"سراديب سرية" لجأ إليها لصوص الآثار، للوصول للمناطق الأثرية لسرقتها، بعيداً عن أعين الأمن، إلا أن الأجهزة الأمنية كانت لهم بالمرصاد، حيث نجحت فى إحباط أضخم محاولات السرقة لكنوز أثرية وتاريخية لا تقدر بثمن، حاول اللصوص الاستيلاء عليها فى غفلة من الزمان، طمعاً فى الثراء السريع.
البحث عن الكنوز الأثرية
المعلومات الأمنية سبقت اللصوص قبل الوصول إلى المناطق الأثرية، فما أن تواترت معلومات أمنية تفيد اعتزام مواطن الحفر أسفل منزله بمنطقة السيدة زينب فى القاهرة لسرداب ممتد يصل لأسفل مسجد ابن طولون لسرقته، حتى تحركت الشرطة وأحبطت هذه المحاولة البائسة.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن، أن المتهم "محمد س. ح" صاحب ورشة أحذية، مقيم بالسيدة زينب، استعان بآخرين للحفر والتنقيب خلسة بمنزله بقصد البحث عن الآثار، حيث تبين أنه حفر حفرة مربعة الشكل تنتهى بسرداب ممتد وبه مياه باتجاه أسفل مسجد ابن طولون الأثرى، وتم ضبط الأدوات التى تستخدم فى عملية الحفر.
"سراديب لصوص الآثار" لم تظهر فى القاهرة فقط، وإنما زحفت أسفل الأرض بمناطق الجنوب فى الصعيد التى يوجد بها آثار تاريخية، فاستغل موظف بمجلس مدينة ادفو طبيعة عمله ودرايته بمواقع تواجد الآثار، وقرر حفر سرداب ممتد من المنزل لمعبد إدفو التاريخى، وفى سبيل ذلك استعان بمجموعة من العمال، ونجحوا فى حفر السرداب واستخراج قطع أثرية، إلا أن أجهزة الأمن ضبطتهم قبل تهريبها.
وأوضحت تحقيقات أجهزة الأمن أن المتهم "أحمد.ع" 31 سنة، موظف بمجلس مدينة إدفو، حفر حفرة مربعة الشكل بأبعاد متر ونصف بعمق 3 أمتار تنتهى بسرداب لناحية الشمال بطول 3 أمتار، وبها فتحة تتجه لناحية الشرق بطول 4 أمتار، يوجد بنهايتها حفرة تبرز منها جداريات من الحجر الرملى مزينة بنقوش ملكية "كشف أثرى لمقصورة لزوجات ملك فرعونى".
وضبطت أجهزة الأمن لوحة جدارية من الحجر الرملى بأبعاد 65 / 40 سم، مزينة بنقوش غائرة تظهر الملكة لأول مرة وهى تقدم القرابين للإله حورس وهى لوحة ذات قيمه أثرية وتاريخية لا تقدر بثمن، وضبط جزء من تاج عمود مزين بزخارف فائقة الدقة.
وبإجراء المعاينة على جميع المضبوطات بمعرفة لجنة من مفتشى أثار ادفو أكدوا أثرية المضبوطات، وأن أماكن الحفر تخضع للقرار الوزارى للتل الأثرى لمعبد أدفو، وتم تعيين الحراسة اللازمة على أماكن الحفر والتحفظ على الأدوات المستخدمة بالحفر.
وامتدت "سراديب اللصوص" أسفل الأرض من منزل مواطن لمحيط معبد أثرى فى أخميم بسوهاج، فى محاولة من أحد اللصوص لسرقة المعبد، لكن أجهزة الأمن قطعت الطريق عليه وضبطته قبل السرقة بعد حفره سرداب ممتد لعدة أمتار.
اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمنى، أكد "السرداب" أحد وسائل لصوص الآثار لسرقة المناطق الأثرية، ونظراً للانتشار الأمنى فى المعابد والمتاحف والمناطق الأثرية، وعدم قدرة اللصوص على الوصول إليها، يلجأ عدد منهم ممن يقطنون فى منازل قريبة من هذه المناطق الأثرية لحفر "سرداب" للوصول إليها من أسفل الأرض.
وأضاف الخبير الأمنى، لـ" اليوم السابع" أن لصوص الآثار لا يبالوا بخطورة هذه السراديب التى قد تكلفهم حياتهم، فى سبيل الوصول للقطع الأثرية، إلا أن التقنيات الحديثة التى تستخدمها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تساهم بشكل كبير فى إحباط جميع هذه المحاولات والقبض على مرتكبيها، تأكيداً بأن الأمن يحمى الآثار أعلى وأسفل الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة