أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

«القوة العسكرية» كلمة السر فى علاقات أمريكا مع العالم

الأحد، 03 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت بداية التسعينيات انتهاء رسميا للحرب الباردة بعد انهيار القطب الموازن للولايات المتحدة وهو الاتحاد السوفيتى، ذلك الانتهاء الذى لم يعط للولايات المتحدة الأمريكية فقط الفرصة للهيمنة على الساحة الدولية، ولكن أعطاها الفرصة لتحقيق مشروعها الكونى نحو القيادة العالمية.
 
وكان لهذا التحول انعكاسات كبرى على سياسات ومواقف، ومن ثم أنماط العلاقات الدولية التى كانت سائدة حتى عام 1990 ومنذ ذلك الوقت صدرت الكثير من التصريحات التى تروج «للنظام العالمى الجديد»، أن الولايات المتحدة هى الدولة الأكثر قدرة على تزعم العالم، وأن الدول الأخرى لابد أن تأتمر بأوامرها، وأن تكون جميع التفاعلات والأنشطة السياسية الدولية تجرى بمعرفتها أو على الأقل بعد الحصول على موافقتها صراحة أو ضمنا.وهو ما تشير إليه الباحثة مروة محمد عبد الحميد عبد المجيد فى دراستها التى حملت عنوانا إلى «التغير والاستمرار فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر».
ثانيا: الركيزة العسكرية.
 
لا شك أن القوة العسكرية تعتبر من العناصر المهمة والأساسية فى تحديد مكانة الدولة فى النظام الدولى بسبب تزايد دور القوات المسلحة فى تشكيل قوة الدولة، فقد أصبح هناك خلط كبير فى مفهوم القوة، مما أبعده كثيرا عن أبعاده الاستراتيجية، ليركز فقط على البعد لعسكرى كضمان أساسى للأمن القومى وحمايته.
 
والولايات المتحدة قد اعتمدت بشكل كبير على الركيزة العسكرية لوضع استراتيجيتها، وتحديد أهدافها حتى أصبحت القوة العسكرية صاحبة الفضل فيما وصلت إليه الولايات المتحدة من مكانة عالمية ومصالح واسعة الانتشار تردفها قدرات عسكرية تقليدية ضخمة، وقدرة نووية فريدة وانتشار عسكرى عالمى واسع فى كل أنحاء العالم إضافة إلى نظام تحالفات استراتيجية مستمرة، ونجد أن الوسائل التى مازالت تستخدم لهذا الغرض هى القواعد العسكرية، فضلاً عن إنشاء الأحلاف العسكرية أو الدخول فى أحلاف قائمة وربط أمن الدول المنظمة إليها بأمن الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ينطبق على حلف شمال الأطلسى «الناتو»، فنجد أن الولايات المتحدة تتصرف بأسلوب تحاول من خلاله تأكيد الغلبة لها على المستويات والأصعدة كل لاسيما العسكرية التى تعد الركيزة الأساسية فى القيادة الأمريكية للنظام أو النسق الدولى.
 
وتجدر الإشارة إلى أن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية تتمتع بميزة مهمه جدا وهى قدرتها على أعادة التنظيم والتكيف المستمر مع البيئة الدولية. فقد شهد القرن المنصرم محاولات متكررة لإعادة التقييم بهدف إعادة تنظيم مقوماتها فى ضوء المتغيرات المتلاحقة التى واجهها الدور الكونى للولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما بعد انغماسها العميق فى الادوار الاستراتيجية الكونية، وقد جعلت الولايات المتحدة الأمريكية من الأداة العسكرية منطلقا لكى تقوم بعملياتها الوقائية والاستباقية من خلال وجودها فى الكثير من مناطق العالم، حيث قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالكثير من العمليات العسكرية تحت شعار الوقائية والاستباقية ومن بينها الحرب على العراق والحرب على أفغانستان، وبهذا فإن الولايات المتحدة تعتمد على الركيزة العسكرية لتنفيذ استراتيجيتها فى جميع أنحاء العالم.
المتطلبات اللازمة لتنفيذ الضربات الاستباقية:
 
 *أن يكون للقوات الأمريكية قواعد متقدمة قريبة من مناطق المصالح الاستراتيجية، وهذا يتطلب ضرورة الموازنة بين متطلبات حماية الوطن الأم وحماية الأهداف الأمريكية فى الخارج، فضلا عن تطلبه التوسع فى ميزانية القوات المسلحة وزيادتها حتى تكون سياسة التسلح لها أولوية على ما عداها.
 
 *أن تكون القوات الأمريكية فى وضع يمكنها من التحرك بسرعة إلى مناطق الأزمات والتهديدات باستخدام النقل الجوى والبحرى مع تحريك حاملات الطائرة إلى حيث مناطق الأزمات، هذا يتطلب إعادة النظر فى مجموعة الأحلاف العسكرية القائمة وتطويرها بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية الجديدة، أو إنشاء تحالفات عسكرية جديدة، مع احتمال الاعتماد على وجود مخازن طوارئ متقدمة للأسلحة برا وبحرا.
 
*أن تكون القوات الأمريكية على درجة عالية من الاستعداد القتالى لحماية قواعدها داخل وخارج الولايات المتحدة من احتمالات توجيه ضربات إرهابية، بحيث لا يقتصر على أهداف عسكرية بل على أهداف مدنية وصناعية.
 
أهداف استخدام الأدوات العسكرية فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية فى حقبة الرئيس بوش الابن: 
تعد القوة العسكرية من إحدى الأدوات الجوهرية التى تتمكن من خلالها الدول تحقيق لستراتيجتها فى الأمن القومى، فالولايات المتحدة الأمريكية لها أكبر أداء عسكرى تسعى من خلاله حفظ أمنها القومى، وفى هذا المبحث سوف نتحدث عن أهم أهداف استخدام الأدوات العسكرية فى عهد الرئيس الأسبق بوش الابن فى استراتيجيته الأمنية 2002، 2006. 
ونواصل إن شاء الله البحث عن أسباب التفوق الأمريكى، ولحظات الانكسار فى السياسية الأمريكية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة