بدأت أمس فى تناول كتاب «الطريق إلى داعش» للكاتب الصحفى وائل لطفى والصادر عن سلسلة «الكتاب الذهبى - روز اليوسف»، واستكمل:
يذكر «لطفى» فى مقدمته، أنه خلال فترة مبارك لم يتم إنجاز مشروع سياسى فكرى لمواجهة الجماعات الإرهاب، وبالتالى كنا نسير فى «الطريق إلى داعش»، ويؤكد أن كتابه يفترض فرضية معينة وهى: «نظام مبارك لم يواجه الإسلاميين.. على العكس تماما كان متحالفا معهم، كان بين الطرفين مناورات معروفة، وصدامات محددة، مناطق فيها احتكاك بعينها، أما فيما عدا ذلك فقد كانت قواعد الاتفاق واضحة.. لم ينافس الإسلاميون (الإخوان والسلفيون) مبارك على السلطة السياسية، وهو أيضا لم ينافسهم على سلطة الشارع.. ترك لهم الشارع المصرى يحكمهم بأفكارهم وقيمهم وثقافتهم المستوردة من الخارج».
يبدأ «لطفى» كتابه بالكتابة عن سؤال: «ماذا يحدث لو حكم الإخوان مصر؟»، والسؤال طرحه فى 19 أغسطس عام 2000، أى قبل وصول الإخوان إلى الحكم وفشلهم بـ 12 عامًا، ويجيب مباشرة: «سيفشلون»، ويؤكد أن الوصول إلى هذه النتيجة ليست أمنية سياسية، ولكنها نتيجة علمية لبحث علمى جاد وضخم بعنوان «أوراق مصر 2020»، أجراه منتدى العالم الثالث برئاسة المفكر والاقتصادى المرموق الراحل الدكتور إسماعيل صبرى عبدالله، وشارك فيه مجموعة من الأسماء الأكاديمية، وكان البحث ممولا من البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، وبنك الاستثمار القومى والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى.
وأذكر أن هذا البحث تم فى وقت كانت جماعة الإخوان قوية، وكان مثار اهتمام كبير وقتها وقرأته القوى السياسية كافة بما فى ذلك نخبة حكم مبارك، وأذكر أن الجماعة تعاملت معه باستعلاء، ولم تعر ما جاء فيه بشأنها اهتماما يذكر، حتى سارعت بأن تكون طرفا فى الترشح لرئاسة الجمهورية عام 2012 بعد ثورة 25 يناير، وأصبح محمد مرسى رئيسا، وفى خلال عام تبين أن ما ذكره البحث يتحقق حول أن الجماعة التى قفزت إلى السلطة، وروجت لأفكار مثالية مقدسة ليس لديها أى نظرية متكاملة تهتم بإدارة الحياة اليومية فى المجالات المختلفة.
يتحدث «لطفى» عن شرائط تحقير المرأة على الرصيف «ضاربا أمثلة عن مايذكره شيوخ التكفير عن المرأة فى شرائط كاسيت، وكلها مليئة بالأكاذيب،» وتحاصر البسطاء والأميين، وشاعت هذه الشرائط منذ تسعينيات القرن الماضى وسيطر على سوقها الشيوخ السلفيون، الذين تحدثوا بالتحقير للنساء، كقول الشيخ محمد إسماعيل بأن النساء موضع الفتنة والرذيلة، وأن الشيطان يجرى منهم مجرى الدم، وامتداد لذلك يكتب «لطفى» عن تكفير رموز مصر على شريط كاسيت، مشيرا إلى محاضرة يعلق فيها «إسماعيل» على احتفال الأوساط الثقافية بمرور مائة عام على صدور كتاب «تحرير المرأة» ويكفر فيها كل الذين احتفلوا بالكتاب ومؤلفه قاسم أمين، فعل هذا مع سلوى بكر وأمينة السعيد وجابر عصفور ومحمد حافظ دياب.
ينقلنا «لطفى» إلى «البحث عن رجل دين مصرى»، ويتناول فيه ما يسميه بـ«صناعة النجم» فى مجال الدعوة، ومن هؤلاء الشيخ ياسين رشدى، وعمر عبد الكافى ثم عمرو خالد وخالد الجندى، ثم جاء بعد ذلك الانفجار على الفضائيات السلفية بمجموعة من دعاة السلفية، الذين صاروا نجوما لجمهور الأرياف والمناطق الشعبية، الذين خاطبهم هؤلاء بخطاب ملىء بالذم والتخويف والحث على الإعراض عن الحياة التى بات البسطاء فى مصر لايملكون من أمرها شيئا، وفى وسط كل هذا تراجع دور رجل الدين المصرى الوسطى، الذى يحمل ولاء لجماهير المصريين فقط.
وتستمر القراءة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة