ، لكى يسودوا وتصبح لهم الكلمة والسؤدد.
منذ التسعينات والسفاح الأب وأعوانه يخططون لإيذاء إخوانهم فى العروبة وفى الإسلام ويحفرون وينبشون خلف ظهورنا مستخدمين وجه الأحزان المعروف باسم الإخوان ليتسللوا إلى دول القرن الأفريقى جميعا وينثروا بعضا من أموالهم الكثيرة بين الفرقاء ليعادى بعضهم البعض ، ويمدونهم بكثير من السلاح ليقتل الفرقاء بعضهم البعض ، وذلك باسم المساعدة على الاستقرار وباسم الواجب الدينى والدافع الإنسانى . فالكل يفتح قلبه للدين – عن طيبة وفطرة سليمة – والكل يفتح قلبه لمن يتحدث باسم الدين ولمن يقدم المال ويبشر بالرخاء .
لم يقترب السفاح وأعوانه من مناطق أخرى فى القارة ، فلماذا ؟ الآن الاستقرار فى تلك المناطق لا قيمة له دينيا ولا سياسيا ولا إنسانيا ؟ أم أن الهدف ليس الدين ولا الاستقرار وليس الإنسانية ولا شيئا من كريم الأخلاق ؟ نعم ، إنما يكمن هدف مساعى السفاح البدين فى البحث عن أساليب لزعزعة الأمن فى الفناء الخلفى لمصر خاصة – لكونها أكبر الدول العربية - وتضييق الخناق عليها ، بل وتجاوز مصر وتجاوز دول فاعلة كثيرة والتأثير على مصالح الجميع فى أفريقيا وعلى المستوى الدولى بمحاولة التأثير على أنماط التصويت داخل المنظمات الدولية . فاللعبة هى لعبة الخلاف والطمع والوقيعة والمال والسلاح والصراع الذى لا ينتهى والنفوذ المتزايد والتأثير المتعاظم للسفاح الذى يرسم ابتسامة السلام على وجهه وجه مصاص الدماء وهو يقدم شيكات المال إلى القتلة والسفاحين والطماعين الذين يدورون حوله .
الكذب سهل ولكنه لا يصنع بطلا وتزهق روحه سريعا ليكشف الوجه القبيح لصاحبه . وهذا هو ما يحدث للسفاح البدين فى كل مكان اقتحمه بماله ومؤمراته الخبيثة . والعالم – بلد فبلد – يكتشف وجه الشيطان فى وجه السفاح ويقف ليواجهه ويرفع صوره مشطوبة مهانة ويصده ويطرده بأمواله الشريرة النحسة التى تدر الخراب والفقر ولا ترسم ابتسامة إلا على وجه الشيطان وأعوانه الأشرار . العالم يرفع صورة السفاح البدين مقرونة بالإدانة والشجب والاتهام والسقوط .
ما أغرب المال الذى يشترى أشياء كثيرة فى لحظات وهو وهم وقطعة من خيال لا يمسكها الطامع ولكنها تمسكه وتشل حركته وتحكم عليه بالخيبة وبالعذاب المتجدد كلما طفت على السطح ذكرى من قتلوا وذكرى من شوهوا وذكرى من دمروا وخسروا أولادهم أو حيواتهم.
إن المال يغرى بالصمت على الجريمة ، ولكن صوت القنابل وصوت الضحايا يفيق أسرى المال فى الغرب وفى الشرق وفى الشمال وفى الجنوب وفى كل مكان . والسفاح لا يعبأ بجنسية الضحية ولا يعبأ بلونها أيها الصامتون . السفاح لا يعبأ إلا لأطماعه هو . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير .